1- صالح السمائيين مع الأرضيين
تحدثنا الأسبوع الماضي عن أن خطية آدم نتج عنها:
1- حكم الموت 2- فساد الطبيعة
ومن هنا كان لابد من مخلص:
1- يرفع عنا حكم الموت: إذ يفدينا بناسوته المتحد بلاهوته…
2- يجدد طبيعتنا الفاسدة: بلاهوته المتحد بناسوته…
وهذا ما تم في التجسد والفداء
1- من أقوال البابا أثناسيوس حول حكم الموت:
قال القديس أثناسيوس الرسولي في كتابه تجسد الكلمة ما يلي:
1- لو كان الإنسان لم يمت بعد أن قال الله إننا نموت لأصبح الله غير صادق (تجسد الكلمة فصل 5:3).
2- وإذ قدم للموت ذلك الجسد… فقد رفع حكم الموت فورا عن جميع من ناب عنهم, إذ قدم عوضا عنهم جسدا مماثلا لأجسادهم (تجسد الكلمة فصل 10:9).
3- لأن الله متعال فوق الكل, فقد لاق بطبيعة الحال أن يوفي الدين بموته, وذلك بتقديم هيكله وآنيته البشرية لأجل حياة الجميع (فصل 2:99).
4- الله إذ خلق الإنسان قصد أن يبقي في عدم فساد, أما البشر, فإذا احتقروا ورفضوا التأمل في الله, ودبروا الشر لأنفسهم… فقد استحقوا حكم الموت, الذي سبق تهديدهم به… ساد عليهم الموت كملك, لأن تعديهم الوصية أعادهم إلي حالتهم الطبيعية حتي أنهم كما نشأوا من العدم, كذلك لا يجب أن يتوقعوا إلا الفساد, الذي يؤدي إلي العدم, مع توالي الزمن (فصل 4:4).
5- أبطل الموت بتقديم جسده (فصل 1:10).
6- لأنه بذبيحة جسده وضع حدا لحكم الموت, الذي كان قائما ضدنا, ووضع لنا بداية جديدة للحياة, برجاء القيامة من الأموات الذي أعطاه لنا, مستشهدا بالآية: كما في آدم يموت الجميع, هكذا في المسيح سيحيا الجميع (1كو 22:15) وقال: هذا هو السبب الأول الذي من أجله تأنس المخلص (فصل6, 5:10).
7- لما كان ضروريا أيضا وفاء الدين المستحق علي الجميع, إذ كان الجميع مستحقين الموت… أتي المسيح بيننا… وبعد تقديم البراهين الكثيرة عن لاهوته بواسطة أعماله, قدم ذبيحة نفسه أيضا عن الجميع, إذ سلم هيكله للموت عوضا عن الجميع, أولا: لكي يحرر البشر من معصيتهم القديمة, وثانيا: لكي يظهر أنه أقوي من الموت, بإظهار جسده عديم الفساد, كباكورة لقيامة الجميع## (فصل 2:20).
8- كان أمام كلمة الله مرة أخري أن يأتي بالفاسد إلي عدم الفساد, وفي نفس الوقت أن يوفي مطلب الله العادل المطالب به الجميع… فكان هو وحده الذي يليق بطبيعته أن يجدد خلقة كل شئ, وأن يتحمل الآلام عوضا عن الجميع, وأن يكون نائبا عن الجميع لدي الآب (فصل 5:4).(يتبع)