انتقال العذراء إلي السماء هو برهان ثابت لتلك القيامة المجيدة المدعو إليها كل إنسان يتوق إلى ماهو مستمر وكامل ، فمريم التي قالت نعم للرب بكل تجرد,وبدون شرط ولا قيد,عاشت وعدها هذا في كل مكان وزمان,وفي كل الظروف الحياتية, في مغارة بيت لحم, وفي مصر المنفي, وفي الناصرة, وفي جميع نواحي اليهودية والسامرية. وفي الأفراح والأتراح. علي جبل التجلي وفي بستان الزيتون والجلجلة. أثناء خوف الرسل وترددهم… عند صليب يسوع وقفت أمه (يوحنا 19:25)…
كلنا,كأمنا العذراء مريم, مدعوون لنكتشف أننا مستهدفون من محبة يسوع, لنحب بالمحبة الإلهية اللامتناهية, ولنتمجد بمجد طبيعة الله. الله محبة, وكلنا مدعوون لنعيشها في رسالتنا المسيحية, ولنكون مخلصي العالم.
الله محبة,وبها وفيها يجددنا بقدرته وفرحة,ويساعدنا علي تحمل المشقات وصعوبات الحياة.
حبذا,كأمنا العذراء, أن نكون مؤمنين ملتزمين, ونكتشف الفرح في حضور فادينا يسوع المسيح, لنلقي نظرة جديدة علي العاللم والبشرية, ونعمل علي خدمتهما ولبناء الملكوت. وهذا الفرح الإلهي يتطلب منا روح فقره وبساطته وتجرده, لنكتشف السر الإلهي, سر تجليه وقيامته المجيدة ومجيئه الثاني في آخر الأزمنة.
وباكتشافنا السر الإلهي بالصلاة والتأمل والمحبة بكل أنواعها,نكتشف سر تجلي صورة الثالوث الأقدس فينا وقيامتنا من أنقاض عبوديتنا علي هذه الأرض لنلاقيه ونمجده عند عودته الثانية البهية والمجيدة مع أمنا العذراء مريم والقديسين إلي أبد الأبدين.