مشكلات الصرف الصحي عائق رئيسي في طريق التنمية والمحافظة علي البيئة والحد من تفشي الأمراض خاصة الكبد الوبائي والعمل علي خفض التلوث المائي والهوائي الناجم عن المصارف المكشوفة أو مشكلات طفح الصرف الصحي في وسط الكتلة السكنية, مما يؤثر بالسلب علي صحة الإنسان والبيئة. حول هذا الموضوع كان لـوطني هذا التحقيق:
مخاطر المصارف المكشوفة
أشار جيمس راولي الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلي أن مصر تحتل المرتبة 123 ضمن 182 بلدا في إطار مؤشر التنمية البشرية وعلي موقعها علي شبكة الإنترنت وحذرت منظمة الصحة العالمية من خطورة مشكلات المصارف المكشوفة والترع وطفح الصرف في الشوارع لما تسببه من خطورة علي صحة الإنسان وتفشي الأمراض في دول العالم الثالث.
ملوثات المجاري!
وعن مشكلات البيارات قال المهندس عبد المحسن عبد الباقي مدير عام الصرف الصحي بالشركة القابضة للصرف الصحي إن البيارات عبارة عن غرف بين خطوط الأغدار تمكن العاملين من إجراء الصيانة للخطوط ويوجد بداخلها مياه صرف توصل من القطر الأصغر إلي الأكبر حتي تصل إلي محطة الرفع ويتولد بداخل هذه البيارات غازات تنتج من جراء تفاعلات مياه المجاري وما تحمله من ملوثات وهذه الغازات معروضة لدي مسئول شبكات الصرف الصحي ويتم الكشف عنها قبل دخول أي فرد من أفراد الصيانة وما يحدث حاليا من أخطار عادة ما تكون من عمال المقاوليين الذين يقومون بإنشاء خطوط جديدة من البيارات ليس لديهم خبرة كافية للتعامل مع هذه الغازات وما تحمله من مواد خطرة.
صيانة وتنظيف البيارات
أشار المهندس عبد القادر محمد حمدي نائب رئيس مجلس إدارة شركة شبكة الصرف الصحي: الشركة لديها العديد من الوسائل الحديثة لأعمال الصيانة وتنظيف البيارات والخطوط بما يمنع حدوث أي أخطار في حالات الصيانة وتنظيف البيارات, وإنه يتم رفع مخلفات مياه الصرف الصحي نتيجة أعمال التطهير حوالي 100م مكعب من الرواسب يوميا 36500م مكعب سنويا.
المصارف في الأصل ترع!!
وعن المصارف المكشوفة قال محيي الصيرفي مدير العلاقات العامة بمرفق المياه والصرف الصحي إن المسئولية لهذه المصارف ليست تابعة للمرفق ولكن لوزارة الري, وأن مسئولية الشركة تنحصر في الصرف المغطي وهذه المصارف هي في الأصل ترع تابعة لوزارة الري وأن الهيئة تسعي لعمل محطات مد ثلاثي بدلا من الثنائي.
أشار إلي خطأ كبير في العشوائيات حول ضرورة وجود طرنشات خاصة لكل وحدة سكنية بدلا من المصارف المكشوفة, ويقوم المواطنون بنزحها والتخلص منها لحين التدبير اللازم لعمل شبكات صرف لهذه العشوائيات. وإنه من الضروري تعاون الأهالي للقضاء علي هذه المصارف.
أوضح الصيرفي: أزمة بالوعات الصرف الصحي المتمثلة في سرقة الأغطية المعدنية للبالوعات أصبحت ظاهرة واضحة في ظل ارتفاع أسعار الحديد ليتم سرقتها وصهرها وبيعها بمبالغ كبيرة, وما يهمنا في الأساس هو حياة المواطن المصري أكثر من سرقة الأغطية فترك البالوعات دون أغطية خطير وبالتالي قررت الشركة القابضة تنفيذ التقنية الجديدة في أسرع وقت لتفادي أية خسائر بشرية.
لعدم سرقة البالوعات
وحول مشكلة الأغطية لبالوعات الصرف الصحي قالت زينب منير رئيسة الإدارة المركزية بالجهاز التنفيذي لمياه الشرب والصرف الصحي إنه تقرر استخدام أنواع أغطية حديثة يطلق عليها (GRC) بدلا من الأغطية الزهر وسرقتها ويتم تطبيق هذا النظام في المدن الجديدة وفي كافة مشروعات الصرف الصحي.
