أعلنت منظمة اليونسكو للتربية والعلوم والثقافة عام 2010 عاما للتقارب بين الثقافات خاصة مع الفهم وعدم الثقة التي ازدادت في السنوات الأخيرة, إذ أن مظاهر الاختلاف يمكن أن تتحول إلي حروب بسبب الجهل والتوجس والريبة وإنكار حقوق الإنسان.
وإذ أدركت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الوضع أسندت لليونسكو المنظمة الرائدة في الثقافة والعلوم هذا الدور, وذلك استنادا إلي خبرات المنظمة في هذا المجال علي مدي أكثر من 60 عاما.
وقد أعلنت أيرينا بوكوفا المديرة العامة للمنظمة عن اقتناعها بأن اليونسكو لديه كل القوة اللازمة لتحقيق تلك الرؤية وابتكار أشكال جديدة من العمل للحفاظ علي السلام.
وأعربت عن أسفها الشديد من أن الثقافة ليست مدرجة ضمن الأهداف الإنمائية للألفية, إنما الصلات بين الثقافة والتنمية هي من القوة بحيث إن التنمية لا يمكن لها أن تستغني عن الثقافة.
تهدف هذه السنة الدولية إلي المساعدة علي تبديد أي التباس ناجم عن الجهل بثقافة الآخر, والتحيز الذي يخلق التوتر وانعدام الأمن والعنف والصراع من أجل تعزيز واحترام ثقافة الآخر وكسر الحواجز بين الثقافات المختلفة وتبادل الحوار والمعرفة التي هي أفضل وسيلة لبناء السلام.
عقدت بوكوفا يوم الخميس 18 فبراير مؤتمرا معنيا بالحوار بين الثقافات, وتمثلت الموضوعات التي تناولها المؤتمر في: الإمكانيات التي ينطوي عليها التنوع الثقافي والحوار وإقامة السلام, ومكانة القيم المشتركة في عصر العولمة, وفي هذا الإطار دعت بوكوفا عددا من الشخصيات السياسية والفكرية والأدبية والفنية من مناطق العالم للاجتماع في باريس, ولم تشأ تكوين لجنة ذات تمثيل إقليمي لعدم الوقوع في أي نوع من أنواع البيروقراطية, ولإعطاء الحرية كاملة لأعضاء هذه المجموعة في تقرير أسلوب عملها.
وأخيرا دعت بوكوفا جميع شركاء اليونسكو لتحقيق هذه الأهداف: أي اللجان الوطنية لليونسكو, وهيئات منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الحكومية والمنظمات غير الحكومية, وسفراء النوايا الحسنة والفنانين العاملين من أجل السلام, وكراسي اليونسكو الجامعية والمدارس المنتسبة, وأندية اليونسكو ومراكزها, والبرلمانيين, والمنتخبين المحليين, والأوساط الثقافية والعلمية والتربوية والإعلامية, ورواد الفكر, ومنظمات الشباب, إلي جانب المجتمع المدني عموما, بما فيه القطاع الخاص.
وبذلك سيكون الاحتفال بالتقارب بين الثقافات له أكبر وقع ممكن علي الصعيد المحلي والدولي.