* الخطاب الديني خالي من العمق الروحي
* المجمع الفاتيكاني الثاني أوضح دور العلمانيين
* تسجيل معجزات في ملف تطويب البابا يوحنا بولس الثاني
* للكنيسة الكاثوليكية في مصر 170 مدرسة تخرج فيها كثير من وزراء مصر
* أكثر من 200 مستوصف في الأحياء الشعبية
* جمعياتنا تخدم المسيحيين والمسلمين
الأب رفيق جريش ليس مجرد كاهن عرف بنشاطه الكبير, بل أيضا مدير المكتب الصحفي للكنيسة الكاثوليكية, ورئيس مجلس إدارة مجلة حامل الرسالة Le Messager الأسبوعية, وأستاذا بمعهد التربية الدينية,ومتخصص في أمور المشورة للمقبلين علي الزواج… داخل مقره بكنيسة القديس كيرلس للروم الكاثوليك بمصر الجديدة. حاورته وطني لساعات…وتحدث فيها من أعماق قلبه الرقيق عن نشأته…
قال: إنه من مواليد مايو 1958, من عائلة جريش الشهيرة بصناعة زجاج النظارات, ولكن رغم نشأتي وسط عائلة تجارية وعملت بعد تخرجي في نفس مجال عائلتي إلا أنني شعرت في داخلي بدعوتي لحياة الكهنوت فقررت أن أترك كل شئ وأتبع المسيح -أنا وأسرتي- فدعوة الكاهن المتزوج في الكاثوليكية هي دعوة لعائلته كلها وليس لشخصه فقط, فدرست بكلية اللاهوت بالسكاكيني لمدة ست سنوات, ورسمت كاهنا علي كنية سيدة البشارة بشبرا عام 1992, وبعد سنتين انتقلت خدمتي إلي كنيسة القديس كيرلس بمصر الجديدة.
* كم يبلغ عدد الكاثوليك بمصر؟
* * حوالي 300 ألف وأغلب الكاثوليك من الأقباط الكاثوليك فعددهم وحدهم ما يقرب من 240 ألف أما الروم فعددهم بمصر 6 آلاف تقريبا ويتبعون البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية والقدس للروم الكاثوليك, ولنا 7 كنائس بالقاهرة و4 بالإسكندرية وكنيستين بالدلتا, كما يوجد بمصر الأرمن والسريان والكردان والموارنة واللاتين الشرقيين وكلهم تابعين لبابا الفاتيكان.
* ما خدمات الكاثوليك للمجتمع المصري؟
* * الكنيسة الكاثوليكية خدماتها معروفة في ثلاث نقاط.. أولا المدارس الكاثوليكية فلدينا 170 مدرسة من الإسكندرية إلي أسوان للمسلمين والمسيحيين, ومن هذه المدارس تخرج الكثير من وزراء مصر, فمنها تخرج عصمت عبد المجيد وزير الخارجية الأسبق ورئيس الجامعة العربية السابق, وحسين كامل بهاء الدين وزير التعليم الأسبق, والدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب, ولنا الشرف أن نقول إن جمال وعلاء مبارك كانا تلميذان في مدرسة سان جورج بمصر الجديدة, والسيدة سوزان مبارك حرم الرئيس مبارك تخرجت من مدرسة سانت كلير.
أما الأمر الثاني فهو العناية الصحية فلدينا أكثر من مائتي مستوصف تخدم الطبقات الفقيرة داخل الأحياء الشعبية والعشوائيات… كما تهتم الكنيسة برعاية المسنين, ولدينا الكثير من الجمعيات الخيرية مثل كاريتاس, وماري منصور, والصعيد.
أما الأمر الثالث فهو الخدمات التي تقدم للشباب, لذلك تجد في كل كنيسة نادي, وأنشطة روحية وثقافية, وكشافة ومعسكرات فنحن نري أنه لابد من تكوين الشباب بقدر الإمكان لتربية ضمائرهم لتساعدهم فيما بعد للأختيار بين الصواب والخطأ.
* هل تسمح الكنيسة للعلمانيين باتخاذ قرارات كنسية؟
* * الكنيسة الكاثوليكية لها تاريخ كبير مع العلمانيين, فالعلمانيين هم الذين يهتمون بإداريات الكنيسة وبالمساعدة في خدمة الكاهن, ومجمع الفاتيكان الثاني الذي انعقد بين 62 و65 كانت به رسالة خاصة لدور العلمانيين في الكنيسة وأعطاهم الحق ليس فقط في الأعمال المساعدة وإنما أيضا كمبشرين عليهم واجب في إعلان كلمة الرب وفي التعليم المسيحي.
