يعلم الكثيرون ممن يعملون في العمل الأهلي والاجتماعي أن مصر ما يقرب من ثلاثين ألف جمعية ومؤسسة أهلية تقدم خدماتها للمحتاجين في كافة المجالات الحياتية من التكافل إلي التنمية وتبدأ هذه المنظمات بمبادرة من شخص ذي رؤية قادر علي إقناع الآخرين بالمشاركة في تقديم خدمات معينة وتتحرك الهمم وتنظم البرامج والخدمات بمساهمات مالية من المؤسسين والمؤمنين بالهدف النبيل وبعد فترة قصرت أو طالت تبدأ المنظمة في المعاناة من قلة الموارد المالية لضمان تقديم خدماتها بنفس الجودة مما يعرضها لأحد الخطرين إما الإغلاق وإما تدهور مستوي الخدمة ولذلك أنشئت مؤسسة محترفي تنمية الموارد المالية للمنظمات الأهلية لسد هذه الفجوة وبناء كوادر محترفين في تنمية الموارد المالية علي أساس من العلم والقيم والتكنولوجيا الحديثة ومن ثم تزويد المنظمات الأهلية بهذه الكوادر لتأمين الاستقرار المالي والاستدامة لبرامجها ويأتي المؤتمر السنوي لمؤسسة محترفي تنمية الموارد المالية كإحدي الآليات لتحقيق أهدافها وهو يعقد كحدث سنوي دولي تجمع فيه كافة الأطراف المعنية بالقضية علي كافة المستوياتمؤسسات-جمعيات- جهات مانحة- منظمات دولية- حقوقيون- شركات ذات مسئولية اجتماعية…. وكل المهتمين بالمجتمع المدني وذلك من أجل التشاور وتبادل الخبرات ووضع مقترحات تدعم العمل الأهلي ومنظماته من أجل تحقيق البقاء والاستمرارية.
بدأ المؤتمر بكلمة عزة قورة رئيسة أمناء أول فرع بالشرق الأوسط للمؤسسة قالت: لأننا نعلم جميعا أن التمويل يعد من أكبر التحديات التي تواجهنا فأننا أدركنا حجم المشكلة وقررنا أن نبدأ من حيث انتهي الآخرون فرسالة المؤسسة تهدف إلي تطوير العمل الخيري في مصر والعالم العربي من خلال تقديم وظيفة جديدة وهي مسئول تنمية الموارد المالية المحترف ليأخذ بيد منظمته إلي آفاق جديدة من الاستقرار المالي والاحتراف والمصداقية واحترام حقوق المتبرع عقب ذلك تم تكريم بعض الشخصيات بالمؤتمر واستكمل المؤتمر ببعض الحلقات النقاشية التي بدأت بمناقشة التغيير في اتجاهات التبرع نتيجة لزيادة الثقة في المؤسسات الأهلية لانتهاجها الشفافية والمؤسسية حيث أكد معز الشهدي المدير التنفيذي لبنك الطعام أهمية التبرعات لكثير من المؤسسات مثل مستشفي سرطان الأطفال 57357 وأطفال الشوارع ولسد الجوع والفقر والمرض وبناء مستقبل أفضل للجميع, وليس التبرع هو دفع الأموال فقط ولكن يجب معرفة ما الذي سيتم فعله بها والاستفادة التي ستعود علي الممنوح للتبرع وهل هي مؤقته أم استفادة طويلة الأجل فلا يجب أن تعطي مسكن للمحتاج ولا ترفع عنه المرض كلية.
وناقش المؤتمر أهمية الأوقاف في النهوض بالعمل الأهلي والاقتصاد المصري وتحدث وائل برهان الأمين العام لمؤسسة مصر الخير فأشار إلي أن المؤسسات التعليمية الكبري يصرف عليها من أوقاف خاصة والوقف هو عبارة عن شخص ينقل أملاكه ويوقفها لله والولايات المتحدة الأمريكية أكبر لاعب في المجتمع المدني وتحدد الكثير من الأوقاف لعملية التعليم والبحث العلمي وفي سنة 2007, 2008 كان العائد من هذه الأوقاف 6مليارات دولار من أصل 12مليار دولار تراكمت من مئات السنين هذه هي المنظومة الأساسية التي تقود التنمية والنهضة في الولايات المتحدة الأمريكية, وننتقل إلي مصر في النصف الأول من القرن العشرين كانت الأوقاف تلعب دورا كبيرا في المجتمع المصري لأن الأثرياء خصصوا جزءا من أملاكهم الزراعية لخدمة مؤسسات معينة سواء كانت مستشفيات, مدراس, أيتام…..إلخ, مثلا الأرض التي أقيمت عليها جامعة القاهرة وقف وهذه المساهمات كانت تأتي تلبية لحاجات المجتمع دون تفرقة بين المواطنين, بلغت تلك الإسهامات خلال منتصف القرن العشرين 48% من منظومة التعليم و19% من منظومة الصحة أيضا بخلاف بناء الكنائس والمساجد. وتعمل مؤسسة مصر الخير علي إحياء ثقافة التبرع وتدور محاورها الخمسة حول:(التعليم -الصحة- البحث العلمي- تكافؤ اجتماعي- مناحي الحياة).
وانتهي المؤتمر بمجموعة من التوجيهات حيث أوصت نجلاء منصور خبيرة تنمية بشرية وصحفية بالأهرام بضرورة التنسيق بين الجمعيات المدنية والإعلام, فيجب أن يظهر الإعلام صورة المجتمع المدني وما الذي يقدمه للمجتمع ولابد أن ننزع المنافسة من بيننا وأن يتحد من ليس له تمويل مع الآخر حتي نكمل بعضنا البعض ونحدث التغيير.