اختلطت زغاريد الأقباط بدموعهم احتفالا بتدشين أول قداس إلهى بكنيسة العذراء بإمبابة بعد إعادة ترميمها وتسليمها للأقباط، حيث توافد المئات من الأقباط ويشاركهم الكثير من المسلمين وسيدات محجبات لحضور القداسى الإلهى الذى أقيم بشكل رسمي لأول مرة منذ حرق الكنيسة الشهر الماضى، وتلقى الجميع بالحب يهنئون بعضهم لعودة الكنيسة لوضعها الطبيعى بل أفضل ما كانت عليه حسب شهادة الأقباط وترأس القداس اليوم القمص متياس إلياس كاهن الكنيسة وبعض الكهنة من كنائس أخرى وتوافدت وسائل الإعلام المحلية والدولية لرصد فرحة مواطنى إمبابة بإعادة الكنيسة لتكون بمثابة رسالة للمتطرفين ومن يسعى المساس بوحدة مصر أن الكل إيد واحده ضده التطرف والغوغائية .
قدم القمص متياس إلياس كاهن الكنيسة فى عظته بالقداس الإلهى الشكر للمسئولين وعلى رأسهم القوات المسلحة ومحافظ الجيزة وشركة المقاولون العرب لإنجازهم هذا العمل خلال فترة 25 يوما، وقال إنه إنجاز بشرى وإعجاز إلهى لحماية وحدة مصر من خطر الفتنة الطائفية، وتجاوز هذه المرحلة الصعبة وإنقاذ لاسم مصر وتأكيد وحدة شعبها وقوة إرادتها ضد أى تطرف، مشيرا أن مصير وطريق مصر سيحدد بيد أبنائها حسبما يريدون أن تذهب إليه البلاد، ونحن ذوقنا مرارة الفوضى والأزمات وعلينا نختار طريق الحب والسلام الذى هو حصن وأمان لكل إنسان .
وأضاف القمص متياس أن سعادته بالغة ليس فقط بافتتاح الكنيسة، ولكن لباقات الحب والإخاء والمودة من مسلمى المنطقة لمشاركتهم فى القداس وهم يهئنون بإعادة الكنيسة منهم سيدات ورجال وأئمة مساجد وهم يقدمون الاعتذار عما حدث، وأنهم غير راضين على هذه التصرفات الإجرامية التى لا تتفق مع مبادئ الإسلام، وأن من قام بهذه الأعمال لا يمثل الإسلام وكان الرد عليهم أن من يمس أى شىء فى مصر فهو يمس مصر جميعها، معبرا عن شكره الغفير لهم، ويكفى أن تكون هذه رسالة لكل من قام بهذا العمل أن يستوعب درس المحبة للمصريين ويعرفون أنه مهما طال فكرهم الشرير فإنه لن يغلب أبدا لأن مصر دائما قوية وصامدة ضد قوى الشر .
وأشار القمص متياس أن هذا أول قداس إلهى رسمى يقام فى الكنيسة بعد ترميمها وسوف يتم تدشين احتفالية ضخمة الثلاثاء بحضور الكتور على عبد الرحمن محافظ الجيزة، والأنبا ثيؤدسيوس أسقف الجيزة وعدد من قيادات الدولة والتنفيذيين والشعبيين، مشيرا أنه حتى الآن لم يتأكد حضور الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء، وأن كان احتمالية حضوره كبيرة وسوف يتم قص شريط افتتاح الكنيسة من قبل السادة المسئولين ويعقبها كلمات حول تداعيات الأوضاع .
وحضر القداس عبد الخالق عزوز رئيس حى إمبابة والمشرف على عملية الترميم وقدم التهاني لقيادات الكنيسة ، وصرح أن العمل فى بناء الكنيسة كان على وتيرة من السرعة منذ وقوع الأحداث وقيام الدكتور على عبد الرحمن بزيارة الكنيسة المحترقة أعطى تعليماته بسرعة إنهاء العمل فى أقرب وقت وتم إسناد المهمة لشركة المقاولون العرب التى عملت 24 ساعة باعلى كفاءة حتى تم اعادة الكنيسة الى افضل ما كانت علية وتم انشاء بوابة جديدة للهروب فى الطوارىء وأشار عزوز أن هذا العمل سيكلل بافتتاح رسمى بحضور المحافظ والمسئولين للرد على مثيرى الفتن والمتطرفين الذين لا ينتموا لهذا الوطن وتاكيدا على نسيج مصر الواحد فالجميع يتعايش كاخوة منذ قرون طويلة ولن تفلح هذه القلة الخارجة فى تدمير الرصيد الطويل من التعايش المشترك مشيرا ان الحى يقوم الام برفع كفاءة المنطقة وتعزيز البنية التحتية وعقدت لجنة الحكماء عدة جلسات لدراسة كيفية التصدي للفكر المتطرف وتم اقتراح بحضور شيخ مسلم للقداس الالهى كل أحد وحضور قس لخطبة الجمعة وان يتم نقل هذه التجربة فى جميع المناطق لتقريب المسافات وترسيخ ثقافة قبول الآخر وجارى دراسة فكرة التنفيذ .
