هذا ما تقوله ##القسمة السريانية## التي نصلي بها في قداساتنا: ##هكذا بالحقيقة تألم كلمة الله بالجسد, وذبح وانحني بالصليب, وانفصلت نفسه من جسده, إذ لاهوته لم ينفصل قط, لا من نفسه ولا من جسده, وطعن في جنبه بالحربة, وجري منه دم وماء غفرانا لكل العالم… مات الابن بالصليب, وردنا من التدبير الشمالي إلي اليميني, وأمن بدم صليبه, ووحد, وألف السمائيين مع الأرضيين.
- والشعب مع الشعوب.- والنفس مع الجسد##.
???
تحدثنا في الفصل السابق عن مصالحة السمائيين مع الأرضيين, ونتحدث الآن عن مصالحة الشعب مع الشعوب…
1- ما المقصود بالشعب؟
2- وما المقصود بالشعوب؟
1- الشعب.. هو الشعب اليهودي, الذي اختاره الرب منذ القديم, وجاهد معه عبر آلاف السنين, ليطهره من عبادة الأصنام, ويرسل من خلاله عشرات الأنبياء الذين تنبأوا بمجيء المخلص, ويعطيهم الشريعة المكتوبة, التي يفشل أي إنسان في تنفيذها دون الفداء والتجديد الإلهي للإنسان. كما أعطاهم الشريعة الطقسية حيث الذبائح والقرابين والأعياد, وكلها تشرح لنا جوانب من صليب المسيح, وفدائه المجيد.
لقد كان الهدف الأساسي من العهد القديم, هو ترسيخ الانتظار للمخلص, والإشارة إليه برموز وممارسات كثيرة, وتأكيد استحالة خلاص الإنسان بقدرته الذاتية, مما يستدعي التجسد والفداء!
???
2- أما الشعوب.. فهم كل الأمم غير الإسرائيلية في كل أنحاء العالم, وكل أجيال البشرية. لأنه حينما ##جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة, مولودا تحت الناموس, ليفتدي الذين تحت الناموس, لننال التبني## (غل 5:4)… وهكذا وصل الخلاص إلي جميع الأمم.
إن السيد المسيح هو الذي يربط العهد القديم والعهد الجديد بخيط واحد, يتخلل صفحات العهدين, خيط التجسد والفداء, فالعهد القديم ملئ بالنبوات عن تجسد السيد المسيح, وعن فدائه المجيد لنا علي عود الصليب.
- خيط واحد…- إله واحد…
- كتاب واحد…- ذبيحة واحدة…
حيث العهد هنا ليس فترة زمنية وحسب, بل معناه ##الميثاق##, إذ كان للرب عهدا مع شعبه في القديم, ثم أعطانا العهد الجديد بدمه, للعالم كله, وليس لشعب واحد.