تكثر الينابيع الحارة في جميع أرجاء ماليزيا بفعل الطبيعة الإستوائية التي تساعد علي ظهور مثل هذه المياه النابعة من باطن الأرض والتي يعتبرها السكان المحليون مياها صحية للاستشفاء من بعض الأمراض والأوبئة منذ قديم الزمان, خصوصا في المواقع القريبة من الجبال والصخور.
وبجانب كونها مكانا للاستشفاء والتعافي من بعض الأمراض فقد سخرت الحكومة الماليزية إمكاناتها لجلب السياح الوافدين لزيارة مثل هذه الأماكن حتي باتت الينابيع الحارة في ماليزيا وجهة سياحية, خصوصا بعد إقبال بعض المستثمرين في صبغها بلون ترفيهي وسياحي.
وقال مساعد المدير التنفيذي للمنتجع السياحي عالم (تامبون) المفقود في مدينة (إيبوه) إس رامش في أن الحكومة الماليزية تعمل علي أن تجعل من الينابيع الحارة موقعا سياحيا جذابا, ليس للاستشفاء من الأمراض الجلدية فحسب, بل للاستجمام والترفيه واللعب.
وأضاف أن مشروع المنتجع الذي تبلغ تكلفته 17.3مليون دولار أمريكي بمساحة قدرها 40 هكتارا قد خصص بركا وأحواضا لتجمع الينابيع الحارة حسب درجات حرارتها المتفاوتة وارتفاع مستواها والمناخ المحيط بتلك الينابيع وذلك لاستخدامها لعلاج بعض الأمراض.
وأشار إلي أن السكان المحليين يعتقدون أن تلك الينابيع تزخر بأملاح معدنية قادرة علي شفاء الأمراض. موضحا أن هذا الاعتقاد تسرب منذ قديم الزمان في المنطقة, حيث كانت تلك الينابيع سبب تجمع قبيلة (مالايان) التي تعد من أوائل القبائل التي سكنت شبه الجزيرة الماليزية.
وأفاد بأن الينابيع الحارة تتدفق منها مياه حارة تتصاعد منها أبخرة ساخنة بدرجات حرارة مختلفة, مشيرا إلي أن أحواض الينابيع تصنف إلي أربع درجات تبدأ بالأحواض الباردة وتصل درجة حرارتها إلي 25 درجة تليها الدافئة, حيث تتراوح درجة حرارتها ما بين 25 إلي 34 درجة ثم الحارة وتتراوح درجة حرارتها ما بين 34 إلي 42 وأخيرا الحارة جدا وتصل درجة حرارتها إلي 42 درجة.
وأوضح أن الينابيع الحارة تتدفق من باطن الأرض حين تتسرب المياه السطحية التي تنتج عن الأمطار إلي جوف الأرض لتشكل بعد سلسلة من العمليات الطبيعية منافذ بركانية أو حمما فوارة ترتفع من خلال قنوات موجودة في المناطق الصخرية, حيث تنبع من خلالها المياه الحارة لتتجمع في برك ساكنة أو أنهار اطرادية الانسياب.
وذكر أن الينابيع الحارة تزخر بالمياه المعدنية التي تسمي أيضا بالمياه الغازية الغنية بالأملاح وكبريت الماغنسيوم والحديد والفلور وغيرها من المواد التي تساعد علي علاج أمراض الجلد مثل الطفح والبثور وأمراض الروماتيزم والتهاب المفاصل والكسور وعسر الهضم.
وأضاف أن المنتجع يضم فيلات وبيوتا بمختلف الفئات ومسابح مزودة بموجات اصطناعية تصل مساحتها إلي 3200متر مكعب ومنحدرات مائية يصل طولها إلي 77مترا وأنفاق للتزحلق طولها 155مترا, إضافة إلي محميات للحيوانات ومطاعم في منطقة تحيطها الجبال الشاهقة المكسوة بأشجار الغابات الاستوائية, حيث الشلالات والكهوف. ويقع منتجع عالم (تامبون) المفقود علي ضواحي مدينة (إيبوه) عاصمة ولاية فيرق الماليزية الواقعة علي شمال غرب شبه الجزيرة الماليزية وتبعد عن العاصمة كوالالمبور حوالي ساعتين فيما تبعد عن جزيرة (بينانج) الشهيرة حوالي ساعة ونصف الساعة.