تأتي انتخابات مجلس نقابة الصحفيين هذه المرة وسط ظروف غير مسبوقة يمر بها الوطن تضع علي عاتق المجلس الجديد مهاما جسيمة حيث سيكون أمام المجلس المنتخب فرصة المشاركة في إعادة صياغة كل التشريعات التي تحكم المهنة والمساهمة في تحقيق الآمال التي حلمت بها أجيال متعاقبة من الصحفيين, وهو أيضا يواجه خطر تبديد هذه الأحلام وضياعها نهائيا إذا عجز عن بلورة أهداف الصحفيين في مشروعات محددة يتفاوض من أجلها ويضغط لإنجازها, خاصة أن هذه المرة مختلفة عن سابقاتها كونها الأولي بعد ثورة 25 يناير, وستجري الانتخابات في 14 أكتوبر الجاري, لاختيار نقيب و12 عضوا بمجلس النقابة, وشهدت الأيام الماضية جولات عديدة لجميع المرشحين علي المؤسسات الصحفية كافة, حاملين برامجهم المختلفة لحص الأصوات.. حول هذه الانتخابات أجرت وطني هذا التحقيق.
التغيير.. التغيير
أكد يحيي قلاش المرشح لمنصب نقيب الصحفيين ضرورة شراكة الصحفيين في إدارة شئون مؤسساتهم الصحفية لاسيما أن الصحافة المصرية عريقة وأعرق من إعمار بعض الدول ولذا يجب تنقية كل التشريعات المنظمة للصحافة والإعلام وعدم تقييدها بمواد قانونية مكبلة لعملها, مؤكدا أن انتخابات النقابة المقبلة تعتبر استثنائية سواء بالنسبة للنقابة أو لمصر كلها وأن رسالتها كبيرة لاسيما أنها أول انتخابات بعد ثورة 25 يناير, وأن التغيير الذي يشمل البلاد عموما يجب أن يطال نقابة الصحفيين أيضا, مشددا علي أن من أهم عناصر هذا التغيير البنية التشريعية للنقابة, حيث إن البنية القائمة هي موروثة من النظام البائد قبل الثورة وأن حرية الصحافة هي حرية المجتمع ولابد للنقابة أن تدخل في حوار مع هذا المجتمع, ولا يجب أن تحكم النقابة بقانون نقابي عمره واحد وأربعين عاما, مشيرا إلي وجود الكثير من الأخطاء في قانون 96 لسنة 1996.
وقال قلاش إن هناك فرصة تاريخية في الظرف الحالي للبلاد ربما لن يتكرر بانتزاع حقوق كثيرة للصحفيين كانت مؤجلة وعدم التعامل مع النقابة كمشروع اقتصادي, موضحا أن الصحافة هي الأساس الذي تنهض به الدولة الحرة المدنية, حيث يجب أن يكون إعلامنا محميا بالدستور ومنظما بالقوانين, مؤكدا أهمية دور الشباب في النقابة وفي إحداث التغيير المطلوب خصوصا أن 60% من الصحفيين المقيدين بالنقابة من الشباب.
وأوضح قلاش أنه رغم أهمية قضية الخدمات للصحفيين باعتبارها نقابة خدمية لكنها أيضا نقابة رأي, مؤكدا أن نقابة الصحفيين ستشارك في وضع دستور مصر ويجب تعظيم حقوق الصحفيين لأول مرة في دولة غير مستبدة لكنه لا يجب التعامل مع النقابة وكأنها مشروع اقتصادي, مقدما بعض التعهدات في مجال زيادة موارد النقابة وتنفيذ مشروعات الإسكان المعلقة بما في ذلك مدينة الصحفيين في السادس من أكتوبر.
