من العجيب أن يوجد نوع من أشجار السنط المتواجدة بكثرة في شرق أفريقيا تحمي نفسها من الفيلة بمساعدة النمل الذي يعيش عليها. توصل باحثون من جامعتي وايوسين وفلوريدا الأمريكيتين إلي هذه النتيجة بعد أبحاث أجروها في منطقتي لايكبيا وتسافو في كينيا بأفريقيا حيث لاحظ الباحثون أن كثافة الأشجار تقل في المناطق الآهلة بالفيلة إلا عندما تكون محمية بسياج كهربائي حتي لو كان ممكنا لحيوانات أخري عبوره.
وقال البروفيسور تود بالمر من الفريق الباحث إن الفيلة تدمر قشرة الشجر وأن تزايد عددها زاد من تفاقم الظاهرة في السنوات الأخيرة لكن العلماء تعجبوا لكون الشجر فقد قشرته فقط في المناطق الرملية قبل أن يلاحظوا أن نوعا واحدا من الشجر ينمو في التربة, وهو شجر السنط علي عكس المناطق الرملية التي تنمو فيها أنواع مختلفة من الأشجار, وما يميز شجر السنط هو علاقته المتناغمة مع النمل حيث يوفر له المسكن والغذاء مقابل الحماية من الفيلة حسب ما يعتقد العلماء, وللتأكد من كون النمل هو سبب ابتعاد الفيلة عن شجر السنط جردها الباحثون من النمل الذي كان يعيش عليها واكتشفوا أن الفيلة بعد أن كانت بعيدة عنها أقبلت عليها وبدأت تأكل منها وتأكد الباحثان من فرضيتها عندما قدما لفيلة يافعة في محمية طبيعية نوعين من شجر السنط بعضها عليه نمل والبعض الآخر من دونه فأقبلت علي فروع الشجرة الخالية من النمل بغض النظر عن نوعها بينما ابتعدت الفيلة عن تلك التي كان النمل يدب عليها.
عن موقع B.B.C