كتب – مجدي ملاك في لحظة تاريخية للشعب المصري أعلن السيد عمر سليمان في بيان قصير له أن الرئيس محمد حسنى مبارك قرر التخلي عن منصبه كرئيس للجمهورية وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد” . كما أدلت القوات المسلحة بالبيان الثالث لها والتي قالت فيه ” في هذه اللحظة التاريخية الفارقة وبصدور قرار الرئيس بالتخلي عن منصب رئيس الجمهورية وتكليف المجلس الأعلى لقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد فنحن نعلم جسامة الأمر وخطورته فان المجلس الأعلى يتدارس هذا الأمر للوصول لتحقيق أمال شعبنا العظيم ، ,وأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة سيدرس لاحقا التدابير التي ستتبع من أجل تحقيق الشرعية الدستورية لا أن يحل محلها . وتقدم المجلس بكل التحية والتقدير للسيد الرئيس على ما قدمه في مسيرة العمل في الحرب والسلام ، ,في تفضيل المصلحة العليا للوطن ، وتوجه المجلس بكل التحية والإعزاز لأرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية . وكان البيان الثاني للمجلس العسكري الأعلى في مصر قد أكد أن الجيش سيضمن “إنهاء حالة الطوارئ فور انتهاء الظروف الحالية، والفصل في الطعون الانتخابية، وما يلي بشأنها من إجراءات، وإجراء التعديلات التشريعية اللازمة، وإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة، في ضوء ما تقرر من تعديلات دستورية”. وقال البيان أن القوات المسلحة المصرية “تؤكد على عدم الملاحقة الأمنية للشرفاء الذين رفضوا الفساد وطالبوا بالإصلاح، وتحذر بعدم المساس بأمن الوطن والمواطنين، كما تؤكد على ضرورة انتظام العمل بمرافق الدولة وعودة الحياة الطبيعية، حفاظا على مصالح وممتلكات شعبنا العظيم”. وقد سادت ردود فعل محلية وعالمية حول تنحي الرئيس مبارك حيث قال محمد البرادعي إن مصر “تحررت أخيراً”، ووصف اليوم بأنه أعظم يوم في حياته كما أعلن انه لن يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة . وقال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية: “أتطلع إلى المستقبل لبناء إجماع وطني في مصر في المرحلة المقبلة. هناك فرصة كبيرة الآن بعد هذه الثورة البيضاء وتنحي الرئيس.” وقال موسى ردا على سؤال عما إذا كان يرغب في تبوؤ منصب رئيس مصر: “ليس هذا الوقت المناسب للتحدث في هذا الموضوع. كمصري، أنا فخور بخدمة بلدي مع الآخرين في هذه المرحلة لبناء إجماع وطني.” وقال وزير الخارجية البحريني قال إن “مصر تأخذ العالم العربي نحو عصر جديد.” ، أما الاتحاد الأوروبي دعا إلى تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة. المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل أعلنت عن ترحيبها بتنحي مبارك ووصفت القرار بالتاريخي، كما أعلنت إسرائيل عن أملها بانتقال هادئ للسلطة. ورحبت كاثرين اشتون مفوضة شؤون السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي بتنحي الرئيس وطالبت بإجراء إصلاحات سياسية وانتخابات حرة ونزيهة وأضافت اشتون في بيان بهذا الشأن أن الاتحاد الأوربي يدعم هدف الشعب المصري من أجل انتقال منظم وسلمي للسلطة . وأكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه “ينبغي الانتقال إلى حكومة مدنية وديمقراطية” في مصر، بعد الإعلان عن استقالة مبارك. وقال كاميرون في كلمة مقتضبة من مقر رئاسة الوزراء “كان هذا اليوم استثنائيا. بات لمصر الآن فرصة ثمينة بأن يكون لها حكومة قادرة على توحيد البلاد” ، وأضاف “على الذين يحكمون الآن مصر أن يعكسوا تطلعات الشعب المصري ويجب أن تشكل حكومة مدنية “. وفي العاصمة السويسرية برن، قال ناطق باسم وزارة الخارجية إن الحكومة قررت تجميد حسابات “محتملة” عائدة للرئيس المصري السابق في المصارف السويسرية. ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتنحي مبارك، وقال في بيان “لقد أسمع الشعب المصري صوته وخصوصا الشباب الذين يعود إليهم أن يحددوا مستقبل بلدهم”. وأضاف تعليقا على استقالة الرئيس المصري: “احترم قرارا صعبا تم اتخاذه لمصلحة الشعب المصري”. وتابع: “في هذه اللحظة التاريخية، أجدد دعوتي إلى عملية انتقالية شفافة ومنظمة وسلمية”. == س.س 11 فبراير 2011
وبهذا يصبح وزير الدفاع المصري محمد حسين طنطاوي هو رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي تولى السلطة في البلاد بعد تنحي الرئيس .
وما أن سمعت الحشود في مصر ذلك البيان الرئاسي حتى سادت حالة من الفرح الشديد وباتوا يهتفون “مصر حرة.. مصر حرة”، وسط الزغاريد والرقص والغناء.