الزمان:فجر السبت 21 يوليو 1798
مساء السبت 7 مايو 2011
المكان إمبابة
الحدث:موقعة إمبابة وبشتيل
موقعة إمبابة وبشتيلعند قراءتك لهذا العنوان يتطرق إلي ذهنك علي الفور ما حدث في إمبابة موخرا من احتقان طائفي… وأنت علي صواب..ولكن دعني أعود بك إلي القرن الثامن عشر لنقرأ معا فصلا من تاريخ مصر في العصر الحديث عندما استمات المصريون أقباطا ومسلمينمن أجل التصدي للآخر..للمستعمر الأجنبيالحملة الفرنسية علي مصرفي الواقعة التاريخية الشهيرة واقعة إمبابة وبشتيل-يطلق عليها أيضا معركة الأهرام-التي وصلت فيها الجموع المقاتلة إلي نحو عشرين ألفا من المصريين تحميهم المدافع والمتاريس التي أقامها مراد بك بين إمبابة وبشتيل شمالي إمبابة بغربوعلي الرغم من الجهاد الشديد الذي قام به المصريون إلا أنهم تجرعوا مرارة الهزيمة وهم الذين كروا علي الفرنسيين بالخيول فلم يثبتوا أمام قنابل فرنسا المتتابعة الرمي.
لقد عم الفزع القاهرة وقضي أهلها ليلة رهيبة اكتنفتهم فيها الخطوب والأهوال,وتوقعوا أن تحل بهم الكروب إذا دخل الفرنسيون المدينة فلاذ معظمهم بالفرار تلك الليلة إلي الأقاليم ومعهم نساؤهم وعيالهم, فكان هذا الذعر أشد هولا من وقائع الحرب والقتال.
يقول الجبرتي واصفا هذه التراجيديا:كان الناس يضجون بالعويل والنحيب ويبتهلون إلي الله من شر ذلك الغضب والنساء يصرخن بأعلي أصواتهن من البيوت..فخرج تلك الليلة معظم أهل مصر البعض لبلاد الصعيد والبعض لبلاد الشرق وهم الأكثر وأقام بمصر كل مخاطر بنفسه ولله عاقبة الأمور.
يمكن الرجوع إلي:عبد الرحمن الرافعي-تاريخ الحركة القومية وتطور نظام الحكم في مصر-دار المعارف 1981
هذه هي إمبابة وبشتيل منذ أكثر من مائتي عام ..فماذا عنها هذا اليوم؟إن الأخير يشرح نفسه الاحتقان الطائفي بين المسلمين والأقباط في ذات المكان:إمبابة وبشتيل مع اختلاف الزمانالقرن الحادي والعشرين ويغير أية دوافع منطقية وإذ بنا أمام خطوب وأهوال أيضا ولكن شتان بين أن تكتنفك هذه الأهوال بيد عدو خارجي وبين أ ن تتجرع مرارة هذه الأهوال من بعض بني وطنك..
والسؤال:ماذا حدث للمصريين خلال هذين القرنين أو أكثر؟إن الإجابة تكمن في ضرورة إجراء دراسة تشريحية علي معطيات المجتمع المصري ومقدراته…
وفي كل الأحوال نجد المصري يصدق معه قول الشاعر:
بلادي وإن جارت علي عزيزة
وقومي وإن ضنوا علي كرام
Email:[email protected]