رغم الاعتصامات الموجودة بميدان التحرير شهد المتحف المصري في قلب القاهرة إقبالا كبيرا من السائحين, خاصة مع توافد الرحلات السياحية السريعة القادمة إلي القاهرة فيما يعرف بسياحة اليوم الواحد عبر الموانئ البحرية وبعض المطارات المصرية, ولكن ليس معني ذلك أن السياحة عادت لمعدلاتها المأمولة إلي مصر, لأن تلك الرحلات سريعة جدا ولا نستفيد منها بالشكل المطلوب, وهؤلاء السياح لا يمثلون غير فئة قليلة من الوافدين لمصر فهم لا يبيتون في فنادقها ولا ينفقون في شوارعها ولا يستفيد سائق التاكسي لأن رحلاتهم ليوم واحد, والعاملون في قطاع السياحة يصرخون من تراجع الحركة السياحية, ولكن كيف يأتي السياح إلي مصر في ظل عدم استقرار الأوضاع الأمنية؟ فالسياح يرغبون في استقرار الأوضاع الأمنية حتي يمكن استعادة حجم السياحة الطبيعية الذي تليق بالمقومات السياحية والتاريخية والأثرية, ورغم التنسيق الذي يتم ما بين وزارتي الآثار والسياحة لاستعادة حصة مصر الطبيعية من حركة السياحة العالمية. فيجب علي ثوار التحرير ضرورة الاهتمام بالمنطقة المحيطة بالمتحف بقلب القاهرة والمظهر الجمالي لهذه المنطقة باعتبارها محط أنظار العالم اليوم. لأن المتحف له خصوصية كبيرة ومهمة لدي السائح القادم لمصر ويأتي علي أولوية برنامجه السياحي لأنه يعد أهم وأكبر المتاحف من حيث القيمة الأثرية والتاريخية في العالم ومن حيث الأهمية السياحية لما يحتويه من كنوز فريدة ونادرة للحضارة المصرية القديمة التي أذهلت العالم.
وعادة الزائر لأي مكان في العالم يحرص علي تصويره للذكري وفي الوقت ذاته للتباهي أمام الأصدقاء بزيارة تلك المناطق السياحية والأثرية, لذا أدعو وأناشد ثوار التحرير بأهمية الحفاظ علي جمال الميدان لحرص السياح علي تصوير المتحف ومنطقة ميدان التحرير الذي يقع المتحف في مواجهته باعتباره موقع انطلاق ثورة الشباب وهم من حموا المتحف المصري من أي اعتداء خلال الثورة, ولاسيما أن هذه الأفلام المصورة تتناقل علي مستوي العالم ولذلك يجب أن نهتم بنظافة المنطقة بشكل يومي من قبل المحافظة وليس حول المتحف المصري فقط ولكن حول جميع المواقع السياحية والأثرية علي مستوي مصر كلها باعتباره شكلا حضاريا وجماليا لحضارة مصر التي يقدرها العالم.