حلم جديد
وقالت عبير سعدي مرشحة لعضوية مجلس نقابة الصحفيين تحت 15 سنة: اكتشفت بعد مرور عامين من العمل اليومي في إعداد وتطوير وتنفيذ الدورات أن برنامجي الذي طرحته تم تنفيذ معظمه, اجتمعت مع أعضاء لجنة تطوير المهنة والتدريب وطورنا أفكارا جديدة, وبدأنا في الإعداد لحلم جديد طالما تحدث عنه كثيرون قبلنا دون أن يتم التخطيط الفعلي له, ومن خلال استطلاع موسع للرأي تم تحت إشراف خبير ألماني بارز في التخطيط وضعنا تصورا للهيكل الإداري والمالي وبدأنا بالفعل في الإعداد للمناهج وفقا لاحتياجات الزملاء والزميلات والبحث عن شراكات نملك بعضها مع جامعات ومعاهد ومراكز تدريب عالمية ومحلية, مؤكدة أنه يمكن البدء اليوم في تنفيذ معهد التدريب الخاص بنقابة الصحفيين.
أكدت عبير سعدي أن الوضع سابقا كان يزداد سوءا حتي وقع انفجار أطاح بكل شيء ولكنه يتيح اليوم فرصة التغيير بعد أن فات أوان الإصلاح, وأريد أن أكون جزءا من هذا التغيير, خاصة أن نقابتنا أتممت هذا العام سبعين عاما في صمت, نحتاج اليوم لأن نجدد شبابها بقانون جديد لا نخشي من تشويهه من قبل برلمان تعرفون كيف جاء. القانون الحالي كان عظيما في وقته ولكنه اليوم يحتاج إلي مراجعة حقيقية, كما أن دور النقابة يحتاج إلي إعادة صياغة, وأول انتخابات تجري بعد إسقاط القانون 100 الذي ناضلت الجماعة الصحفية ضده منذ عام 1994.
الحفاظ علي كرامة الصحفي
ومن جانبها أكدت حنان فكري مرشحة لعضوية مجلس نقابة الصحفيين تحت 15 سنة علي حماية الصحفيين من أية تجاوزات أو اعتداءات يتعرضون لها أثناء ممارسة عملهم الصحفي, واقترحت تنفيذ مشروع الخط الساخن بالنقابة, ليتم الاتصال به لإبلاغ أية استغاثة فورية من الصحفيين, والتحرك العاجل لتقديم المساندة والعون اللازم لهم, الحفاظ علي كرامة الصحفي ورفع شأنه أدبيا وماديا, وتوفير كل أسباب الرعاية الاجتماعية والصحية له ولأسرته, والبحث عن كيفية لحماية الصحفيين غير المتعاقدين في مختلف المؤسسات القومية والحزبية والخاصة وضمان حقهم في التعيين بعد انقضاء فترة زمنية محددة, من خلال تفاوض مجلس النقابة مع رؤساء مجالس إدارات الصحف والوصول إلي اتفاقات في هذا الشأن.
مؤكدة علي ضرورة التزام المجلس بتطبيق بنود عقد العمل الموحد مع كافة المؤسسات القومية والحزبية والمستقلة وعدم الاعتراف بغير هذا القعد الذي تدخل النقابة طرفا أساسيا وتفعيل دور النقابة في إصدار قانون حرية تداول المعلومات, بما يرسخ المصداقية لدي جماهير القراء, ويعيد للصحافة مجدها من جديد.
حرية إصدار الصحف
وقال حاتم زكريا المرشح لمجلس نقابة الصحفيين فوق السن إن برنامجه الانتخابي يدعو إلي رفع سن تقاعد الصحفيين إلي 65 سنة بصورة وجوبية دون الحصول علي موافقة مجلس إدارة الموسسة الصحفية, وإلغاء جدول غير المشتغلين, لائحة أجور مناسبة للصحفيين, أن يتولي الصحفيون إعداد قانون جديد للنقابة يعالج قصور القانون الحالي, إصدار قانون حرية تداول المعلومات تكون النقابة طرفا أصيلا في إعداد إطلاق حرية تملك إصدار الصحف بالإضافة إلي توفير موارد للنقابة لدعم استقلاليتها.
يؤكد حاتم أن بعد الثورة نحتاج إلي المزيد من اليقظة والوعي حتي لا ندخل في صراعات مذهبية سياسية كانت أو دينية فشعارنا الدائم في العمل النقابي الابتعاد عن أيديولوجيات أو اتجاهات عقائدية والمهم الآن هو من يستطيع خدمة النقابة.