فاطمة عبد النبى محجبة كانت تقف وسط الكنيسة تتحدث مع السيدات المسيحيات بابتسامة حب يجمعهن رصيد من الإخاء والمودة وقالت لنا ” انا فعلا سعيدة برجوع الكنيسة لانها بيت الله ودار للعبادة تحث على الفضيلة وما حدث من اشخاص لا يعرفون شىء عن الإسلام فهم لا يمثلون المسلمين .
وصف سيد السوهاجى 47 عاما عضو حزب الوفد بإمبابة افتتاح الكنيسة بالعروس الوطنى يشارك فيه جميع المصريين ولذا جاء من اجل التهنئة ورفض ما اطلق عليها ” بالفتنة المستوردة التى يقف وراءها متطرفون وفلوف للنظام السابق وبعض المستفيدين من البلطجية لان من يفعل هذه الجريمة باسم الدين فهو لا يعرف شىء عن الدين الذى يحث على احترام وحماية الآخر ، وطالب السوهاجى بدور حاسم للدولة فى تطبيق القانون على الجناة وردع المحرضين وعودة الشرطة لوضعها بكل قوة للحفاظ على استقرار مصر ومساندة المواطنين للشرطة ضد البلطجية والمتطرفين .
وأضاف السوهاجى مقدما شكرا للقوات المسلحة التى حافظت على مصر منذ احداث الثورة مطالبا بتوحيد الصفوف الوطنية للقيام بانتفاضة تستهدف التعليم والاعلام لمقاومة الافكار الرجعية وتعزيز دور الخطاب الدينى فى نبذ الكراهية والعنف وضرورة التألف والحب ضد قوى الشر حتى يتم بناء دولة المؤسسات والمواطنة .
يرى تونى صبرى22 عاما أن الذى حدث اليوم ليس غريب من إصلاح شىء تم تدميرة او مشاركة مسلمين واقباط لان هذا هو اصل المصريين الحقيقى ولكن الاهم من ذلك اين دور القانون فى محاسبة المخطئين حتى لا تتكرر صول ثالثة فى منطقى اخرى بعد أطفيح وإمبابة ، مشيرا أن هذه الفترة الصعبة التى تمر بها مصر تحتاج لمزيد من تحقيق العدالة لوقف اعمال البلطجة والانفلات الامنى والقصاص لدماء الضحايا فى هذه الاحداث .
عبرت أيفون أمين 55 عاما عن فرحتها بعودة الكنيسة ووفرحة الاطفال والشباب للبدء القيام بدورها واستئناف الانشطة الكنيسة التى توقفت خلال شهر منذ حرق الكنيسة وعبرت عن شكرها للمسئولين بالدولة والمسلمين بالمنطقة قائلا :” ده مش غريب لان مصر أصلها طيب باهلها والله يسمح اللى يحاول يفرق بينا ” .
الحاج محمد سليم 43 عاما من أهالى المنطقة جاء للكنيسة واحتضن القمص متياس معبرا عن فرحته بافتتاح الكنيسة وهو يقول أن الاديان تحث على السلام والتسامح ومن يفعل غير ذلك فهو لا يعرف جوهر الاديان ونحن جميعا اصابنا حزن لما تعرضت له الكنيسة وما تتعرض له مصر الان من اوضاع كنا نأمل أن تنتهى بعد هذه الثورة البيضاء التى هى حلم لكل مصرى فى مجتمع جديد قوى يقوم على مبادىء الحب والتسامح والقانون مؤكدا أن هؤلاء الذين أحرقوا الكنيسة مجموعه من المأجورين ليس لهم اى علاقة بالدين بل يأخذون الدين ساتر لهم لتبرير افعالهم واستغلال البسطاء.