عقب نجاح ثورة 25 يناير في إسقاط رموز النظام السابق.. بدأت تبرز ظاهرة التظاهرات والوقفات الاحتجاجية الفئوية.. وتقريبا خرجت كل فئات المجتمع النوعية في تظاهرات تطالب بمكاسب أو حقوق مسلوبة.. وهنا برز السؤال:
هل تلك المظاهرات تؤثر علي أهداف ثورتنا الأساسية ثورة 25 يناير؟ وما الفرق بين المظاهرات الاجتماعية والمظاهرات الفئوية؟ وما يحدث إذا اتحد كل من شباب الثورة مع شباب المظاهرات الاجتماعية والفئوية؟
تعددت الآراء بين شباب ثورة 25 يناير وشباب المظاهرات الفئوية.
يري مينا سمير من شباب ثورة 25 يناير (عضو حزب التحالف الشعبي الاشتراكي) المظاهرات الاجتماعية هي تواصل للثورة كجموع العاملين الذين ظهروا مطالبين برفع أجورهم والطلاب الذين رفضوا الفساد في الجامعات, وهذه التظاهرات مميزة ورائعة لأنها تتواصل مع الثورة, لأن مبدأ الثورة يقوم علي الحرية والمساواة والمطالب الاجتماعية من مطالب الثورة ولكن المطالب التي تتعارض مع مطالب الثورة هي المطالب الطائفية لأنه عندما يقتحم الدين السياسة تسقط السياسة, وعندما تتحول المظاهرات السلمية إلي شعارات إسلامية فهذا يختلف تماما عن المبدأ المتفق عليه, وكذلك مطالب ماسبيرو قبطية قبطية وهذا التعبير عن الحقوق تعبير خطأ, وأشار مينا إلي أن تلك المظاهرات تضر الثورة ومبدأها لأن الثورة قامت علي أساس مدني وعلماني وليبرالي وهذا يفصل الدين عن السياسة.
أشار عبدالرحمن محمد من شباب الإخوان (المنسق الإعلامي لطلاب الإخوان جامعة الأزهر) إلي انتشار المظاهرات الفئوية بعد الثورة يعتبر شيئا طبيعيا جدا لأن الشعب عاش في حصار لمدة 30 عاما في فساد لذلك عبر الشعب من خلال المظاهرات الفئوية. أما عن المظاهرات الدينية فهي لا تؤثر علي الثورة لأن مصر تحتفظ بهويتها الإسلامية والموضوع أساسا غير مطروح للنقاش لأن جميع الشعب موافق علي مدنية الدولة وإسلامية الدولة وأما عن جمعة 28 يوليو قال تلك المتظاهرون عبروا فقط عن آرائهم وكذلك التيار السلفي من حقه التعبير عن آرائه بكافة الطرق وأشار إلي أن شباب الإخوان يفتح يديه لجميع التيارات سواء أكان التيار سلفيا أو ليبراليا أو اشتراكيا لأننا جميعا في النهاية مصريين ولأن التيار الإسلامي يعمل لمصلحة البلد كما أشار عبدالرحمن, فالمظاهرات الدينية لا تؤثر علي أهداف ثورة 25 يناير ثورة الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية.
أضافت ميادة مدحت من شباب الثورة (عضوة المكتب التنفيذي لنادي أحياء العرب في القاهرة) انتشار المظاهرات بهذا الشكل له جذور ومن الضروري أن نعرف أن المظاهرات الفئوية كان لها دور كبير في نجاح الثورة, وتستمر المظاهرات الفئوية لأن مطالب الثورة حتي الآن لم تنفذ وجميعها وعود مؤجلة فقط, لذلك انتشرت تلك المظاهرات الفئوية, وحتي الآن الفساد مازال مستمرا لذلك يجب إصدار قوانين موحدة تمنع الفساد بجميع أنواعه, أما المظاهرات الدينية فهي كارثة وجزء من مخطط تمويت الثورة, ومن المبادئ التي قامت عليها الثورة المساواة بين جميع الطوائف والفئات, لذلك كلنا يد واحدة في الثورة وأنا ضد تلك المظاهرات الدينية التي تقوم بإشعال النيران في مصر ويجب علي شباب الثورة أن يترابطوا مرة ثانية حتي لا تتسع المظاهرات الدينية وتعرقل ثورة الحرية.
كما أشارت مريم كساب من شباب الثورة وماسبيرو (الحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي) إلي أن المظاهرات الفئوية لا يجوز الذم أو المدح فيها لأنها تعبير عن بشر تم الاعتداء علي حقوقهم علي مدار 30 عاما لذلك لا يستطيع أحد منعهم, كما أنهم يتظاهرون مطالبون بتوفير وسائل الراحة والاستقرار في البلد, ولكن بالفعل هذا يضر الثورة أما المظاهرات الدينية فتختلف وتخل بمبادئ الثورة باستثناء مظاهرات الأقباط فقد كان لديهم حق للاعتصام بعد الأحداث التي حلت عليهم بعد الثورة وقبل الثورة, ولكن ما حدث يوم الجمعة 28 يوليو غير عادل وغير منصف لأننا أقمنا الثورة علي أساس مدني وعلماني, وتلك المظاهرات تؤثر بالسلب علي أهداف ثورة 25 يناير وتؤثر علي اقتصاد مصر وعلي روح المواطنة لدينا.
وأضاف الدكتور سامي السيد دكتور الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أنه بدأ ظهور المظاهرات الفئوية بعد الثورة واستمرت أربعة شهور, المظاهرات الفئوية هي فئات من الناس لهم مطالب خاصة, أما ما حدث في جمعة 28 يوليو لم يكن مطالب فئوية ما حدث استعراض قوي لفئات وجماعات إسلامية لها مطالب عامة لا تسمي إطلاقا مظاهرة فئوية, المظاهرة الفئوية كالمطالبين برفع أجورهم والطلاب الذين طالبوا بالتصدي للفساد في الجامعات.
الدكتور عبدالرؤوف الضبع أستاذ علم الاجتماع كان له رأي آخر.. قال: انتشار المظاهرات الفئوية ضد الثورة لأن الثورة يجب أن يكون لها أهدافها التي قامت حتي تحققها, ومن الضروري أن تعرف تلك الفئات أن الشرطة يجب أن تستعيد نشاطها حتي تحقق مطالبهم وتعيد ترتيب بناء الدولة وبعد ذلك ستعطي الدولة حق كل فرد علي أرض الوطن بدون وعود كاذبة أو تصريحات وهمية, وجميعنا لنا حدود في مسئوليتنا فإن كنا مخلصين لذلك الوطن نتوقف قليلا عن تلك المظاهرات. وأشار دكتور عبدالرؤوف إلي أن المظاهرات الدينية فوضي ضد المصلحة العامة لهذا الوطن فالثورة أمامها بناء دولة وبناء مؤسسات تشريعية شكلية فيجب أن نعطي لها الفرصة حتي تقوم بالبناء.