المشهد محير وغامض ويمثل ألغازا متشابكة تفوق طاقة البشر تنتهي جميعا إلي اتهامات وتحقيقات ومؤتمرات وتصريحات وطاحونة فوضي إلي طريق مسدود!
ثورة 25يناير نجحت في إسقاط النظام البائد والفساد, وإذا كانت الثورات تبدأ بإسقاط الفساد وتنتهي بإعادة البناء, إلا أن مصر عاشت عاما كاملا في دوامة المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات العشوائية والنيران التي التهمت قلب مصر, فشلت خلالها كل الحكومات في تحقيق أهدافها لأن المؤامرات التخريبية استهدفت ونجحت في اصطياد المجلس العسكري والحكومات إلي مستنقع دوامات الفوضي التي ضربت أنحاء مصر لأن جذورها في براثن النظام البائد وفروعها في شبكة الهاربين من السجون والتيارات الإرهابية التي شغلت السلطات والرأي العام بالحرائق والمؤامرات, وجرفت البسطاء تحت عباءة الظلام والضلال والتطرف وفازت بكعكة البرلمان لتبدأ سلسلة من الصراعات والحروب لتنتهي بمصر إلي نفق الجاهلية والتخوين والإبادة, ونؤكد أن كارثة الأزمة الاقتصادية ناتجة عن الانفلات الأمني وعدم الاستقرار السياسي.
إن استمرار هوجة المظاهرات يعني مزيدا من حوادث الانفجارات وبالذات مع أعياد رأس السنة والميلاد المجيد وفي ذكري 25يناير.. ننبه بأن الكنائس مكشوفة أمنيا ويخشي عليها وعلي المنشآت الحيوية والتاريخية والآثرية من التخريب.
حكومة الإنقاذ الوطني التي تعهدت بمحاسبتها بعد ثلاثة شهور ستعجز عن تحقيق خطوة واحدة نحو البناء حتي لو امتد عمرها ثلاثة عقود في ظل الفوضي الراهنة.
آن الأوان لمبادرة من المجلس العسكري بفك الشفرة وإصدار مرسوم عسكري بوقف كل المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات وتجريم كل صورها حتي انتخابات الرئاسة لتتفرغ مصر لالتقاط الأنفاس وإعادة البناء, وخاصة أن اللواء عادل عمارة عضو المجلس العسكري أعلن عن وجود مخطط ممنهج يستهدف إسقاط الدولة المصرية.
ولتكن المرحلة القادمة هي المجس الحقيقي لاختيار النوايا لتعبر مصر النفق المظلم, وتتفرغ للإصلاح الاقتصادي والبناء.