أصبحت ميادين القاهرة أشهر ميادين العالم فالمصريون قاموا بتقسيم الميادين فأصبح ميدان التحرير ## يمثل ائتلافات شباب الثورة والأحزاب السياسية والقوي الوطنية المدنية ## , أما ميدان مصطفي محمود بالمهندسين فهو لسان حال أنصار الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي خرجت فيه مظاهرات التأييد لمبارك ورفض محاكمته .
وظهر حديثا ميدان روكسي بعد تعدد المسيرات والاعتصامات المؤيدة للمجلس العسكري ورفضهم لاعتصام التحرير وتأييدهم للحكومة الحالية , أما ميداني العباسية ورمسيس فهما باتا ملكا للقوي الإسلامية فأصبح ميدان العباسية حكرا علي التيار السلفي الذي جعل من مسجد النور مركزا لتحركه في حين فرضت جماعة الإخوان المسلمين سيطرتها علي مسجد الفتح بميدان رمسيس ومنه تكمن تحركاتهم بشارع رمسيس , كما بات معروفا للجميع منطقة ماسبيرو إنها منطقة التواجد للأقباط المطالبين بحقوقهم ولا ترتبط الميادين بالفئات والأهداف والمطالب بالقاهرة فقط بل أيضا تم تقسيم الميادين بالمحافظات المختلفة بهذه الطريقة فنجد ميدان الأربعين بالسويس لأسر الشهداء وميدان سعد زغلول وميدان الجندي بالإسكندرية للقوي المدنية وميدان مسجد القائد إبراهيم للقوي الإسلامية وبالفيوم ميدان السواقي للقوي المدنية وميدان جامع ناصر للقوي الإسلامية .
الميادين المصرية التي كانت ذات يوم مخصصة لعبور السيارات والمارة أو الاحتفالات والأفراح حسب العادات الشعبية والتقاط الصور بجوار النافورات تحولت الآن إلي ميادين تسودها الأخطار والمخاوف وترسم وتشكل جزءا من الخريطة السياسية المصرية , وعندما ينشر خبر عن اعتصام لأنصار مبارك فيدرك الجميع أنه بميدان مصطفي محمود أو تظاهر السلفيين فيسرع الصحفيون والإعلاميون مباشرة لميدان رمسيس أو العباسية دون أن يخبرهم أحد بموقع المظاهرة .
وبعد اعتصام القوي المدنية بميدان التحرير بات الميدان محط أنظار القوي الإسلامية وأنصار مبارك نظرا لأنه يدير زمة الأمور في الرؤية السياسية والمطالب الوطنية .
ولذا تحاول القوي الإسلامية وأنصار مبارك إعادة السيطرة علي هذا الميدان ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن فلم يهتز ميدان التحرير أو يقل عدده بانسحاب القوي الإسلامية منذ ثلاثة أسابيع وظل شباب الثوار متمسكين بمطلبهم في تحقيق أهداف الثورة رغم محاولات التخوين والعمالة التي وجهت للثوار وحركة 6 أبريل .
ولكن هل ينجو ميدان التحرير في مواجهة التأهب والتحفز بالميادين الأخري فبعض المفكرين يرون أن ميدان التحرير لن يصمد كثيرا بعد تحقيق المطالب بتغيير الوزراء وإجراء المحاكمات العاجلة وأن البعض بدأ يثير غضبه لاستمرار تعطيل حركة لمرور بالميدان فضلا عن اتحاد قوي التيارات الإسلامية وأنصار مبارك في هدف واحد وهو إخلاء الميدان وهذا سوف يهدد الثوار بالميدان لقلة أعداد المعتصمين الآن وبالتالي فإن تحرك ميادين روكسي والعباسية ورمسيس في اتجاه التحرير سوف يجعلهم يسيطرون علي مقاليد الأمور واحتكار المنصات وبالتالي سوف يكون متاحا لهم في أي وقت إخلاء الميدان أويهدو بحدوث مصادمات عنف بين جميع القوي المختلفة وهذا سيعطي الحق لقوات الجيش التدخل لإخلاء الميدان للحفاظ علي الأمن العام .
الميادين المصرية تحولت لحديث العامة من المصريين حتي أن البعض خرج بأفكار حول الميادين حتي لا تكون مواقع للاعتصامات مثل البعض الذي يقول ## نغلق الميادين بسور والبعض يقول المفروض الجيش يحاصر الميادين ولا يسمح بدخولها لأنها تحولت إلي مناوبات بين القوي المختلفة ولكن في جميع الأحوال أصبحت الميادين المصرية حديث الساعة ولها الكلمة الأولي في رسم الخريطة السياسية المصرية وباتت حلقة صراع بين القوي السياسية فبعد أن كان الصراع بين القوي السياسية المختلفة وفلول الحزب الوطني تحول الصراع الآن بين قوي التيار الديني المطالبة بالدولة الدينية وقوي التيار الليبرالي اليساري المطالبة بالدولة المدنية فماذا تكشفه الأيام المقبلة وأي من ميادين مصر سيحدد مستقبلها ؟