الزمان:بداية الألفية الثالثة
المكان:موضع قصر البطالمة القديم بالسلسلة
أمام شاطيء البحر المتوسط
الحدث:مكتبة الإسكندرية..أمس واليوم وغدا
عندما تجاسر أصحاب الفكر الظلامي منذ آلاف السنين وأشعلوا النيران في مكتبة الإسكندرية وما بها من كنوز التراث الإنساني…هل دار بخلدهم-آنذاك -أن ذلك الرماد يمكن له أن يبعث من جديد؟وإذا قدر له هذا البعث فعلي أية صورة يكون..؟
هذا التساؤل ظل يراودني طويلا…
وها هي اليوم-ومن موقع قصر البطالمة القديم وأمام شاطيء الشاطبي تستقبل مكتبة الإسكندرية اليوم زوارها من جميع أنحاء العالم بعد انتظار دام ستة عشر قرنا مرت خلالها الإنسانية بأطوار حضارية متعددة…
- وقفت مكتبة الإسكندرية الجديدة في شكل تحفة معمارية عظيمة علي شكل قرص الشمس رمزا للإشعاع الحضاري والثقافي علي العالم كله..
- وقفت أتأمل المكتبة الجديدة وهي تستعيد مجدها القديم حينما كانت بمثابة المنارة التي ضمت مجموعة ضخمة من الناسخين مهمتهم أن ينسخوا علي أوراق البردي, وفي أروقتها بلغت علوم الرياضة والفلك والطب والتشريح والطبيعة مبلغا عظيما من الرقي علي أيدي أرشميدس وإقليدس وأبولونيوس وهيبارخوس وأرستارخوس وغيرهم ممن وضعوا أسس هذه العلوم..
- وقفت أتأمل المكتبة الجديدة..
والتساؤل السابق لايزال يراودني..ووجدت إجابة شافية لدي كل متحف..كل معرض..كل قاعة اطلاع..وبمعني آخر كل ركن في المكتبة بعد إحيائها..تحدث بعظمة التفكير وروعة التنفيذ ونبل المقصد تعلي من قيم العلم والمعرفة والاستنارة والعقلانية..
جاءت مكتبة الإسكندرية في هذا الوقت بالتحديد لترد علي مزاعم الكثيرين بأن هذا العصر-هو عصر المادة وتراجع المعرفة الإنسانية وتخجل آخرين ممن يدعون أن مصر تستورد الثقافة ولاتنتجها…أيضا أكدت أواصر الصداقة وعمقت مفهوم التعاون بيننا وبين الكثير من بلدان العالم..فكانت المكتبة الجديدة خير خلف لخير سلف..
وإذا كنا كتبنا قبل اليوم نبث ابتهاجنا بعودة المكتبة القديمة التي تحمل عبق التاريخ ونستشرف الآفاق التي شرعت المكتبة الجديدة في ارتيادها…فها نحن اليوم نطلق الدعوة لأن تتبوأ مكتبة الإسكندرية كمؤسسة مصرية ذات دور ريادي في التغيير الذي تمر به مصر في هذه المرحلة المهمة والفاصلة في تاريخ مصر الحديث.
[email protected]