بتحب إيه في مصر؟..سؤال طرحته علي عدد من الشباب,ففوجئت بعدد لا حصر له من نظرات الاستنكار وعبارات التعجب علي ألسنتهم, بتحب إيه؟ عدد كبير من الشباب أجاب بانفعال: قولي بتكره إيه في مصر؟! وكأن من المنطقي أن تكون السلبيات أكثر بكثير من الإيجابيات.
وعلي الرغم من السلبيات أردنا نوجه الأنظار في هذا التحقيق لبعض الأشياء المحبوبة في بلدنا مصر حتي لو كانت بسيطة بدلا من تسليط الأضواء دائما علي النصف الفارغ من الكوب.
نيفين رؤوف-من شبرا: أكثر ما يعجبني في مصر أهلها الذين يسرعون لنجدتك إذا طلبت المساعدة, أما إيريني صموئيل-من إمبابة فتقول: أحب في مصر العشرة,العلاقات الأسرية,والنيل.
شاهيناز كمال-من الهرم: أحب خفة دم الناس,والترابط الأسري,وبالطبع لا يوجد مصري لا يحب الفول والكشري.
تامر مجدي-من مدينة نصر (وهو عائد لتوه من الولايات المتحدة الأمريكية بعد قضائه عامين في الدراسة الجامعية): أصدقاء مصر هم أصدقاء العمر,لكن في الخارج,الناس مشغولة بالدراسة والعمل,كما أحب الترابط العائلي,ففي الخارج لا يتقابل الأقارب إلا في الأعياد,حتي الأكل متاح طوال الـ24ساعة في مصر,بينما في الخارج فالمحال تغلق في العاشرة مساء,ويعجبني هنا أيضا موديلات الموبايلات فهي أجمل بكثير بعكس الموبايلات في الخارج التي لا يوجد فيها تنوع.
ماريز مرزوق-من حلوان: بداية أنا أعشق بلدي ولا أتخيل أن أتركها في يوم من الأيام,وأكثر ما أحبه في مصر: جدعنة الناس,النيل,الكشري,التمشية في وسط البلد ليلا أو علي كوبري ستانلي,الأديرة الأثرية,وطقسها الدافئ.
نيفين جورج-من الزيتون:أحب الأهرامات والنيل والأديرة ومنطقة مصر القديمة الغنية بآثارها المسيحية والإسلامية…بوجه عام,وأنا دائما أنظر للنصف الممتلئ من الكوب وأري أن علينا كشعب دور قوي في النهوض ببلدنا بدلا من إلقاء كل العبء علي الحكومة فمثلا يمكننا أن نحافظ علي نظافة شوارعنا بعدم إلقاء القمامة في الأرضيات,ولابد أن ننمي انتماءنا ونتمسك ببلدنا مهما كان به من سلبيات.
توجهنا إلي سمير زكي-أمين لجنة المشاركة الوطنية بأسقفية الشباب,وعرضنا أمامه كل الآراء السابقة,كما طرحنا عليه التساؤل الذي بدأنا به وهو: لماذا لم يجد الشباب سهولة في البحث عن إيجابيات في مجتمعنا بل كانت دهشتهم كبيرة حينما طلبنا منهم أن يذكروا أيا من الإيجابيات؟!
فرد قائلا: إن النظرة السلبية تجاه المجتمع تعود في المقام الأول إلي الأزمة الاقتصادية التي أثقلت الشباب,كما لا يوجد إعلام يدعو إلي حب الوطن,حيث دأب الإعلام في الآونة الأخيرة علي أن يهاجم ويبحث عن السلبيات فقط.كما أننا مقصرون في تعريف الشباب بمشاكل الوطن وهمومه,وتركناه ينشغل فقط في البحث عن لقمة العيش…والنتيجة لكل ذلك هو العزلة والنظرة التشاؤمية للمستقبل.
ولكي نزرع الحب في قلوب الشباب -والكلام لسمير زكي- علينا أن نقدم لهم محاضرات عن تاريخ مصر ليعرفوا دورها العظيم علي مر العصور خاصة في فترات الحروب وأثناء ثورة 1919,كذلك علينا أن نشجع الشباب علي المشاركة في الانتخابات من خلال استخراج البطاقات الانتخابية والإدلاء بأصواتهم, وأن نشجعهم علي الاشتراك في الجمعيات الأهلية والاتحادات الطلابية بالمدارس والجامعات,وألا ننتظر الآخر ليقوم بدوره,بل نبدأ بأنفسنا ونقوم بدورنا,ونشجع ثقافة العمل التطوعي المجاني مثلما يحدث في البلدان المتقدمة.