تلعب الألوان دورا كبيرا في حياة الإنسان وتنطق لغة الألوان بالعواطف والأحاسيس..وما يحمله اللون من معني يمكن من خلاله معرفة وقراءة العمل الفني في أي مكان وزمان, حيث يؤثر علي نفسية مخلوقات الله..فاللون الأحمر الذي يدل علي القسوة والعنف والدمار الذي نشاهده ونعايشه هذه الأيام نجده في كثير من لوحات سفك الدماء والقتل والعذابات..فاللون المرسوم يتحول إلي أحاسيس ومشاعر..كالحياة والموت والبهجة والحزن والعاطفة والحكمة وهكذا..ومن هذه المعاني ندرك ماهي لغة الألوان.
بمناسبة ذكري أول شهيد علي أرض مصر وهو القديس العظيم مرقس الرسول كاروز الديار المصرية وذلك عام 68 ميلادية الموافق 8 مايو ..2011عندما عزب وسالت دماؤه لتمسكه بالإيمان الصحيح وتأسيس كنيسة الإسكندرية.
وتوالت أحداث سفك دماء الشهداء علي مر العصور..لكي تبقي كلمة الله تقرأ في الكنائس..وتعلم بالحب والسلام والخير للإنسانية..حتي نصل إلي الأبدية في آخر السنين.
وحتي في عصرنا هذا..شجرة الكنيسة تروي بدم الشهداء..فتذكرنا الأحداث في أثناء الاحتفال بعيد الميلاد المجيد عام2010 بدم الشهداء في نجع حمادي بقنا..وبعدها أحداث كنيسة القديسين بالإسكندرية في فجر عام2011 وما أسفرت عنه بسفك دماء الشهداء والمصابين..وأحداث العمرانية وبعدها الاعتداء علي كنيسة صول بأطفيح وضحاياها..وماحدث في منشية ناصر بالمقطم بهدم وحرق المنازل ونهب المحلات وإزهاق للأرواح المسيحية بلا سبب معروف..فالشهادة فيها حياتنا ولا نمتنع عنها أو نهرب منها..كقول الكتاب المقدسلي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح فذلك أفضل جدا.
وما حدث للشهداء والمصابين في كنيستي مارمينا والعذراء مريم بحي إمبابة في الجيزة مساء 7 مايو 2011 ..وما أ سفر عن أحداث مؤسفة بحرق محتويات كنيسة العذراء مريم..وبعض منازل ومحلات المسيحيين في المنطقة بقصة مختلفة.
هكذا نجد المعني وراء لغة الألوان عميق..فلكل لون في تكوين العمل الفني ونسيجه دلالة بالغة القوة في التعبير عن موضوعات الكتاب المقدس وما حدث للشهداء.فيتغلب اللون الأحمر مثلا في أيقونات وجداريات آلام الرب يسوع علي الصليب وبعدها الرسل والشهداء..والذي يدل علي مدي العذاب الذي تحمله من أجلنا ..وكذلك الشهداء وما سفك من دمائهم لكي تزدهر الكنيسة وينالوا الحياة الأبدية..لتخاطب أعماق الإنسان..وتمس أوتار الوجدان..وفقا للتعاليم الدينية للكنيسة الأرثوذكسية.