يسعي كل واحد منا للتحدث إلي شخص يشعر أنه قريب منه يشاركه مشاكله وهمومه… ويساعده علي إيجاد الحلول والبدائل.. قد يكون هذا الشخص صديقا حميما أو أحد الأقرباء لكن إذا غاب هؤلاء – هل يمكن أن تلجأ إلي التليفون وتطلب الأرقام المعلنة في الراديو أو التليفزيون لتستدعي خط الفضفضة وتشكو له ما تريد؟!
تقول إنجي عادل, كلية تجارة: أحب الاستماع لبرامج الفضفضة خاصة في الراديو, ومنها برنامج أنا والنجوم وهواك لأنني أعشق صوت أسامة منير, وأنا بطبعي فضولية وأحب الاستماع لمشاكل الآخرين حتي أكتسب خبرة.
أما مينا إسكندر فيقول: في أوقات كثيرة أشعر بفراغ خاصة أثناء الليل وكل ما أفكر فيه هو المشاكل التي أعاني منها سواء العاطفية أو المشاكل العائلية لذلك لا أجد أي غضاضة في الاتصال للفضفضة مع أحد ربما تكون لديه خبرة تفيدني في حل مشاكلي.
تعترض ماجي عادل علي الرأي السابق تؤكد قائلة: أنا لا أصدق تلك الفتيات اللاتي يتحدثن علي الهواء وعلي مسمع من جمهور عريض جدا. وبالتأكيد لو كانت المتحدثة فتاة تعاني من مشاكل وتريد الحل, فصوتها مميز ومشكلتها التي تتحدث عنها يعرفها كثيرون, فهل لا تخشي هذه الفتاة أن يتعرف أحد علي صوتها وأسلوبها وأيضا مشكلتها؟ هذا لا يعقل!!.
ويتفق يوسف منسي مع ماجي مستنكرا: الغريب أن معظم المتحدثين من الجنس الناعم وأنا لا أحب أن أخوض هذه التجربة, وأظن أنني مهما اتصلت لن أجد سوي الرسائل المسجلة, وذلك للكسب المادي لصالح شركات الاتصال لا أكثر, ما عن المشاكل التي أواجهها فهناك الكثير من حولي يمكن الاسترشاد بهم, ويملكون أيضا الخبرة الكافية لتقديم النصيحة.
وللأهل رأي آخر
تقول هناء مسعد وهي أم لولدين وبنت في سن الجامعة: إنها لا تحب أن تحاصر أولادها, فهي تتركهم يتصرفون كما يشاءون ولا تفرض الأشخاص الذين يتحدثون معهم أو البرامج التي يستمعون إليها لكن من الأفضل أن يحكي الأبناء همومهم لآبائهم بدلا من عرضها علي مسمع الجماهير المستمعة لهذه البرامج.
أما مدام سناء فتقول: هناك مساحة حوار واسعة بيني وبين أبنائي, وكل مشاكل العمل ومشاكلهم العاطفية نتناقش فيها جميعا ومع والدهم أيضا, وعن برامج الفضفضة فمن الممكن الاستماع إليها أو مشاهدتها عبر التليفزيون من أجل التسلية, ولا أعتقد أن أحدا من أبنائي يمكن أن يقوم بالاتصال بهذه البرامج, فهم ليسوا في حاجة إليها.
لست متخصصا.. ولكن!!
وللإعلامي أسامة منير رأي يطرحه قائلا: عن برنامج أنا والنجوم وهواك الذي أقدمه, أنا لست متخصصا في علم النفس أو الاجتماع حتي أعالج المشاكل التي تروي لي علي أسس علمية وتربوية, ولكن الشباب في حاجة لأحد يسمع مشاكلهم ويناقشهم فيها, فقد تكون هناك مكالمة من أحد الشباب أو الفتيات يريد فيها نصيحة بسيطة وأنا أقدم وجهة نظري في المشكلة, وأيضا أعرض ما يتناسب مع مجتمعنا, وأترك الباقي علي صاحب المكالمة, وأنا شخصيا أؤمن أن الفضفضة شيء مهم جدا في حياة الشباب وصحي إن أحسن استخدامه.
.. ولعلم الاجتماع رأي
أما الدكتورة نسرين بغدادي, أستاذة علم الاجتماع, تقول: هناك أشكال عديدة لبرامج الفضفضة في الإذاعة والتليفزيون, وأيضا في الجرائد مثل بريد الأهرام يوم الجمعة, ويدور جميعها في إطار قص المشكلات لمعرفة الحل أو لطلب النصيحة. ومع تطور وسائل التكنولوجيا أصبح هناك وسيلة أخري وهي الشات علي النت والآن أخذت برامج الفضفضة شكلا آخر, وهي تذاع علي الهواء مباشرة وأحيانا يكون هناك فبركة أي يكون المتصل من إعداد البرنامج!!
وتضيف الدكتورة نسرين: ليس شرطا أن يوجد تباعد بين الأهل والأبناء لكي يلجأوا لمثل هذه البرامج, ولكن قد تكون المذيعة أو المذيع نجما له جمهوره الخاص مثل أسامة منير وبثينة كامل من قبل في برنامجها الشهير اعترافات ليلية يحب الشباب أن يستمع له أو يتصل به حتي لو ألف قصة من وحي خياله.
لابد من تدعيم الصداقة بين الشباب حتي يشبعوا حاجاتهم من الحديث والفضفضة ولا يضطرون إلي اللجوء لأحد من الخارج.