ذكرنا في المرات السابقة أن مكونات النفس:
1- الدوافع والغرائز.
2- الحاجات النفسية.
3- العواطف:
والعاطفة نكتسبها يوما فيوما, إذ أنها ليست موروثة مثل الغرائز والحاجات النفسية, وهي انفعال معين نحو شخص أو شئ أو قيمة, يتكرر فيثبت. مثال: أن تري شخصا تسعد بلقياه… وإذ يتكرر اللقاء يتكرر انفعال السعادة… إلي أن يتحول إلي عاطفة حب مقدس, نحو هذا الشخص.
ومثال آخر: أن تتأمل شهامة إنسان وشجاعته فيسعدك ذلك, ثم إذ يتكرر إعجابك بهذه القيم تحبها, وتتحول إلي جزء من حياتك. ومثال ثالث: أن تجري الأموال في يد إنسان, فيسعد بذلك, ومع تكرار الانفعال يتحول إلي إنسان محب للمال.
لذلك تحتاج العاطفة إلي ضوابط مهمة وهي:
1- العقل: الذي يضبطها ويقودها في الطريق السليم, حتي لا تدخل الإنسان إلي مهالك خطيرة.
2- الروح: إذ يصلي الإنسان طالبا مشورة الرب وإرشاده حول عاطفة ما, ليعرف هل هي من الله أم من عدو الخير؟
3- الإرشاد الروحي: من خلال أب الاعتراف, ليساعدني في تمييز عاطفتي هذه, سواء نحو شخص أو شئ أو قيمة, وهل هي في الطريق السليم أم لا؟
وكم من عاطفة منحرفة أهلكت شبابا, فتركوا أسرهم وعائلاتهم, بل تركوا كنيستهم ومسيحهم, ليسيروا في طريق الشيطان, حتي إلي هلاك أبدي!!
وكم من عاطفة أخري مقدسة وبناءة, سارت بنقاوة وإفراز, وبعقلانية وحكمة, وتحت إرشاد روحي, فأعطت الإنسان أن يكون أسرة مقدسة مثمرة, أو مشروعا ناجحا, أو خدمة أسعدت كثيرين.
4- العادات:
يقول علماء التربية: إن الشخصية الإنسانية هي مجموعة عادات تمشي علي قدمين… فأنت تصنع عادتك, وهي التي تصنعك فيما بعد. والعادة تبدأ أولا بفكرة, تروق للإنسان فينفذها, ويحولها إلي فعل, ثم إذ يتكرر هذا الفعل, يتحول إلي عادة. ومجموعة العادات تشكل أخلاق الإنسان, وأخلاقه تحدد مصيره. لهذا جاء هذا القول المأثور:
- ازرع فكرا… تحصد عملا.
- ازرع عملا… تحصد عادة.
- ازرع عادة… تحصد خلقا.
- ازرع خلقا… تحصد مصيرا.
والإنسان المسيحي مطلوب منه أن يكتسب عادات مقدسة مثل: الصلاة- الصوم- الترنيم- حضور القداسات بانتظام والتناول فيها- حضور الاجتماعات الروحية- القراءة البناءة: في الكتاب المقدس والعلوم الكنسية والثقافة العامة… إلخ.
وبالعكس… يمكن أن يستعبد الإنسان نفسه لعادات رديئة مثل التدخين والمسكرات والمخدرات والنجاسة والحلفان والشتيمة والنميمة والوشاية… إلخ. وهذه كلها تورد الإنسان موارد التهلكة.
ولكي يتخلص الإنسان من عاداته السلبية عليه أن يهتم بما يلي:
1- الاقتناع: بأن هذه العادة هدامة, ومؤذية للنفس والروح والعقل والجسد والعلاقات…
2- الإشباع: بأن يشبع الإنسان بوسائط النعمة, وحضور المسيح في حياته, النفس الشبعانة تدوس العسل (أم 27:7).
3- الامتناع: إذ يكون من السهل -بعد ذلك- أن يمتنع الإنسان عن هذه العادات الضارة, بجهاد أمين, يحتاج بعض الصبر والوقت والجهد, إلي أن يتخلص الإنسان من هذه العادات الذميمة.