حالة طلاق كل 6 دقائق في مصر والسبب يتمثل في عدم الاختيار المناسب لشريك الحياة, حيث لم يقم هذا الاختيار علي التوافق والتفاهم في كافة النواحي. هكذا بدأت الاستاذة هالة عبدالقادر رئيسة المؤسسة المصرية لتنمية الأسرة حديثها في الندوة التي نظمتها شبكة الجمعيات العاملة في مجال حقوق المرأة تحت عنوان نحو قانون أسرة جديد التي تهدف إلي وضع برامج تدريبية للمقبلين علي الزواج ومدي إمكانية إلزام الشباب بها.
أضافت هالة أن الكنائس المسيحية تقوم بالإعداد للزواج, ونعتقد خطأ أن السبب في ذلك عدم وجود طلاق لديهم, بل أري أن الوعي بضرورة التأهيل لتقليل حالات الانفصال التي ارتفعت في الآونة الأخيرة وخلق أسر واعية تعرف معني الزواج وضرورة استمراريته ونتائج الانفصال السلبية المتعددة هو السبب, لذلك تم دعوة القمص سرجيوس سرجيوس كاهن كنيسة مارجرجس بمصرالجديدة ووكيل عام بطريركية الأقباط الأرثوذكس لمعرفة تفاصيل هذه البرامج, ودعوة الشيخ مؤمن محمود مسئول الفتوي الأول بالأوقاف ومدير الأوقاف سابقا لمعرفة رأي الدين الإسلامي, والدكتورة هدي زكريا أستاذة علم الاجتماع بجامعة الزقازيق لمعرفة آخر الدراسات حول هذه الظاهرة وكيفية علاجها.
تحدث القمص سرجيوس عن برامج التأهيل التي تقدمها الكنائس لإعداد المقبلين علي الزواج, والتي تضم برامج الإعداد النفسي والاجتماعي والصحي لإرشاد الشباب في حياتهم الجديدة ولحمايتهم من الاختيار الخاطئ والتسرع والنظرة السطحية للزواج, والدليل علي ذلك ارتفاع أعداد الشباب المتزوجين عرفيا. هذا بالإضافة إلي برامج المشورة الأسرية التي تقدم للمتزوجين, أما برامج إعداد المخطوبين فهي تضم عدة موضوعات, أهمها الشروط الواجب توافرها في الخطيبين والأساس فيها التوافق في كافة النواحي, من توافق سني وعلمي واجتماعي وعاطفي ونفسي, لذلك ننصح الشباب بأن لا يتم الزواج إلا بعد فترة خطوبة كافية لمعرفة الآخر ومدي التوافق بينهما لتقليل نسب المشاكل الزوجية بعد ذلك, وإن كنا لا نجبر أحد علي الرضوخ لهذه المعايير فلكل شخص الحق في حرية الاختيار وهذا حق كفله الدستور وما علينا سوي المشورة.
حول رأي الدين الإسلامي في ذلك وإمكانية تطبيقه قال الشيخ مؤمن: إن التأهيل قبل الزواج كان الشغل الشاغل في الشريعة الإسلامية, فقد وضع الإسلام بعض الأسس في اختيار الزوج للزوجة وهي أصلها ومالها وجمالها وأسرتها ودينها, بل وحذر من المرأة الجميلة وأصلها سيئ. كما وجد كثير من الأحاديث النبوية التي تؤكد علي ضرورة وجود الكفاءة بين الزوجين في كل شيء, وأهم ما في ذلك أن يكون بينهم سكن ومودة ورحمة.
تحدثت الدكتورة هدي عن أحدث الدراسات الاجتماعية حول الشباب والزواج, ففي إحدي الدراسات المصرية وجد لدي الشباب فزع من كثرة حالات الطلاق فضلا عن المراهنة علي استمرار الزواج, كما توصلت دراسة أجنبية تحت عنوان كل هذا الطلاق لنفس النتائج بل وجدت أن الشباب يري أن الطلاق نتيجة طبيعية للزواج, ويمثل إحدي مراحل الحياة!!.
أرجعت الأسباب في نسب الطلاق المرتفعة إلي عدم اهتمام الحكومات ثم التقصير من جانب علماء الاجتماع مع ضرورة البحث عن الأسباب ونشر الفكر الصحيح, بداية من شروط الزواج ومقاييس النجاح, فيوجد في علم الاجتماع ما يسمي بتوقعات الدور, وهي توقعات الزوجين حول رحلة الزواج والعلاقة بينهم والعلاقات الخارجية, مع وضع حد أدني للتوافق الاجتماعي بين الزوجين, فالزواج نظام به نعيد بناء المجتمع بطريقة منظمة في ظل نظام يرعي الجيل الجديد عن طريق أسرة تخرج علي شاكلة مجتمعه.
واختتمت كلمتها أن الزواج يمثل أمن قومي لأننا بهدمه يتم القضاء علي الخلية الأولي للمجتمع, لذا من الواجب جعل برامج التأهيل إلزامية.
في نهاية الندوة رأي القمص سرجيوس ضرورة ضم التربية الأسرية السليمة خلال التعليم الأساسي للطلبة كمادة الأخلاق, ويكون ذلك للتوعية والفهم الصحيحين وعدم الإلزام ببرامج التأهيل, واشترك معه في الرأي الشيخ مؤمن, مطالبا أن يكون ذلك بطريقة غير مباشرة عن طريق الاجتماعات أو خطبة الجمعة للخوف من أن ينعكس ذلك للضد كما يحدث في الفحص الطبي قبل الزواج, الذي أصبح صوري لتكملة أوراق الزواج.