قضية التعذيب في السجون باتت شائكة, خاصة بعد الكشف عن حوادث عديدة أشارت إلي وجود التعذيب بشكل تقشعر له الأبدان مما جعل برلمان الشباب يناقش هذه القضية في إحدي جلساته.
والمناقشات تعد تعبيرا عن آراء الشباب التي دارت خلال الجلسة, وليست بالضرورة تعبر عن الواقع المصري:
في البداية رأي محمد عبدالحليم أن تاريخ النظام يجعل من تعذيب السجناء أمرا مشروعا وواقعيا, وللقضاء علي هذه الظاهرة لابد من زيادة الوعي بين المصريين البسطاء وتوعيتهم بحقوقهم وواجباتهم عند القبض عليهم أو علي ذويهم.
وتعرضت فيفيان إيليا للتعذيب السياسي وآثاره النفسية علي المعتقلين وناقشت من خلاله فكرة الاحتلال والأسري وتعذيبهم وكيفية معاملة السجناء بشكل آدمي مهما اختلفت الاعتبارات واللغات وفي تعرضها لمعالجة هذه الظاهرة تطرقت للمنظمات الأهلية والحقوقية كمنظمة مصريون ضد التعذيب التي أنشئت سنة 2004م, اللجنة المصرية لمحاربة التعذيب وغيرها.. إلا أنها ذكرت أن صداها لم يسمع إلي الآن بسبب انقلاب المفاهيم واختلاط الصواب والخطأ بدول كثيرة باتت تصنف التعذيب انتهاكا لكل الآدميات.
أما مريم ميخائيل فتعرضت لمفهوم التعذيب المعترف به دوليا ولحالات التعذيب الأشهر كالحروب الدولية وحالت التمييز العنصري وما إلي ذلك كما تناولت أنواع التعذيب النفسي والبدني والجنسي مثلما حدث للرجال في معتقلات أجنبية كجوانتانامو وسجن أبوغريب وغيرها, وتحدثت عن دور الإعلام السلبي ومحاولته التعتيم علي التعذيب الواقع بالفعل في السجون في مصر بما فيه من امتهان للكرامة وسلب كل حق آدمي يتمتع به صاحبه بمجرد فطرته الوجودية وإذا كانت هناك قوانين خرقاء تجعل من ذلك شرعا مباحا فهناك القانون الإلهي الأقوي والأعلي والأقدر علي عمل التوازن بين كفتي الميزان.. يوما ما.
وذكرت هناء جرجس أن السلوك العدواني لا يقف عند حد التعذيب في السجون فقط لأبرياء يعاقبون ألف مرة قبل نطق الحكم فيما اقترفوه من ذنوب ولكنه امتد إلي معاملاتنا اليومية في التعليم والعمل وحتي الشارع العادي فكم من مدرس يعتدي علي طلابه والعكس أيضا أمر واقع, وكم من شاب يتحرش بفتيات لمجرد العنف والعدوانية.. وتساءلت أليس هذا تعذيب؟!
وتطرقت ماري ميخائيل إلي بعض حالات التعذيب في السجون خصوصا من تعرضوا منهم للوفاة من جراء التعذيب الشديد وأشهرهم الطفل القروي الذي يبلغ الأعوام الثلاثة عشر والذي توفي بأحد الأقسام بسبب التعذيب المفرط له علي إثر سرقته لـعلبة شاي!!
أما أكرم عبدالعزيز فتحدث عن دور منظمات حقوق الإنسان الضئيل في مصر إلي الآن بسبب سحب الصلاحيات منها باستمرار وتضييق فعالياتهما, واقترح زيادة الوعي الإعلامي وترسيخ قيم الديموقراطية وفرض رقابة حكومية صارمة كحل للخروج من مشكلة تعذيب السجناء.
وتعرضت إيمان إسماعيل لنماذج الضباط الذين استشهدوا من أجل الحفاظ علي شرف فتاة أو علي حبة رمل من تراب بلادهم أو علي خير أجناد الأرض وهي نماذج ما عدنا نسمع عنها الكثير بل نسمع عن ضابط يضرب حتي الموت لمجرد الغل والعدوانية, وعن ضابط يهتك عرض رجل ويقتله ويعبث بجثته والمفترض أن هؤلاء رجال الأمن والأمان حماة الوطن.
ولكنها عادت لتتحدث عن دورات تقام حاليا من قبل المنظمات الحقوقية المعتمدة بمصر لتوعية الضباط ووكلاء النيابات بحقوق السجناء الصحية والاجتماعية والنفسية سواء في أقسام الشرطة أو في السجون.
أما محمود علي فأكد علي الرقابة المستمرة من قبل منظمات حقوق الإنسان وتعرض لدور الإعلام والدراما الممتاز في عرض صور واقعية لهذه الحالات من خلال بعض الأفلام مثل الكرنك, هي فوضي وغيرهما من الأعمال التي صورت بشاعة التعذيب في مصر, وأكد علي وضع ضوابط للتعذيب خاصة أن المتهم لن يحكم عليه ألف مرة حتي يخرج إلي بيئة خالية من العدوانية وبريئة من الظلم.
وأخيرا ذكرت سارة إيميل أن هناك إصدارات حقوقية جديرة بالمتابعة والاهتمام ولكن يجب أن يصل صوتها للرجل البسيط والمرأة ربة المنزل من أجل أن نعمل سويا للقضاء علي امتهان الكرامة والتقليل من آدمية الفرد وإنسانيته.
أعده للنشر
شيماء الشواربي
رانيا مجدي
شيرين أسعد