نالت ثورة الشعب المصري اهتماما علي المستويين العربي والعالمي, وأصبحت مشهورة بين ثورات العالم باسم ثورة اللوتس أو الثورة البيضاء.
شيني هابا شاب حدثني من اليابان يقول: بحكم عملي باستيراد الأعشاب من مصر, فعلاقتي قريبة من المجتمع, لذلك كنت أتابع بحرص كل ما يحدث, عن طريق قناة الجزيرة, وللأسف فإن التليفزيون الياباني لم يعط الاهتمام الكافي للأحداث بمصر, فلم الحظ اهتمام الشعب الياباني – وأعتقد أن الشعب المصري سيأخذ بعض الوقت للحصول علي الديموقراطية الحقيقية, واستقرار الأمور الاقتصاد حيث إن ذلك يرتبط بالاقتصاد العالمي والفجوة بين الأجيال ومشكلة توزيع الدخل وتغيير النمط.
وعندما زرت مصر من فترة لاحظت بعض الأشياء, فالمصريون كانوا سلبيين, ولقد تعملت من قرب مع عمال المصانع ولاحظت أنهم غير فخورين بعاملهم, وزرت أيضا بعض المناطق الريفية والزراعية فكانت الطرقات والشوارع مليئة بالقمامة والمخلفات وبالتالي لاحظت أن الخدمات الحكومية لم تكن منظمة بالشكل الجيد, وأتمني لكل الشعب المصري أن يمتلك الثقة في نفسه, خاصة بعد الثورة, ولابد أن يشعر كل فرد بأنه يمكن أن يخطط ويصنع حياته الخاصة بالأمل.
أحمد طايل مصري مهاجر للنمسا منذ أكثر من 40 عاما يقول: كلنا كمصريون فخورون بالطريقة التي قامت بها الثورة, بل ويمكن القول إننا نفتخر حاليا بمصريتنا خاصة أن الشعوب الأوربية تعشق مصر, ولكنهم يعتقدون أنها دولة غير متقدمة مع نظام غير ديموقراطي, وأن شعبها غير متعلم لا يستطيع تغيير شيء, لكن ما ألاحظه الآن, أنهم بدأوا يغيرون صورة المصريين الذهنية عندهم, وبدأت تظهر علي السطح عبارات: إن هناك الكثير من المصريون أذكياء, ومتحضرون, وقادرون علي التغيير وهذا بمقدوره أن يغير من فكرة المجتمع الأوربي عن مصر وشعبها.
أما عن الفوضي وغياب الأمن وظهور الأحداث المخربة فيقول طايل: للأسف فقدت الشرطة وقوات الأمن ثقة الشعب, ولابد للجيش أن يدعمها حتي تعود مرة أخري, وأري أن هناك خطوات متدرجة في المسار الصحيح وهي حل مكاتب أمن الدولة وإعادة هيكلتها وتحديد أهداف جديدة, لتخدم الأمن القومي فقط وليس النظام.
ولكنني أتساءل: هل يستطيع حقا أن يمارس الشعب المصري الديموقراطية الحقيقية الآن, أم أنه يحتاج إلي جيل جديد ليتعلم كيفية دمج المصالح الفئوية الفردية مع مصلحة الجميع دون تصادم؟!
ويقول ميلاد موسي خبير التنمية البشرية بهولندة: الثورة المصرية تصدرت عناوين جميع الجرائد ووسائل الإعلام بهولندة, بل إن الشعب الهولندي كان من أشد المعجبين بالمعجزة التي أسقط بها النظام السابق ولكنهم يضعوا علامات استفهام كبيرة حول المستقبل, هل سيكون النظام المقبل شبيه سابق أم مختلف عنه؟ أما عن الأقباط في هولندة فيتابعون أحداث كنيسة الشهيدين بأطفيح, ومؤخرا الأقباط في منطقة المقطم فهم متخوفون من اليد الخفية التي تفعل ذلك وفي هذا التوقيت بالتحديد.
وقد سافر عدد من الأقباط الموجودين بهولندة خصيصا إلي مصر للمشاركة بهذه التظاهرات السلمية.