-ما أحوج إنسان هذا العصر أن يحيا لحظات هذا الفرح الميلادي معنويا وأدبيا وروحيا واجتماعيا,لأنه مطحون في الحياة.
-وحدث الميلاد العجيب يؤكد الفرح الذي جاد به طفل المغارة للإنسان المطحون…للإنسان الضائع…للإنسان المشرد…
يقول ملاك الربأبشركم بفرح عظيم…أبشركم بخير عظيم يفرح له جميع الشعوب…ولد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب(لو2:10-11).
هذه الأنشودة الرائعة التي أطلقتها الملائكة في تلك الليلة الفريدة مازالت تدوي حتي اليوم برغم قسوة الأيامالمجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام(لو2:12).
وفي عالم صاخب…عالم قلق ومضطرب يحتاج الإنسان لأنشودة الفرح والسلام فالاحتفال بالميلاد كل سنة قد يعيد النغمة في قلوب الذين قبلوا البشارة السارة لأن الميلاد يعبق بالفرح والسلام.
حوار شيق بين العذراء مريم والملاك ينتهي بالخير المفرح.
يدوي هذا النشيد في الكون السماوي والأرض, ويصغي إليه الرعاة البسطاء فيسرعون إلي المغارة حيث ولد فيها الطفل الإلهي ووجدوا حوله يوسف وأمه مريم والطفل مضجعا في المذود(لو1:16).
انطلقت الفرحة من قلب الرعاة وأخبروا بما حدثهم الملاك ورجعوا إلي قطعانهم وهم يسبحون ويمجدون ويخبرون بما حدث معهم وما شاهدوه من أعمال عظيمة وعجيبة وتنتشر الفرحة في الشرق,فيسرع المجوس سائرين علي ضوء النجم وعندما يقف فوق المغارة,فرحوا فرحا عظيما جدا وقدموا الهدايا,وعادوا في طريق آخر إلي بلادهم(مت10:11).
وفي جو الميلاد تنشد العذراء مريمتعظم نفس الربسمعان يقوليارب تممت وعدك لي…فأطلق عبدك بسلام أن عينا رأت الخلاص…نور الهداية لأمم(لو2:29-30)لأن تم فرحي وعيناي رأت الخلاص لجميع الشعوب…
فكل الذين عاشوا فرحة الميلاد أسرعوا وخبروا بالخبر المفرح من الملائكة,إلي الرعاة,إلي المجوس,إلي العذراء مريم ويوسف,وسمعان الشيخ وزكريا,كل هؤلاء وغيرهم تسابقوا في نشر الفرح,ولذا عندما ظهر الله في الجسد وظهر للرسل وقال لهماذهبوا في الأرض وأعلنوا البشارة إلي الخلق أجمعين(مز16:15).
فالبشارة تعني الكرازة بالخير المفرح عن طريقه يتحقق الخلاص للإنسان وبه يعم السلام في القلوب وهذا ما عاشه المسيحيون الأولون فكانوا أول المبشرين بالفرح العظيم وعاشوا هذه الغبطة القلبية.
ونحن الذين نحتفل بالميلاد كل سنة,أين نحن من فرح الميلاد…من فرح البشارة…فرح الإعلان بالكرازة وقد صرنا بالإيمان وحصلنا علي نعمة بدل نعمة…
فيسوع بالميلاد جسد للإنسان السلام, وبدأ ملكوت السماء علي الأرض ليكون مع السالكين والساعين إلي السلام وأنقياء القلوب لنكون المتحدثين عنه,والسائرين معه.