وحول الصراع بين تيارات بعينها قال إن الانتخابات الحالية تعكس الوضع المشوه في المجتمع بعد الثورة وأتمني أن تكون انتخابات بدون صراعات أو مشاجرات حتي لا نقول علي نقابة الصحفيين السلام.
التخلي عن الانتماءات السياسية
وقال ممدوح الولي المرشح نقيبا للصحفيين برنامجه إنه يهدف إلي تعظيم مكانه ومهنة الصحافة ورفع المستوي المهني للصحيفة من خلال توفير بيئة عمل مناسبة تتضمن دخلا مناسبا يكفل الاستقلال المهني, وتشريعات عادلة وتوفير معلومات تساعد علي العمل الصحفي ونقابة مستقلة مالية ويتم ذلك من خلال لجان أبرزها المجموعة القانونية ومجموعة علاقات العمل والأجور, وتنمية الموارد وتفعيل الملفات المعطلة مثل المدنية السكنية بـ16 أكتوبر وتطوير صندوق الطوارئ.
ورغم وجود انتماءات وتيارات مختلفة للمرشحين, لكن العرف السائد أن من يدخل المجلس يخلع انتماءه الحزب أو السياسي أو الديني ليكون عضوا بفريق النقابة فيتجانس معه ويكون همه الأول حل مشاكل الصحفيين ونقابتهم وأصبح الدور المهم هو كيفية إدارة الأمور واستيعاب كافة الآراء لمصلحة النقابة والجمعية العمومية وألا سيفقد مصداقيته أمام الجمعية العمومية ويدمر سمعته النقابية والصحفية.
شرعية التنافس بين التيارات
وقال هاني عمارة مرشح لعضوية مجلس نقابة الصحفيين إن برنامجه ركز علي خدمات النقل والاتصال في يعود بالفائدة الفعلية علي أعضاء النقابة, وتاريخ انتخابات الصحفيين يشهد بالنزاهة والديموقراطية بالإضافة إلي التنافس بين التيارات المختلفة مؤكدا علي ثقته بالجمعية العمومية في اختيار الأصلح مراهنا علي وعي الزملاء فما اختيار الأفضل.
مؤسسة التدريب الصحفي
أما إيمان رسلان المرشحة لعضوية مجلس النقابة فوق السن فيضم برنامجها نقابة فوق تعني أجرا عادلا ليس من منطق الاستجداء ولكن من منطق الواقع والحقوق من خلال وضع لائحة أجور الصحفيين موضع التنفيذ من توفير حد أدني ملائم مع ترشيد الحد الأقصي, قانون جديد للنقابة, إنشاء مؤسسة للتدريب الصحفي بإشراف مجل أمناء مستقل, تطوير نظام العلاج الطبي وزيادة معاشات الصحفيين من خلال تخصيص نسبة 1% من حصيلة الإعلانات.
انتخابات فارقة
وقال عاطف فهيم مرشح لعضوية مجلس النقابة تحت السن, إن انتخابات نقابة الصحفيين هذه المرحلة بعد ثورة 25 يناير فهي انتخابات فارقة في تاريخ النقابة منذ إنشاءها ونادي بنقابة حرة مستقلة ذات سيادة علي قراراتها لا تخضع لأي تيارات سياسية أو دينية ولا تخضع لقيود أو توجيهات. والملاحظ أ أغلب الجماعة الصحفيين وعلي رأسهم المرشحون الجدد تحت السن سيسعون بالفعل لإحداث تغيير جذري في آليات عمل النقابة, نظرا لتفشي الفساد, المحسوبية العلاقات الشخصية علي حساب المصلحة الجماعة الصحفيين.
طالب فهيم علي المستويين الاجتماعي والمادي بوثيقة تأمين حياة جماعية لجميع أعضاء النقابة من مختلف الأعمار حتي لأصحاب المعاشات ممن بلغوا سن الستين وتصرف قيمتها عند بلوغ سن الستين أو السبعية.
تأسيس أول مركز أبحاث لخدمة طلاب العلم والمعرفة مقابل رسوم رمزية وحماية حق الصحفي المصري عضو نقابة الصحفيين في السفر والنقل لجميع بلدان أوربا والعالم في أي وقت يشاء دون قيود أو شروط.