عقدت ندوة حول الشبكات الاجتماعية ودورها فى العالم العربى ، أدار الندوة الدكتور عبد الرحمن الصاوى أستاذ الإتصالات بجامعة حلوان . خلال الندوة أكد مصطفى كامل خبير تكنولوجيا المعلومات أن المواقع الاجتماعية تنمو بشكل كبير جداً ، وأصبحت تحتل أهمية كبيرة لدى المجتمع المصرى وذلك بسبب سرعة نشر الأخبار والصور والفيديوهات ، معربًا عن قلقه فى نفس الوقت من تحولها إلى وسيلة لنشر الشائعات وانتشار الأخبار الكاذبة . و أوضح رامى رؤوف الباحث والناشط الحقوقى أن الإنترنت والوسائل الإلكترونية ساهمت بشكل كبير فى الكشف عن الكثير من الجرائم وذلك بسبب الرقابة المفروضة على الصحف والفضائيات مشيرًا إلى أن المواقع الاجتماعية هى الوسيلة الوحيدة لكسر التابوهات التى فرضتها الأنظمة الديكتاتورية .
وفيما يتعلق بمدى تجاوب الحكومات مع الإنتهاكات التى كانت تكشف عن طريق الإنترنت أوضح رؤوف أن التجاوب كان سلبياً مؤكداً على أن شركات المحمول فى مصر غير مدركة لأهمية بيانات العملاء وحمايتها لافتاً إلى أن الرقابة على الإنترنت ستظل موجودة ولكنها لابد أن تكون من خلال إتباع القانون وإصدار إذن قضائى بذلك. وأشار رؤوف إلى أن وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية تعد الأن مشروعاً جديداً لتعديل قانون الإتصالات مشيراً إلى أن الوزارة طالبت كل من منظمات المجتمع المدنى وشركات المحمول إبداء أرائهم وتعليقاتهم حول القانون الجديد .
من جانبه أكد محمود سالم – مدون ” Sandmonky” – أن المواقع الاجتماعية أصبحت وسيلة تساعد على تحديد الأفكار وتقديم دلائل ووثائق جديدة للمجتمع مشيرًا إلى أن إنتشار فيديوهات إنتهاكات حقوق الإنسان وتعذيب المذنبين داخل السجون كانت دليلاً دامغاً على إنتهاكات حقوق الإنسان مؤكدًا أن الشعب أصبح مدرك لمدى أهمية الإنترنت وأصبح وسيلة لإلقاء الضوء على سلبيات المجتمع . وقال إن الوسائل الإلكترونية تسيطر على الشائعات ولا تنشرها بسبب الوثائق التى تقدمها من صورة وفيديوهات ، كما أننا لا نقوم بنشر أخبار نشك فى مصداقيتها أو مصدرها . أضاف إننا كنا نتوقع أن تقوم شركات المحمول بتوجيه رسالة للمجتمع المصرى تؤكد فيها على أن أحداث قطع الإتصالات عن المستخدمين لن تتكرر مرة أخرى وذلك بإعتبار أنهم يؤكدون أنها كانت تعليمات أمنية وليس لهم أى دخل فيها متسائلاً لماذا لم يخرجوا ويؤكدوا أن مثل تلك الأحداث لن تتكرر مرة أخرى ؟! . رفض ما يثار حول حجب أو فلترة بعض المواقع بإعتبارها تثير الفتنة أو مواقع إباحية مؤكداً أن حجب أو فلترة أى موقع يعد مدخل لتحجيم النشطاء والمدونين السياسيين ، وقال إننا أثبتنا أننا أكثر دراية بمصالحنا ولانريد حجب أو فلترة أو مراقبة للإنترنت . وأوضح أن كثرة استخدام الأجهزة الإلكترونية يساعد على الابتكار والتطوير موضحا أن الموبايل لن يقتصر أداؤه على الموقف السياسى فقط بينما هناك خدمات أخرى سوف تساعد على النمو الأقتصادى مثل ” الموبايل بانكينك ” والعديد من التطبيقات الجديدة التى تطلقها شركات المحمول .
فى نفس السياق أكد مهند على مدون ومطور ويب أن تجاوب الحكومة للموضوع حاليًا أن هناك العديد من القضايا مازالت الحكومة لاتتجاوب معها بالرغم من الأدلة الدامغة التى تقدم من خلال الإنترنت مثل الفيديوهات والصور مشيرًا إلى أنه ليس كافياً أن تكون الحكومة لها صفحة خاصة بها على الفيس بوك فهذا يعد سوء فهم للثورة التكنولوجية مطالباً الحكومة بالتفاعل والاستجابة وليس إثبات الحضور فقط . أشار ” على ” إن عواقب فصل الإنترنت أثناء الثورة كانت وخيمة واصفاً موقف قطع الإتصالات بالجريمة مشيراً إلى أن الشركات فى الوقت الحالى تتعامل بالشكل الذى يضمن لها الربحية دون أى إعتبار لحقوق الإنسان ، مؤكداً أن المدونات والمواقع الاجتماعية مازالت الإعلام البديل فى ظل القيود المفروضة على الإعلام التقليدى لافتاً إلى أن الإنترنت مساحة مفتوحة للإبداع .
رفض جاكوب أبلبوم المطور من مشروع تور أى نوع من المراقبة على الشبكات الاجتماعية والإنترنت التى تتم من خلال الشركات أو الأجهزة الأمنية مؤكدًا أن الإنترنت هو الوسيلة الأسرع لنقل المعلومات مطالبًا بفرض عقوبات على كل من يفرض رقابة على الإنترنت . وطالب أبلبوم بأن تكون الخطوة التالية من جانب المجتمع المصرى هى تنمية المجتمع وليس الأعتماد على المساعدات الأمريكية ، حيث لاتوجد هناك أى معوقات تمنعهم من الإبتكار ولابد وأن تمتنع الحكومة من عرقلة إصدار الكثير من التراخيص .
أعربت سارة عبد الرحمن المدونة قائلة ” إننا تمكننا من بناء أنفسنا كصحفيين موثوق فيهم على المواقع الاجتماعية مؤكدة أن المواقع الاجتماعية لن تنحصر على المستوى السياسى فهناك الفيديوهات المضحكة أكثر إنتشارًا من الفيديوهات السياسية ،مشيرة إلى إن الإنترنت هو مساحة حرة لتحقيق الديمقراطية ، ولكنه لا يحققها من نفسه .
==
س.س
28 مايو 2011