[email protected]
في اعتقادي أننا نحتاج اليوم وربما أكثر من أي وقت مضي إلي قانون أخلاقي أو ميثاق شرف أدبي يلتزم به جميع المواطنين المصريين..من مسلمين ومسيحيين..رجالا ونساء…شيوخا وشبابا موظفين وفلاحين وعمالا ميثاق يلتزم فيه بالمعني الحقيقي لمبدأ المواطنة من حيث التأكيد علي المساواة والمشاركة في الحقوق والواجبات ومساواة الجميع أمام القانون واقتسام الموارد بين المواطنين دون تمييز بسبب دين أو عقيدة أو جنس أو لون أو توجه فكري..إلخ.
فإذا كان هناك ميثاق شرف لكل مهنة يكون من المهم وضع ميثاق شرف للوطن يلتزم به المواطنون.وهو ميثاق غرضه نهضة الوطن ومواطنيه,يردده المواطنون صباح كل يوم في المدرسة والجامعة والمصنع والشركة والحقل في كل مكان.
إن قدر مصر أن يعيش فيها المسلمون والمسيحيون كما أن مستقبل الوطن يستلزم أن يستمر هذا التعايش بشكل إيجابي وفعال,لذا فإننا نحتاج إلي أن تتحول قيمة المواطنة إلي ميثاق يربط المواطنين بعضهم ببعض لتتحول المواطنة إلي واقع عملي معاش وسلوك واقعي يلمسه الكل,وليس فقط مجرد نص في الدستور.
من المهم أن يعي المواطن سمة التعددية والتنوع التي يتميز بها المجتمع المصري,وأنها ظاهرة صحية تتميز بها المجتمعات الناهضة التي تنبض بالحياة,وأن التنوع عامل غني وثراء.وأن الاختلاف الديني بين أبناء الوطن لم يمنع التعايش المشترك بينهم لقرون عديدة منذ دخول الإسلام مصر في أواسط القرن السابع الميلادي وحتي اليوم,وإن كانت هناك بعض المشاحنات التي حدثت في ظل ظروف مجتمعية شتي تكاتفت علي إعلاء مظاهر الخلاف وأضعفت من مظاهر الوحدة والاتحاد.
من المهم أن يعي المواطن,كل مواطن, وحدة شعب مصر مهما تعددت الانتماءات الضيقة ومهما اختلف الانتماء الديني بين أبنائه فالعام من شأنه أن يغلب ويعلو علي الخاص,فالمسلم والمسيحي كلاهما مواطن مصريا أولا وأخيرا ما يجمعنا أكثر كثيرا مما يفرقنا ,حيث يجمعنا وطن واحد ومصير مشترك,كما أننا نعاني من هموم وقضايا مشتركة وتحديات واحدة نعمل علي مواجهتها وتجاوزها إلي آفاق أوسع وأكثر رحابة من العيش المشترك.
إنه من المهم إعلاء قيمة الانتماء للوطن والتعبير عن هذا الانتماء بشكل عملي,حتي تتحقق الكثير من المعاني الجميلة والقيم الراقية التي ننشدها جميعا لصالح حاضر هذا الوطن ومستقبله أيضا,والإيمان بأن كل واحد فينا يستطيع تقديم أفضل ما لديه لهذا الوطن الذي نعيش علي أرضه وننتمي إليه.
كذلك علينا أن نبحث سويا في سبل ترقية حاضر الوطن ومستقبله ذلك أن وحدة أهل مصر,واتحادهم إنما تمثل واحدة من أهم عوامل ومصادر قوة هذا الوطن وتماسكه,إنها حقا وحدة مقدسة من الواجب علينا الحفاظ عليها وتدعيمها ورعايتها بكل السبل ومن خلال كافة المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية والثقافية وكافة مؤسسات المجتمع المدني …إلخ.
وربما من الضروري أيضا أن نبحث في المساحة المشتركة والإطار المشترك الذي يجمع ولايفرق ,وكذا العمل علي ترسيخ وتشجيع قيم المواطنة والحوار وقبول الآخر والتسامح والحوار والتعايش السلمي المشترك والتماسك الاجتماعي والعمل الجماعي البناء واحترام قيمة التعددية والتنوع إلي غيرها من قيم الاستنارة التي من شأنها النهوض بالمجتمع المصري ومواطنيه.
إلي كل المواطنين المصريين تعالوا نبني وطننا بناء حديثا ونخلق مواطنا صالحا يعمل مع غيره من المواطنين من أجل الخير العام والصالح العام.
تعالوا نردد معا:بالحقيقة نؤمن بوطن واحد نعيش فيه ويجمعنا مصير مشترك,وطن نعمل جميعا علي نهضته, وطن يستوعب الكل,يزخر بالتعددية والتنوع ولكنه غير مفكك وغير مجزأ,وطن نعيش فيه ويعيش فينا نسعد به ويسعد بنا.