تعددت برامج النصب علي الهواء من خلال بعض القنوات الفضائية, بتنظيم مسابقات وأسئلة وجوائز وهمية وصلت قيمة الجائزة منها إلي ستين ألف دولار!!
أسئلة تافهة جدا تبثها إحدي القنوات الفضائية في برنامج مسابقات تابعته بصورة متواصلة من الساعة الحادية عشرة مساء الأحد 15فبراير الماضي حتي الحادية عشرة من صباح الاثنين ولم تنته الحلقة بعد!!!
كان السؤال هو مدينة حمراء أسوارها خضراء سكانها سود مفتاحها من حديد… فما هي؟
أكثر من ثمان مذيعات تناوبن تقديم الحلقة علي امتداد اثنتي عشرة ساعة مستمرة من خلال أغاني سوقية هابطة وحركات هايفة… يعرض علي الشاشة الصغيرة أرقام التليفونات وسعر الدقيقة جنيه ونصف جنيه… تعلن المذيعة يكفي اتصال تليفوني واحد لنرد عليك لتلقي الإجابة الصحيحة ونمنحك قيمتها ستين ألف دولار!!
تتصل تليفونيا تفاجأ بموسيقي لتضييع الوقت, ثم يروي لك الكمبيوتر تفاصيل المسابقة وكيفية الاشتراك فيها, ثم يذكر لك أنه نظرا لكثافة الاتصالات يجب أن تسجل رقم تليفونك وسيختارك الكمبيوتر للاتصال بالكنترول لتلقي الإجابة علي الاستديو!
فجأة تعلن المذيعة أن اتصالا واحدا لا يكفي يجب أن تكثف الاتصالات والتسجيل لتزداد فرصتك في الربح… يجب أن تواصل بإصرار… يواصل البسطاء الاتصال بجنون… البعض يسجل أكثر من مائتي مكالمة تليفونية… ينقلون الإجابات الخاطئة فقط إلي الاستديو… لترد المذيعة حاول مرة أخري كثف الاتصالات! والهدف استنزاف أرصدة المواطنين… بين كل فترة وأخري تعلن المذيعة مع بدء منتصف الليل أنه باق دقائق علي انتهاء البرنامج, وعليكم تكثيف الاتصال للفوز بالجائزة… يزداد جنون المواطنين في العالم العربي ويزداد الاتصال… ثم تستبدل المذيعة بأخري لتعلن بعد فترة وجيزة بأنه لم يتبق من الزمن إلا دقائق وهكذا تستمر عملية شد الأعصاب واستنزاف الأرصدة حتي ظهر اليوم التالي دون جدوي!!
رغم تفاهة الإجابة وهي البطيخة إلا أنه لم يعلن عن اسم فائز واحد بالستين ألف دولار!!
قناة فضائية أخري تعلن عن مسابقة صناديق الذهب… عليك أن تسجل علي امتداد اليوم أعلي رقم من المكالمات التليفونية… يتسابق المواطنون… يعلن المذيع أن الكمبيوتر سيختار صاحب أعلي رصيد من التسجيلات التليفونية, ليتم الاتصال به وليس مطلوبا منه أي جهد أو تفكير… مجرد اختيار رقم من أرقام الصناديق العشرة لتفوز بالكأس جائزة تتراوح ما بين مائتي دولار وعشرة آلاف دولار… وقد لا تفوز… فإذا فزت بإحدي الجوائز يمكن أن تنتقل إلي المرحلة الثانية وهي اختيار رقم من الأرقام العشرة من مجموعة الصناديق الثانية… وهنا إما أن تخسر الكأس أو تتضاعف قيمة الجائزة… وقد تنتقل إلي المرحلة الثالثة وهي صناديق الذهب لتفوز دون جهد بضربة حظ… ومع الأوهام نغرس في أطفالنا حب المقامرة والبلطجة والكسل والاعتماد علي ضربات الحظ وتبديد الأموال في تسجيل مئات المكالمات في مسابقات وهمية في عالم القمار!
جرائم نصب بالملايين وفضائح خطيرة علي الهواء تحدث تحت سمع وبصر المسئولين وللأسف لا يتحرك أحد!!