لاتزال الأزمة الإيرانية التي اندلعت عقب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية هناك مستمرة, حيث لم يأت المرشد الأعلي للجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي بجديد أول أمس خلال إلقائه خطبة الجمعة وأكد علي نزاهة الانتخابات, في الوقت الذي يشكك فيه الإصلاحيون في النتائج ويطالبون بإعادة الانتخابات مرة أخري.
ودعا خامنئي أبناء شعبه إلي التحلي بالهدوء ووقف الاحتجاجات الغاضبة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية, محذرا من أنه ##لن يرضخ للشارع## الإيراني, وأكد أثناء خطبته التي ألقاها في جامعة طهران أمام جمع من المصلين كان علي رأسهم الرئيس الإيراني محمود أحمد نجاد ومنافسه في الانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي, علي نزاهة العملية الانتخابية في بلاده, مضيفا أنها تمتعت بقدر كبير من الشفافية.
وشكك خامنئي في ادعاءات التزوير التي يطلقها أنصار مرشحي الرئاسة, قائلا إن نظام الانتخابات في إيران لا يسمح بوقوع انتهاكات كهذه. وعلي الرغم من ذلك, قال خامنئي إنه مستعد للنظر في أي شكاوي تتعلق بالعملية الانتخابية, متعهدا باتباع القانون, وقال الزعيم الإيراني إن الاحتجاجات التي عمت شوارع العاصمة طهران كانت مدعومة من جهات خارجية, محملا المعارضة مسئولية أي أعمال عنف قد تحصل نتيجة هذه الاحتجاجات.
كان مجلس صيانة الدستور الإيراني قد استمع أمس السبت _ والجريدة ماثلة للطبع – إلي شكاوي المعترضين الثلاثة, موسوي ومهدي كروبي ومحسن رضائي, وصرح المتحدث باسم المجلس عباس علي كدخدائي أنه سيتم اتخاذ قرار نهائي بشأن إعادة فرز الأصوات في موعد أقصاه اليوم الأحد, وقال كدخدائي إن مجلس صيانة الدستور يعتزم التحقيق في شكاوي تتعلق بـ 646 مخالفة في الانتخابات تقدم بها موسوي والمرشحان الخاسران الآخران, مضيفا أن المخالفات تتعلق خصوصا بعدم وجود بطاقات اقتراع وحدوث تأخير في مجريات تسليمها للناخبين, إضافة إلي ##تشجيع علي التصويت لمرشح واحد,## علي حد قوله.
من جانبها دعت شيرين عبادي, الإيرانية الحائزة علي جائزة نوبل للسلام, إلي إلغاء الانتخابات الإيرانية وتنظيم انتخابات جديدة, وذلك في مقال نشرته صحيفة ##هوفينجتون بوست## الامريكية علي موقعها الإلكتروني, وقالت عبادي وهي محامية وناشطة في مجال حقوق الإنسان,إن هذه الانتخابات شابتها مخالفات. وأوضحت أنه في العديد من مكاتب الاقتراع, لم يسمح لممثلي مير حسين موسوي ومهدي كروبي بالدخول,ما سمح بالتلاعب بالصناديق.
من ناحية أخري ذكرت جريدة ##نيويورك تايمز## الأمريكية أن النظام الإيراني يواصل عمليات قمع واعتقال الإصلاحيين الذين يرفضون نتيجة الانتخابات, كما يعمل علي الحد من تأثير الصحفيين والمراسلين بالصحف ومواقع الإنترنت وتهميش دورهم في الأزمة من خلال منع تغطية أنباء المظاهرات التي يقوم بها أنصار موسوي.
وعرضت ##نيويورك تايمز## بعض توقعات المتخصصين في الشأن الإيراني في الولايات المتحدة والتي تحدثت عن حل وسطي بأن يمنح الإصلاحيون مناصب في الحكومة الجديدة, لكن ليس واضحا ما إذا كانت المعارضة ستقبل بذلك.