معركة خطيرة بين النور والظلام بل بين الموت والحياة قامت منذ نحو ألفي عام, لقد شهد بيلاطس الحاكم الروماني عن السيد المسيح:أني لم أجد علة في هذا الإنسان فتصايح رؤساء الكهنة وتراكض اليهود كالخراف الضالة يلوون ألسنتهم كأذناب الحيات متصايحين:أطلق باراباس وأما المسيح فليصلب!!
وفعلا أسلم إليهم يسوع فصلبوه, وظن العالم حينذاك أن الظلام انتصر علي النور, وأن الموت هزم الحياة, ولكن إذا كانت دولة الظلم ساعة فدولة الحق كما يقولون إلي قيامة الساعة!!
ومضت ثلاثة أيام وإذا بالصليب ينتصر علي طغيان اليهود, ويقوم المسيح ناقضا أوجاع الموت, هازما عالم الظلام صارخا كالأسد الخارج من سبط يهوذا قائلاأين شوكتك ياموت, أين غلبتك يا هاوية!!انتصر المسيح فانتصرت معه المسيحية, وصدق قول الشاعر:
لانتصار الصليب كم من شهيد.
قد مضي للفداء شهما كريما
والتقاء الرماح في كل قلب
لن يزيد القلوب إلا يقينا
لقد مات المسيح وجثم الشيطان علي حجر القبر المقدس يقهقه ظانا أنه انتصر…نعم لقد انتصر ولكن إلي حين لأنه من يضحك أخيرا يضحك كثيرا…فما أن انبلج صبح الأحد حتي حدثت المعجزة, وزلزت الأرض زلزالها, والأبواب التي حبس التلاميذ أنفسهم خلفها انفتحت وانطلق صوت المسيح يقول لهمسلام لكم وكانت المفاجأة أنالمسيح قام والعالم كله يردد قائلانعم…بالحقيقة قام!!.
إن المسيح وهو علي خشبة الصليب كما يصفه جبران خليل جبران-أكثر جلالا ومهابة من ألف ملك علي ألف عرش في ألف مملكة, بل هو بين النزع والموت أشد هولا وبطشا من ألف قائد في ألف جيش في ألف معركة!!
وحول هذا المعني ينشد الشاعر فيقول:
ثلت عروش في الممالك كلها لكن عرشك لايزال وطيدا
فانشر يارب السلام علي الوري من خير ألوية السلام بنودا