* كيف تري الحوار بين الطوائف المسيحية؟
* * ببساطة ودون حرج الحوار المسيحي ليس فلسفة ولا منطقا ولا لاهوتا فقط, الحوار المسيحي صلاة وتأمل في سر التجسد والفداء, فمن منا لا يريد الوحدة, فعلي المستوي الشعبي الكل يتمني هذا, ونشكر الرب أن الذي يجمعنا أكثر من نقاط اختلافنا, ولكني أري أنه علي المستوي الشعبي لا فرق بين كاثوليكي وأرثوذكسي وبروستانتي, الكل يؤمنون بالله ويذهبون إلي أنشطة الآخرين.
* ما رأيك في الخطاب الديني في هذه الفترة؟
* * أري أن الخطاب الديني المعتدل في الجهات الرسمية فقط أي يصدر من مشيخة الأزهر الشريف ومن الكنيسة, إذ أن ما نراه علي الفضائيات وأجهزة الإعلام لا يخلو من التعصب والتشدد تجاه الآخر, ويتحول الخطاب إلي الحلال والحرام والثوابت والنواهي بدون التدخل في العمق الروحي للإنسان… ببساطة أري أن الخطاب الديني هو ما يخاطب ضمائر الناس ليجعل منهم أفرادا صالحين لله وللوطن عن طريق شرح العمق الروح للنص.
* ما موقف الكنيسة من اشتغال رجال الدين بالسياسة؟
* * نحن نرفض تماما إنشغال رجال الدين بالسياسة, فرجل الدين رجل صلاة, ولكن إذا كان لرجل الدين مواقف سياسية تكون لصالح الوطن, لصالح المسيحيين والمسلمين معا, ففي مثل هذه المواقف المهمة لا مانع لأن مصر لن تنهض بالمسلمين وحدهم… بل لن تتقدم إلا بتقدمنا معا.
* أعلن البابا بنديكت السادس عشر أن الفترة من يونية 2009 حتي يونية 2010 هي السنة الكهنوتية… فما المقصود بها؟
* * بابا الفاتيكان يختار سنويا موضوع دراسة ونهضة روحية تعيشها الكنيسة ككل علي مدار عام في وحدة,وهذا العام سميت السنة الكهنوتية وفيها تصلي الكنيسة من أجل الكهنة, وأيضا نعيش معا في نهضة روحية يكتشف فيها الكاهن ذاته روحيا من خلال قراءات كثيرة وطلبات وزيارات للأديرة فالكاهن ليس مجرد موزع للأسرار المقدسة بل هو معلن للكلمة وكارز للإنجيل وخادم للكل.
* اجتمع بابا الفاتيكان ببطاركة الشرق الأوسط في سبتمبر الماضي لدراسة أحوال المسيحيين الشرقيين… وبهذه المناسبة أعلن أن أكتوبر 2010 سينودس خاص بالكنائس الشرقية… فما هدف السينودس؟
* * هدفه دراسة أحوال المسيحيين بالشرق فهناك الكثير من المشاكل التي تواجه الكنائس الشرقية مثل الهجرة… ففي الحرب علي العراق هاجر نصف المسيحيين هناك -حوالي 500ألف- إلي السويد والنرويج وفرنسا وكندا… كما يناقش أوضاع العائلات المسيحية ومواجهة الكنائس ومشاكل وصعوبات المسيحيين بالشرق, ومن أولويات السينودس الحوار الإسلامي المسيحي وذلك لطبيعة المنطقة بالطبع.
* ماذا عن إعلان الفاتيكان بتطويب المتنيح البابا يوحنا بولس الثاني؟
* * البابا يوحنا بولس تنيح منذ خمس سنوات إلا أن البابا بنديكت سمح بفتح ملف تطويبه بسرعة علي غير العادة, وهذا الملف سيأخذ وقتا حيث أن الكنيسة الكاثوليكية لن تتسرع في إعلان تطويب أو قداسة أحد, ولكن لابد أن يتم الاختيار علي أساس حياة قداسة الشخص, وبالفعل تم تسجيل الكثير من المعجزات, وننتظر اليوم الذي تعلن فيه الكنيسة عن تطويب المتنيح البابا يوحنا بولس الثاني.
* ماذا تتمناه لمستقبل الكنيسة الكاثوليكية؟
* * علي المستوي العالمي أتمني أن ترجع أوربا وتعيد اكتشاف إيمانها, وتنتهي الإباحية واللامبالاة واللادينية المسيطرة عليها في ظل ضعف الإيمان… أما علي المستوي المحلي أن تظل الكنيسة علي رسالتها خاصة في خدمة المجتمع ومساعدة الآخرين, وأن تكثر الدعوات الكهنوتية والرهبانية لتساعد في الخدمة.
* ماذا تقول للشعب بمناسبة عيد الميلاد المجيد؟
* * عمانوئيل معنا… الله معنا… وكل سنة والجميع بخير وفي فرح بسلامة وصول المسيح المولود في قلوبنا.