ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح (أف2: 5).
لاشك أن السيد المسيح أبطل الموت الروحي أي الانفصال عن الله!! لذلك نقول له: أبطلت الخطية بالجسد (رو6: 6 – القداس الغريغوري).
فالفداء الذي أعده لنا المسيح, وأكمله علي عود الصليب, حل وبطريقة نهائية, وإلي الأبد, مشكلة الخطيئة!!
الخطية.. هي الخطأ في التهديف, كلمة خطيئة باليونانية هي أمارتيا, ومعناها أن نخطئ الهدف..
ولا شك أن الله حينما خلق الإنسان, خلقه لكي يسعده ويفرحه, في الدنيا والآخرة. لذلك خلق الله الإنسان حرا, لكي يختار بنفسه, وبكامل حريته, أن يحيا مع الله, أو يحيا مع الشيطان. ومن أجل أن يمارس آدم هذه الحرية, خلق الله الملائكة لكي يكونوا خداما للعتيدين أن يرثوا الخلاص (عب1: 14), وأعطاهم فرصة اختيار فثبت منهم من ثبت, وسقط منهم من سقط. سقط الشيطان ومعه كل أجناده الشريرة, حيث اختار إبليس أن ينفصل عن الله, وأن يحاول أن يصير مثل العلي (إش 14: 14). لهذا ناداه إشعياء النبي قائلا: كيف سقطت من المساء يا زهرة بنت الصبح؟ كيف قطعت إلي الأرض يا قاهر الأمم؟ وأنت قلت في قلبك: أصعد إلي السماوات. أرفع كرسيي فوق كواكب الله.. أصعد فوق مرتفعات السحاب. أصير مثل العلي. لكنك انحدرت إلي الهاوية إلي أسافل الجب (إش 14: 12- 15).
ولما سقط الشيطان بكبريائه, كان الله قادرا أن يبيده بنفخة من فمه, ولكنه رأي أن يتركه ليعطي فرصة للإنسان أن يختار بين أن يسلك مع الله, أو أن يخضع للشيطان بإرادته!! وهنا نلمس محبة الله للإنسان, إذ خلقه حرا, وأعطاه فرصة اتخاذ القرار الذي يراه. ولكن الحرية -بجمالها المفرح- مرتبطة بالمسئولية, فأنت حر, ولكنك مسئول عن قرارك, أما إن كنت عبدا, فأنت خال من المسئولية. لذلك فالخطيئة هي الخطأ في تهديف الحياة, نحو الملكوت السعيد, والسير في طريق مهلك!
ماذا أعطانا فداء السيد المسيح؟
إن الله خلق الإنسان حرا, وحينما سقط الإنسان, تحت خداع الشيطان وإغراء الأنا, افتداه الرب بدمه الكريم, حينما اتحد لاهوته بناسوت كامل -ما خلا الخطية وحدها- ليعطي الإنسان فرصة الخلاص..
1- الخلاص من حكم الموت, إذ مات هو بدلا منا..
2- الخلاص من سلطان الخطيئة, إذ أبطل الخطيئة بجسده المقدس..
3- الخلاص من سطوة الشيطان, إذ سحقه علي الصليب ظافرا به..
4- الخلاص من الطبيعة الفاسدة, إذ أعاد تجديد الإنسان مرة أخري, بتجسده وفدائه وروحه القدوس..
5- الخلاص من قبضة الهاوية, إذ فتح له الفردوس المغلق..
6- الخلاص من جسد الخطيئة والضعف, إذ أعطاه إمكانية القيامة بجسد نوراني ممجد..
7- الخلاص من سلطان الموت, إذ منحه القيامة والخلود..