تحدثنا في العدد السابق عنالإيمان الحي ونواصل حديثنا عن:
2-حياة القداسة
والقداسة ليست هي الحياة بلاخطية, ولكنها الحياة فوق الخطية, إذ يقول الرسول:الخطية لن تسودكم, لأنكم لستم تحت الناموس بل تحت النعمة(رو6:14).
القداسة هي:
أ-أن أجاهد أن لا أخطئ:أكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا(1يو2:1).
ب-إن أخطأت أتوب:وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب, يسوع المسيح البار, وهو كفارة لخطايانا(1يو2:1-2).
ج-وأجعل من قلبي هيكلا للرب:إذ قدم تم تدشيني بالميرون36رشما, بها يتم تقديس:
1-الفكر. 2-الحواس. 3-القلب.
4-الإرادة. 5-السلوكيات والتصرفات. 6-الطريق والخطوات.
وهكذا ننفذ وصية الرسول:كونوا قديسين(1بط1:16)…لكي نتشبه بالإله القدوس الذي سنحيا معه في السموات إلي الأبد.
3-السلام الحقيقي
الإنسان الذي عاش الإيمان, وسلك في طريق القداسة, سيحيا في سلام ثلاثي عميق وهام:
أ-سلام مع الله:قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله(رو5:1)…وذلك بسبب تصالحنا معه بالتوبة المتجددة والاعتراف الأمين المستمر.
ب-سلام مع النفس:كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام(يو16:33)…فالإنسان المسيحي نفسه تعيش في سلام- ومكونات شخصيته غير متصارعة أساسا بل متعاونة:الجسد والعقل والنفس والروح والعلاقات, كلها تسير معا في اتجاه واحد نحو الله, دون تناقض أو صراع.
ج-سلام مع الآخرين:بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي:إن كان لكم حب بعضا لبعض(يو13:35)…
-معتنين بأمور حسنة قدام جميع الناس(رو12:17).
-فإن جاع عدوك فأطعمه.وإن عطش فاسقه(رو12:20).
-يغلبنك الشر بل أغلب الشر بالخير(رو12:21).
الإنسان المسيحي إنسان سلام, ينشر المحبة والخير والسلام بين الناس, ورسالته:طوبي لصانعي السلام, لأنهم أبناء الله يدعون(مت5:9).
ومنهج حياته:عيشوا بالسلام,وإله المحبة والسلام سيكون معكم(2كو13:11).
4-حمل الصليب
يتصور البعض أن المسيحية ديانة رفاهية, وليس فيها آلام, مع أن الرب وعدنا قائلا:في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا:أنا قد غلبت العالم(يو16:33).
ولهذا أوصانا قائلا:من لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذا(لو14:27). ومعلمنا بطرس يقول:الذي به تبتجهون, مع أنكم الآن إن كان يجب تحزنون يسيرا بتجارب متنوعة(1بط1:6).
والتجارب أنواع, وكلها بناءة:
أ-تجارب للتتويب:كأن يسمح الله بضيقة أو فشل, ليستيقظ الإنسان ويري أنه في خطر الغرق في الخطية, فيهب تائبا.
ب-تجارب للتنقية:كما حدث مع أيوب حينما نقاه الرب من البر الذاتي.
ج-تجارب للتزكية:كتجربة الله لإبراهيم أن يقدم ابنه ذبيحة, فاستحق بمحبته أن يأتي الرب يسوع من نسله.
د-تجارب للوقاية:كتجربة بولس الرسول لئلا يرتفع بالإعلان والنجاحات, أعطاه شوكة في الجسد ليحفظه في الاتضاع.
-لايوجد صليب بدون بركة. -ولا فداء بدون قيامة.
-ولا ألم بدون إثمار روحي.
المهم كيف نأخذ الألم من يد ونستفيد منه روحيا لخلاصنا.