ألقت الأزمة العالمية بظلالها علي الأسرة,فلم يعد فقدان الزوج أو الزوجة لعملهم أمرا استثنائيا مثلما كان من قبل…بل أصبحت النسبة تتزايد يوما بعد يوم,خاصة بعد غلق بعض الشركات,أو تقليص عدد العاملين بشركات أخري…والنتيجة هي ترك العمل والبدء في رحلة البحث عن عمل آخر…فكيف تواجه الأسرة هذه الأزمة؟,وكيف يعبر شريك الحياة عن مساندته للطرف الذي فقد عمله؟.
حول هذا الموضوع تحدثنا إلي الدكتورة ليليان عوض إخصائية الطب النفسي,فقالت:إن أي شخص يترك عمله خاصة إذا كان رغما عن إرادته فهو يمر بعدة مراحل بعد تركه للعمل,أولها هي الصدمة فيكون الشخص إما ثائرا جدا لأتفه الأسباب أو مكتئبا وحزينا طوال الوقت…وهذه المرحلة تتطلب تفهم وتقبل المحيطين بمن ترك عمله…ولكن مع الوضع في الاعتبار أن التقبل لا يتم التعيير عنه ببعض الكلمات التي لا تفيد في هذه المرحلة بل قد تزيد من توتر الشخص وشعوره بالمرارة,فهناك عبارات بالفعل تثير غضب من ترك عمله مثلمعلش-ما تضايقش نفسك-ربنا علي الظالمويفضل في مرحلة الصدمة أن نتحدث مع الشخص بكلمات تعبر عن شعورنا بمشكلته مثلأنا أشعر بك-أنا أعرف أن ماحدث يضايقك.
وتضيف د.ليليان إننا يمكننا أن نتحدث معه عن الخبرات الإيجابية التي قد يعرض لها من قبل,بمعني إذا كان حدث له ظروفا سيئة أو أزمات وتحطاها…أو أن نتذكر أيضا خبرات الأخرين الإيجابية في الأزمات.
ويجب أن نؤكد لمن ترك عمله أن هذا الأمر ليس هو نهاية العالم,فبالرغم من أن هناك صعوبات في وقتنا الحالي تعترض أي شخص حينما يبحث عن عمل,لكن مع الإصرار والمثابرة,وتعلم واكتساب المهارات الجديدة سيجد الشخص عملا آخر,حتي ولو في مجال مختلف عما كان يعمل به,أو يقيم مشروعا صغيرا….إلخ
وتشير د.ليليان إلي أهمية دور الزوجين مع أبنائهم في هذه الفترة فعليهم أن يتحدثوا إليهم ويشرحوا لهم أسباب ترك الأب أو الأم العمل وتأثير الأزمة المالية العالمية في هذا الأمر,كذلك التحدث إليهم عن ضرورة ترشيد ميزانية الأسرة في الفترة المقبلة حتي يتحطوا هذه الأزمة التي تمر بها الأسرة من جراء ترك أحد الوالدين لعمله.مع ذلك,علينا مراعاة المرحلة العمرية لأبنائنا حينما نقوم بذلك فنشرح لهم حسب مرحلتهم العمرية,دون أن يشعروا بالقلق ويفقدوا شعورهم بالأمان.
تتفق معها في الرأي الدكتورة مني رمزي إخصائية المشورة الأسرية,وتضيف أن هناك إيضا دورا للهيئات ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الدينية في هذا الأمر سواء في المساندة النفسية والدعم المعنوي لمن ترك عمله,أو في مساعدته لإيجاد فرصة عمل أخري مناسبة.
أما عن دور شريك الحياة فتقول د.مني علي شريك الحياة أن يساند شريكه الذي ترك العمل بالإضافة إلي مشاركته في البحث عن عمل جديد,كذلك مشاركته في إعادة النظر في ميزانية الأسرة,ويكون ذلك دون إبداء أية مشاعر ضيق أو ضجر من الحد من مصروفات الأسرة.
وتنوه د.مني إلي أهمية أن ينمي الشخص مهاراته وقدراته بشكل مستمر, حتي دون أن يترك عمله,فإذا كان هناك فرصة للالتحاق بدورات في مجال عمله أو في اللغة واستخدام الحاسب الآلي فعليه ألا يتردد.ويبادر بالمشاركة.لأن هذا الأمر يخلق لأي شخص فرصا أكبر سواء في التدرج لمنصب أفضل في عمله أو إيجاد فرصة عمل أخري في حال تركه لعمله.