قال أحد الآباء: قدموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات.. وأنتم علي ذلك قادرون فقد أقامت حياة المسيح فيكم. أطلبوا هذه القيامة فيكم بالتوبة الدائمة وبهذا يصير عالمكم جميلا جديدا, وتثبتون في الحق ويأخذ الناس عنكم الحياة. بهذه الكلمات الرائعة يعلمنا الآباء الدرس الفعلي لقيامة المسيح أي قيامتنا الداخلية أي نعلن في آن واحد مع المسيح القائم من بين الأموات غلبته وغلبتنا.. فالقيامة هي انتقال من الموت إلي الحياة, من العبودية للشرير إلي الحرية بالله والقيامة هي القوة الدافعة التي تدفعنا للجهاد والسهر لحفظ النفس بكل طهارة القيامة هي غلبة للنور (حق الله) علي الظلمة (الشهوات).
أحبائي.. القيامة أيضا هي نقل الحياة من طبيعة مائتة إلي طبيعة غير مائتة وبها ولدنا ثانية بطبيعة جديدة وأخذنا الخليقة الجديدة القيامة, كذلك ألغت الموت باعتباره نهاية حياة بل جعلته بداية لحياة أفضل وكشفت عن الحياة الحقيقية للأبدية, وأظهرت لنا أن حدود الحياة فعلا أبعد من موت الجسد, والدخول إلي ملكوت الله هوهبة مجانية. ويضيف أحد الآباء: اجعل يارب كل الناس يعرفونك. لذلك إن لم يقم المسيح فإيماننا كله باطل.. والكنيسة قامت علي فرحة القيامة, وبدون فرحة القيامة يستحيل أن تقوم الكنيسة.. القيامة هي: نزع الإنسان العتيق الفاسد, ولبس الإنسان الجديد الذي خلق علي مثال الله في البر والقداسة (أفسس 4: 22). لكن كيف يمكن أن ننزع الإنسان العتيق؟! ليس علينا إلا أن ندحرج الحجر عن باب القبر. إن الحجارة التي تحول دون قيامة المسيح ليست الحجارة التي شقت من الصخور, إنما هي الشهوات والخطايا والفتور في الإيمان والمحبة والطمع ولذا تصبح القيامة هي بعث الخيرات الروحية التي تفيض علي الذين يؤمنون. لذلك يجب علينا أن ندحرج الحجر عن باب قلوبنا حتي يفيض المخلص بخيراته علينا. لنهدم القبور ولنفتح قلوبنا ليقوم المسيح فينا. فإننا بقيامته نستوي ونقوم ونحيا ونتحرك ونوجد.
إذن يا أحبائي.. المسيح قام وكل شئ جديد, المسيح قام ونحن قد حيينا, المسيح قام والحياة أشرقت من القبر, دحرجوا لنا الجدران الحجرية لنحيا معه في قيامته, ولنهتف مع القديس سيرافيم ساروفسكي يا فرحي.. المسيح قام
وكل عيد قيامة وأنتم في فرح وسلام وحب وقيامة من ذواتنا ليظهر فينا المسيح..