بقلم: جين مورسبداية
قالت مساعدة وزيرة الخارجية إستر بريمر, إن الولايات المتحدة إذ تتخذ مقعدها في مجلس الأمم المتحدة للحقوق الإنسانية تشدد علي أهمية حرية التعبير.
صرحت بريمر قبل وقت قصير من توجهها إلي جنيف حيث يعقد مجلس حقوق الإنسان دورته العادية الثانية عشرة التي تستمر من 14 سبتمبر حتي 2 أكتوبر المقبل بأن حرية التعبير أصبحت, مع الأسف, ميدان سجال بين الدول الغربية وأعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي. والمشكلة تكمن في ما إذا كان التعليق علي الدين, وخاصة الإسلام يشكل تشهيرا وافتراء.
وأضافت بريمر قولها: ##نعتقد أن حرية التعبير هي في الواقع حق أساسي من الحقوق الإنسانية.## وأشارت إلي أنه علي الرغم من أن مكافحة كراهية الأجانب والعنصرية هامة جدا, فإن تقييد التعبير لن يحقق هذه الأهداف.
قالت بريمر إن ##توفير الفرص للتعبير وحرية الرأي للناس كي يتبادلوا الآراء ويتيحوا للأفكار الانتعاش هو سبيل التسامح.## وأضافت أن الولايات المتحدة تتعاون مع مصر التي تمثل منظمة المؤتمر الإسلامي من أجل التوصل إلي صيغة لقرار جديد يسد فجوة التفاهم القائمة حول كيفية تناول الدين.
وأضافت بريمر قولها ##دعونا نبدأ بالتسامح والاحترام, ونستمد من أفكار خطاب الرئيس أوباما في القاهرة ونقول إننا نستطيع التحدث عن التسامح والاحترام دون أن نسلك سبيل تقييد الحديث.## وأعربت بريمر عن اعتقادها بأن النجاح في تبني قرار لحرية التعبير, قد ##يشفي بعض الجراح بحيث يمكننا بعدئذ أن نفتح الحديث حول مسألة التشهير والافتراء أيضا##.
الاستمرار في رصد العالم
أعربت بريمر, مساعدة وزيرة الخارجية لشئون المنظمات الدولية, عن أن أمل الولايات المتحدة هو أن يعالج المجلس المشاكل المهمة حقوق الإنسان علي الصعيد العالمي. وقالت ##نعتقد أنه ينبغي أن لا يكون المجلس غير متوازن ولا يتناول قضايا الشرق الأوسط بغير تناسب. فهناك قرارات كثيرة وبنود كثيرة في جدول الأعمال بالنسبة للقضايا الفلسطينية الإسرائيلية بحيث تشكل أحيانا ازدحاما يطغي علي كل قضايا الحقوق الانسانية الأخري في العالم ويستبعدها. وواجبنا هو أن نبحث في جميع أنحاء العالم وننظر في أهم القضايا ولا نركز اهتمامنا إلي هذا الحد بمنطقة معينة من العالم مستبعدين بعض المناطق الأخري التي يجب أن تحظي هي أيضا باهتمام جدي.
مثال ذلك أن أوضاع الحقوق الإنسانية في إيران بعد الانتخابات الأخيرة تشكل في نظر بريمر مصدر قلق شديد. وقالت إن الولايات المتحدة, علاوة علي ذلك, قلقة بالنسبة لحقوق الإنسان في بورما وخاصة بعد محاكمة النظام البورمي الأخيرة لزعيمة الدفاع عن الديمقراطية أونج سان سو كي وعدد كبير من السجناء السياسيين. وقالت ##لذا أعتقد أن علينا أن ننظر أيضا في هذه الأوضاع لبلد معين وليس في قضايا الشرق الأوسط وحسب##.
وأعربت بريمر عن الأمل أيضا في أن تتم ##علاقة اندماجية فعلية بين الدبلوماسية التعددية والثنائية## وأن يتمم العمل الذي يؤديه المجلس في جنيف العمل الذي يتم في العواصم.
وأكدت بريمر التزام الولايات المتحدة بالفكرة القائلة بأن الحقوق الإنسانية عامة شاملة. وأضافت قولها ##إن فكرة انطباق الحقوق الإنسانية علي جميع الناس تعرضت أحيانا للتحديات – علنا أحيانا وبشكل غير مباشر أحيانا أخري – لكننا نريد أن نقول إننا ندافع صراحة عن فكرة أن الحقوق الإنسانية شاملة ولا تقتصر علي جماعة معينة أو أناس معينين أو مجموعة أخري من الناس##.
وأشارت بريمر إلي أن الولايات المتحدة تؤيد أيضا استقلال مكتب المفوضية السامية للحقوق الإنسانية مع الاحتفاظ بالمحاسبة والشفافية والحكم الرشيد.
زيادة المشاركة الأمريكية
يأتي قرار الولايات المتحدة بالسعي في سبيل انتخابها لمقعد في مجلس الأمم المتحدة للحقوق الإنسانية انسجاما مع هدف حكومة أوباما في ##عهد جديد من المشاركة## مع البلدان الأخري. وكان المجلس قد مر بتاريخ مضطرب, ولبعض أعضائه الحاليين والسابقين سجل ضعيف بالنسبة لحماية الحقوق الإنسانية في بلادهم بالذات. وكان هناك علاوة علي ذلك قلق حول كيفية معاملة المجلس لإسرائيل. فبين العامين 2006 و2008 تم شجب إسرائيل 15 مرة.
وكان الرئيس أوباما قد أكد مرارا الحاجة إلي قيام الدول بالعمل معا في سبيل التغلب علي المشاكل العالمية.
وقال أوباما في حديث إذاعي للشعب الأمريكي في 11 أبريل ##إننا ببناء أساس جديد من الثقة المتبادلة فقط نستطيع معالجة بعض أكثر القضايا استعصاء##. ثم خلص إلي القول إنه ##لا يمكننا مع كل ماهو عرضة للخطر أن نتعامي عن اهتمامات بعضنا بعضا. وليس بوسعنا السماح للخلافات القديمة بأن تمنعنا من تحقيق التقدم في المجالات ذات الاهتمام المشترك##.
يو إس جورنال