أنا عاوزة أذاكر مع أصحابي لأ ده اسمه تضييع وقتمش عارف أذاكر لوحديطيب روح بس متتأخرش,هكذا يقع الآباء والأمهات في حيرة حينما يصر أبنائهم علي المذاكرة مع الأصدقاء مبررين ذلك بعدم القدرة علي التحصيل الدراسي بمفردهم,وهنا يتهم الآباء إما بالتسيب وعدم الاهتمام تارة أو بالرفض والشدة دون مراعاة احتياجات الأبناء تارة أخري.فما الحل؟وكيف يتصرف الوالدين في هذه الحالة؟ومتي يصبح الوقت مهيئا للمذاكرة الجماعية دون الفردية؟
في البداية يقول الدكتور نصيف فهمي-أستاذ الإرشاد الأسري بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان-أن هناك تضاربا في الآراء حول مدي جدوي المذاكرة مع الأصدقاء,فالبعض يؤيد الاستذكار الجماعي حيث إذكاء روح المنافسة والتحدي بين الأبناء بعضهم ببعض,فيما يري البعض الآخر المذاكرة الجماعية مضيعة للوقت,ولا تفيد علي الإطلاق حيث يقضون ساعات طويلة في الثرثرة وتذكر ما حدث في المدرسة.وإن فرصة الاستذكار الفردي أفضل بكثير في التحصيل الدراسي في ظل تهيئة المناخ والجو المناسب لضمان الاستفادة الكاملة الأمر الذي قد لا يتوفر بقدر كافي في المذاكرة مع الأصدقاء نتيجة لوجود فروق فردية وعدم التجانس فيما بينهم من حيث المهارات مستوي الذكاء…إلخ
وهذا ما يستند إليه رفض الأهل عند إلحاح الأبناء والإصرار علي المذاكرة مع الأصدقاء بجانب عدم معرفتهم للأصدقاء معرفة جيدة,فالمجهول دائما يثير مخاوف الوالدين,ومن المتفق عليه أنالصداقات الرديئة تفسد الأخلاق الجيدةأيضا خروج المذاكرة الجماعية عن نطاق ملاحظة ومتابعة الأهل يصبح خطرا علي المستوي التعليمي للأبناء,أما في حالة ضرورة اللجوء إلي المذاكرة الجماعية,فالفكرة ببساطة هي أن تبحث عن مجموعة صغيرة من الطلاب المتقاربين في المستوي ليشتركوا معا في الملاحظات التي تمت تدوينها طوال العام الدراسي والعمل علي إعداد الامتحانات المفاجئة بصفة مستمرة لتقييم مستواهم التعليمي.
ويؤكد دكتور غريب عبد السميع-أستاذ علم الاجتماع جامعة حلوان ما سبق,مضيفا أن للمذاكرة مع الأصدقاء سلبيات كثيرة منها سيطرة طالب متميز علي المجموعة بأكملها,وبالتالي فرض طريقة معينة للمذاكرة علي الآخرين مما يؤثر بالسلب علي طرق الاستذكار لديهم.
لذا فالمذاكرة الفردية أفضل ولكن إذا لزم الأمر في حالة إلحاح الأبناء الشديد علي الأهل الموافقة بشرط اللجوء إلي المراجعة الجماعية بعد الانتهاء من المذاكرة الفردية لحل التمارين مع الأصدقاء,لمعرفة مستواهم وتقييم أدائهم في ظل اختيار عناصر جيدة ملتزمة,مع متابعة وملاحظة الأهل.
ولكن الحذر عند اقتراب وقت الامتحان الذي تصبح معه المذاكرة المشتركة في هذا الوقت مربكة للغاية حيث تقليل فرص التركيز علي محتويات الكتاب الأساسية,فمن الجائز أن تكون هناك فقرة يحتاج صديقك أو تحتاج صديقتك التركيز عليها في حين تريد أنت أو أنت التركيز علي فقرة أخري,وهذا الأمر يضيع الوقت هباء دون فائدة.لذا يفضل أن يجعل الدراسة المشتركة طوال العام الدراسي وليست أثناء فترة الامتحانات.
أما عن الحالة النفسية التي يمكن أن يتعرض لها الأبناء في حالة رفض الأهل المذاكرة مع الأصدقاء يذكر الدكتور سمير عبد الفتاح-أستاذ علم النفس جامعة عين شمس بأن دائما الممنوع مرعوب والنفس البشرية عادة متحركة لا تقف عند حد معين,لذا يتأثير الأبناء عندما لا يعطي الآباء أي مبررات للرفض خاصة إن كان في ظل عدم وجود علاقات اجتماعية دافئة داخل الأسرة ,وبالتالي تصدر الأوامر من الأهل كمصدر للسلطة,مما قد يؤثر علي البناء النفسي لدي الأبناء بصورة كبيرة-إن لم يكن في مرحلة النضوج.
وينصح علماء النفس والاجتماع الأهل بضرورة معرفة الظروف والملابسات المحيطة بالأبناء مع مراعاة الفروق الفردية بين أبنائهم والأصدقاء والعمل علي المحافظة علي جو المذاكرة الجماعية دون أن تنحرف عن هدفها الأساسي من خلال المراقبة والمتابعة من التنبيه بين فترة وأخري لعامل الوقت المحدد للمذاكرة الجماعية ,والرفض في حالة عدم وجود ظروف مهيئة للاستذكار, بشرط الحوار وتبادل الرأي وعدم الضغط بشدة علي الأبناء بل وضع المبررات المنطقية للرفض والإشادة بنماذج تميزت بالمذاكرة الفردية.
كما علي الأبناء تنظيم عامل الوقت حتي يتسني لهم المذاكرة بشكل جيد وفعال والبعد بقدر الإمكان عن الأحاديث الجانبية,مع تكوين مجموعة صغيرة يكون الحد الأدني لها أربعة أفراد أو ستة علي الأكثر,والعمل علي اختيار أصدقاء بنفس مستوي الذكاء والالتزام,مما يشجع علي الاستمرار ويثير روح التحدي بعض الشئ.فضلا عن إعداد الامتحانات المفاجئة بمعني أن يكون كل طالب مسئول عن مادة ما يقوم بالتناوب بسؤال الجميع أسئلة فيما قد تم مذاكرته.
وعلي من يشعر بعدم الاستفادة من المذاكرة الجماعية الانسحاب واللجوء للمذاكرة الفردية حيث إنه من المعروف أن المذاكرة الجماعية تختلف في الاستفادة من طالب لآخر,وذلك لتحقيق الأهداف المرجوة وعدم تضييع الوقت هباء دون فائدة.