قضية…
أنشئت مدرسة المتفوقين الثانوية بنين بعين شمس منذ حوالي ستة عقود, بهدف أن تكون بوتقة ومعملا لاستقبال أوائل الإعدادية من جميع المحافظات لرعايتهم وتوفير المناخ العلمي والأدبي والثقافي والرياضي والاجتماعي, وتفجير مواهبهم ونبوغهم علي امتداد ثلاث سنوات لخلق صفوة من العباقرة تحتل مقدمة الثانوية العامة علي مستوي الجمهورية وتدفع بالعلماء والأدباء والمفكرين من أوائل الجامعات.
كان لهذه المدرسة وضع استثنائي يليق بأوائل الجمهورية, بدءا من الاعتمادات المالية إلي صفوة المدرسين وتوفير الرعاية العلمية والطبية وكل وسائل المعيشة الرغدة كمدرسة داخلية.. اشتعل حماس الدولة في الخمسينيات لنجاحها, وجندت الوزارة كل أجهزتها لتلبية كل احتياجاتها.. عاشت المدرسة سنوات عديدة تحت الأضواء وكانت قبلة الوفود العالمية فخورة بتخريج كثير من مشاهير العلماء والأدباء والمفكرين.. فجأة ومع بداية الثمانينيات بدأ يخبو نجم هذه المدرسة, أهملتها الوزارة وكل الأجهزة المعنية وأصبحت منفي للمدرسين المغضوب عليهم.. أصبحت الحوافز والبدلات لا تتناسب إطلاقا مع الغلاء والأسعار, بالإضافة إلي طوفان المشاكل التي تعانيها نتيجة الإهمال بدءا من سوء الرعاية وعجز الأجهزة وانهيار الخدمات.
الغريب أن الأصوات ارتفعت منذ نصف قرن تطالب بتعميم تجربة مدرسة المتفوقين في جميع محافظات الجمهورية.. ولكن للأسف انهارت تجربة المتفوقين في مستنقع الإهمال واللامبالاة وعشوائية التعليم.. وعجزت عن تقديم أحد من أوائل الثانوية العامة علي امتداد ربع قرن.. بل إنها أصبحت منسية!!
ألم تفكر الوزارة في إعادة الروح إليها؟ ألم يفكر د. أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم في زيارة لها؟