من جانبها ركزت المهندسة سعاد ندي مسئولة المشروعات بشركة الصرف الصحي للقاهرة الكبري علي أن الشركة ليست مسئولة عن صيانة البالوعات فمسئولية إنشاء البالوعات تختص بها جهاز التعمير ومديرية الطرق بالقاهرة فالشركة تتولي فقط عملية تجديد الأماكن المطلوب إنشاء البالوعات بها أما مسئولية تطهير البالوعات فتقع علي الأحياء.
وعن مشكلة بلوعات الأمطار قالت: الفكرة جيدة ولكن مع الأسف طبقت بطريقة غير صحيحة أدت إلي استمرار الوضع السابق عند هطول الأمطار, وطالبت بضرورة الرقابة علي الأحياء للتأكد من قيامهم بأعمال الصيانة والمتابعة وعدم ترك المخلفات مما يسبب التلوث والأمراض.
مشكلة بالوعات القاهرة
تحدث د.رشاد المتيني رئيس قسم هندسة الإشغالات والطرق والكباري كلية الهندسة بجامعة القاهرة عن مشكلة بالوعات الأمطار والدور المنوط بها لتحويلها إلي مياه معالجة للري, وأن الدولة رصدت لهذا المشروع مئات الملايين لحماية المواطنين من مشكلة تراكم الأمطار ولكن مع هطول الأمطار الغزيرة خلال الشتاء تأكد أن هناك أكثر من 20 ألف بالوعة في القاهرة وحدها معظمها مسدود, ومتآكلة بسبب عدم الصيانة والمتابعة لها من قبل المسئولين فضلا عن رؤساء الأحياء.
وأضاف المتيني: معظم بالوعات صرف الأمطار تم تصميمها بطريقة لا تتناسب مع المواصفات العالمية للبالوعات… وطالب المتيني بضرورة التخطيط الجيد قبل العمل في مشروعات البنية لأنها تتكلف الكثير وتظهر العيوب بها سريعا نظرا لاستخدامها الدائم والمهم في الحياة اليومية, مشيرا إلي غياب ثقافة المتابعة والصيانة الدورية من أجندة المسئولين.
نقص الاعتمادات المالية
وحول نقص الموارد والأموال المهدرة أشار المهندس أيمن عثمان مسئول بالجهاز المركزي للمحاسبات أنه لا توجد اعتمادات مالية كافية لحل مشاكل المياه والصرف الصحي خاصة بالقري والنجوع لذلك حدث تأخر في تنفيذها إلي حد وصل من 6-10 سنوات, ومن ذلك نجد أن هناك عدم كفاية في الدراسات الأولية لبعض المشروعات وعدم جدية المتعاقدين علي تنفيذ هذه الأعمال نتيجة لتأخر الأقساط المقدمة لتنفيذ هذه الأعمال بجانب الاهتمام بأمور فرعية مثل بالوعات الأمطار التي تكلفت ملايين دون أدني جدوي منها, كان يمكن الاستفادة بها في الحد من تلوث الشوارع بالصرف الصحي والمصارف المكشوفة التي تمثل من الخطورة علي صحة الإنسان والبيئة.
تلوث الشوارع بمياه الصرف
أشارت د.وجيدة أنور أستاذة طب المجتمع والبيئة بكلية الطب بجامعة عين شمس إلي أن هناك عشرات الآلاف من الأطفال الذين يموتون سنويا لإجراء التعرض لهذه المصارف من خلال نقل أوبئة وأمراض عن طريق الحشرات أو عن طريق تعرض الأطفال لهذه الملوثات مباشرة باللعب أو العبث فيها, والتي بدورها تؤثر علي صحة الأطفال والكبار معا ولكن الأكثر تضررا هم الأطفال دون سن الخامسة.
وحول الأمراض التي يمكن أن تسببها هذه المصارف قالت وجيدة إن هناك الكثير من الأمراض مثل الملاريا والكوليرا والأمراض المعوية المختلفة وأن التعرض المستمر يصيب الأطفال بالتخلف العقلي وشلل الأطفال للأمراض المختلفة التي تفتك بصحة الأطفال والكبار علي حد سواء وأن المصارف المكشوفة بالأخص يشار إليها أنها إحدي مسببات مرض نقص المناعة المكتسبة.