اقتربت الولايات المتحدة من الإعلان عن مبادرتها الجديدة لاستئناف عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وذلك بعد شهور من استماع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لوجهات نظر القادة والمسئولين السياسيين في منطقة الشرق الأوسط.
وذكرت صحيفة ##الجارديان## البريطانية نقلا عن مسئولين أمريكيين وفلسطينيين وأوربيين أن الرئيس أوباما بصدد الإعلان عن تسوية فلسطينية – إسرائيلية تسمح باستئناف محادثات السلام قبل نهاية شهر سبتمبر المقبل, وأضافت الصحيفة أنه سيتم استئناف المفاوضات وفق هذه المبادرة علي أساس موافقة إسرائيل علي تجميد جزئي لبناء مستوطناتها لمدة عام باستثناء القدس الشرقية ومئات الوحدات الأخري قيد الإنشاء, في مقابل وعود من واشنطن لتل أبيب بأن تكون أكثر صرامة في تعاملها مع الملف الإيراني عن طريق اتخاذ خطوات جادة لدفع مجلس الأمن لفرض عقوبات علي طهران من شأنها أن تنهك اقتصاد الجمهورية الإسلامية.
تعد أبرز ملامح الخطة الأمريكية الجديدة إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح في غضون سنتين, وأن تكون هذه الدولة ضمن حدود مؤقتة كمرحلة أولي, كما تتضمن الخطة الاتفاق علي مبدأ تبادل الأراضي بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل وقد تصل نسبتها إلي 7.5 %, وكذلك ضرورة تأكيد الجانب الفلسطيني علي أن التفاوض هو الخيار الوحيد للحصول علي الحقوق المشروعة, ومقاومة وسائل العنف والخيارات الأخري. علاوة علي تجميد الاستيطان خلال فترة التفاوض لإقامة الدولة الفلسطينية.
وتشير الخطة إلي تأجيل البت في قضية القدس إلي ما بعد إقامة الدولة الفلسطينية ضمن الحدود المؤقتة, أي إلي ما بعد سنتين من الآن, ومطالبة الدول العربية بالتطبيع التدريجي مع إسرائيل حتي يكتمل التطبيع مع إقامة الدولة الفلسطينية بعد عامين.
من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي إن الولايات المتحدة تواصل حث الأطراف المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط علي العودة إلي طاولة المفاوضات, وأضاف أن المبعوث الخاص إلي الشرق الأوسط جورج ميتشل سوف يستقبل وفدا إسرائيليا رفيع المستوي لاستكمال المحادثات التي بدأها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في لندن, وشدد كراولي علي أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تفرض أمورا علي إسرائيل أو علي السلطة الفلسطينية أو علي أي طرف آخر, معتبرا أن العودة إلي المفاوضات والتوصل إلي نتائج ناجحة يعتمدان علي إرادة الطرفين.
كانت الإذاعة الإسرائيلية قد نقلت عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إشارته إلي أنه تم تحقيق ##تقدم## بشأن استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط, ودعا نتنياهو بعد عودته من جولة أوربية شملت لندن وبرلين إلي ضرورة إيجاد صيغة تتجاوب مع مصالح إسرائيل الأمنية, منوها بأن مشاوراته انصبت بشكل خاص علي السبل الكفيلة باستئناف المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية والمطالب الدولية بوقف الاستيطان.
علي الجانب الآخر بدأ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس السبت -والجريدة ماثلة للطبع – بجولة عربية وأوربية تستغرق عدة أيام بهدف إطلاع المسئولين علي الجهود العربية لإنهاء الانقسام الفلسطيني والمساعي الدولية لإحياء عملية السلام في المنطقة وسيزور عباس خلال جولته كل من قطر للقاء الشيخ حمد بن خليفة أمير دولة قطر ثم يتوجه إلي ليبيا لمقابلة العقيد معمر القذافي, وسينتقل منها إلي إسبانيا للقاء رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو ووزير خارجيته ميجيل موراتينوس, ثم يغادر مدريد متوجها إلي العاصمة الفرنسية للقاء الرئيس نيكولا ساركوزي قبل أن يختتم جولته بزيارة مصر للقاء الرئيس مبارك وسيبحث مبارك وعباس الجهود التي تبذلها مصر والرامية إلي إنهاء الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس.