حصلت مؤسسة الحياة الأفضل للتنمية الشاملة بالمنيا علي ميدالية حقوق الإنسان من فرنسا عن مشروعها تحسين أحوال الصيادينالذي نال إشادة من رئيس الوزراء الفرنسي وسيقام حفل رسمي لتسليم الميدالية إلي ماهر بشري رئيس مجلس أمناء المؤسسة بالسفارة الفرنسية بحضور السفير الفرنسي بالقاهرة وممثلين عن الحياة الأفضل في العاشر من يناير الجاري.
في لقاءات مع عدد من المستفيدين من المشروع قال حسين ميلاد رئيس جمعية الرعاية الاجتماعية لصائدي الأسماك بالمطاهرة الشرقية..المشروع عمل خير كثير في البلد وحقق كثيرا من أحلامنا.
وذكرت سعدية خلف بالمطاهرة الشرقية:تعلمت الكثير واكتسبت خبرات جديدة وعرفت حقوقي وقدرت أسافر داخل المنيا وخارجها.
وعن رأي سعيد محمد إبراهيم صياد من نفس القرية:ناس كتير استفادت وكان حقها ضائعا والتنمية دخلت البلد بعد غياب ,وبيوت كتير اتحسنت.
كما أوضحت ماجدة حنا أن المرأة لم تعد تجلس في البيت في انتظار مصروف الزوج بل قامت بمشروعات صغيرة تفيد الأسرة.وتحدث مصطفي عبد العزيز صياد من جبل الطير.استطعنا مقابلة المسئولين الكبار,وأصبحت مكاتبهم مفتوحة للصيادين وهذا يساعدنا كثيرا في حل مشاكلنا.
وأشارت ندوة ثروت إلي أن المشروع اهتم بتحسين أحوال الصيادين بالتمكين الاقتصادي للمرأة ,كما اتفقت سميرة ندا وألقت مجدي وغالية ذكري علي أن المرأة تخلصت من الخجل الزائد وأصبحت تواجه الحياة بشجاعة.وتعلمت أن تتطوع تلقائيا لمساعدة من يحتاج دون أن يطلب منها ذلك, انفتح المجال أمامها لمناقشة القضايا الاجتماعية.
البداية والأهداف
بدأت مؤسسة الحياة الأفضل للتنمية الشاملة بالمنيا العمل مع الصيادين عام 2004 لتحسين أحوالهم المعيشية وتنمية مجتمعاتهم لأن هذه الفئة تعيش واقعا صعبا من التهميش والإهمال والفقر.وعملت علي تمكين الصيادين وتنظيمهم وتوعيتهم بحقوقهم.
وتضمن المشروع الاهتمام بزوجات الصيادين وتمكينهن وتنمية قدراتهن وخبراتهن ومهارتهن اجتماعيا واقتصاديا وتعليميا وثقافيا.بالإضافة إلي تنمية الوعي العام بأوضاع الصيادين وقضاياهم واحتياجاتهم.
هدفت مبادرةتحسين أحوال الصيادينإلي التعامل مع العديد من الممارسات المهنية والاجتماعية والثقافية والبيئية الخاطئة ومن أبرز هذه الممارسات الصيد بدون ترخيص والصيد الجائر بأنواعه المختلفة ونقص الوعي العام بأهمية الحفاظ علي المورد المائي بعيدا عن التلوث ونقص الوعي بالحقوق الاقتصادية للصيادين وتهميش دور المرأة في القري الفقيرة وبصفة خاصة في مجتمعات الصيادين وتطلب الأمر تدخلات شاملة متكاملة ترتكز بالأساس علي النهوض بأوضاع الصيادين وتمكينهم وتعبئة الرأي العام لمناصرة قضاياهم والسعي لتغيير واقع المرأة في المجتمعات المحلية وتمكينها حتي يمكنها أن تتعاون في تحقيق التنمية لأسرتها ومجتمعها .
صعوبات..ولكن
واجه المشروع تحديات متعددة منها:
انتشار الأمية وشدة الفقر ووجود بعض العادات والتقاليد التي تهمش من وضع المرأة في المجتمع المحلي ونقص الوعي لدي بعض الصيادين ولجوءهم إلي الصيد الجائر ولمواجهة ذلك تم فتح فصول لمحو الأمية والاعتماد علي الأشخاص الذين لديهم معرفة بالقراءة والكتابة والحاصلين علي قدر من التعليم ودعم مكانة المرأة في المجتمع المحلي من خلال محو أميتها وتأسيس حركات نسائية تناصر حقوق المرأة وتقديم العديد من التدريبات في مجالات التنمية لها وإتاحة الفرص للسيدات بتبادل الخبرات من خلال الزيارات الميدانية والثقافية لبعض المحافظات وتدريبها علي المهارات الحياتية وتنفيذ مشروعات صغيرة مولدة للدخل.
بالإضافة إلي توعية الرجال بمكانة المرأة وأهمية دورها في المجتمع.
وتم التعامل مع نقص الوعي لدي بعض الصيادين من خلال التوعية بخطورة الصيد الجائر علي الثروة السمكية وإصدار ملصقات وكتيبات مبسطة وتوقيعهم علي ميثاق شرف بالامتناع عن الصيد الجائر والمراقبة الذاتية من قبل الصيادين لبعضهم البعض.
النجاحات المباشرة
حقق المشروع العديد من النجاحات منها:توقيع الصيادينميثاق شرفبالامتناع عن الصيد الخاطيء والجائر.
وتأسيس 5 جمعيات للصيادين تم رفع بنائها المؤسسي من خلال أكثر من20 تدريبا مختلفا لاكتساب 480 سيدة مباديء القراءة والكتابة والحساب وبعض المهارات الحياتية من خلال 8 فصول لمكافحة أمية الصيادين,وتحسين حالة 247 منزلا و250 منزلا زودت بالمراحيض الصحية وإدخال المياه النقية إلي 326 منزلا, وكذلك حصول 400 صياد بينهم 140 سيدة علي أدوات صيد منها 6 مراكب صيد مطورة بالفايبر جلاس وتمكين اقتصادي لـ279 سيدة نفذن مشروعات صغيرة مولدة للدخل تأسيس 5 حركات نسائية تضم 65 سيدة تدافع عن حقوق المرأة تم رفع وعيهن عن طريق تدريبهن علي التطوع وحقوق المرأة والنوع الاجتماعي وتحديد المشكلات وتحليلها والتخطيط واستخراج 1826 بطاقة رقم قومي للسيدات و241 شهادة ميلاد لساقطات القيد و340 شهادة ميلاد كمبيوتر استطعن من خلالها ممارسة حقوقهن السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
وعقدت ندوتان بمشاركة مركز الإعلام بالمحافظة ساهمتا في رفع وعي زوجات الصيادين للانضمام لفصول محو الأمية وتعليم أبنائهم وبناتهم وتدريب 21 سيدة علي مهارة الكتابة المبسطة والمقالات للتعبير عن قضاياهن ,وتدريب 87 سيدة من زوجات الصيادين علي عمل شباك الصيد.
أثمرت مبادرة تحسين أحوال الصيادين عن تمكين الصيادين من خلال جمعياتهم الأهلية والمرأة من خلال محو أميتها وتوعيتها وتدريبها وجعلها تتبادل الخبرات وتوفير قروض لتنفيذ مشروعات صغيرة وهذا التمكين يسهم في تحقيق المزيد من التغيير الاجتماعي نحو الأفضل,ويضمن له الاستمرارية في السنوات القادمة.
الدروس المستفادة
يمكن استخلاص دروس عدة من أهمها أن التخطيط الجيد يساعد علي النجاح,حيث سبق إعداد مبادرة تحسين أحوال الصيادين القيام بدراسة ميدانية لاحتياجات الصيادين في عدد من القري شرق النيل بمحافظة المنيا وعملت المبادرة علي التوظيف الجيد لوسائل الإعلام المختلفة في التوعية بالقضية وإثارة الرأي العام من خلال إصدار نشرة غير دوريةالصياد والنهروملصقات وكتيبات كاريكاتيرية ساخرة وأفلام متنوعة عملت جميعها علي توضيح القضية وعلاقتها بالأوضاع الاجتماعية والثقافية الأخري في المجتمع.
بالإضافة إلي وجود معالجة متكاملة للقضية تتعامل مع أطرافها المختلفة,الأهلية والرسمية ولاتتجاهل دور المرأة في المجتمع المحلي بل تعظم هذا الدور من خلال دعوتها للمشاركة وتمكينها تعليميا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا, الأمر الذي كان له مردود إيجابي نحو علاج كثير من الممارسات الخاطئة في المجتمع المحلي.