بدأ مسيرته الناجحة – كأحد أبطال القوات المسلحة المرموقين – لاعبا لكرة السلة بنادي الزمالك عام 1956, حتي اعتزل مبكرا في منتصف عام 1965 بسبب الإصابة الخطيرة التي لحقت به بعد سقوطه من ارتفاع عالي أثناء خدمته كضابط بسلاح الصاعقة والتي أدت لملازمته الفراش بالمستشفي لمدة عامين, وشهد عام 1967 التحاقه للعمل كمدرب أكاديمي – محاضر – لكرة السلة بالزمالك ومنها للسويس لظروف خدمته بالقوات المسلحة وحتي عام 1974 الذي بدأ فيه مسيرته التدريبية مع النادي الأهلي وذلك حتي عام 1979 ثم أدي دورا مع أشبال نادي هليوليدو وأسس فريقا ومدرسة لكرة السلة بنادي المقاولون قبل أن يتجه إلي قطر لقيادة منتخبها الوطني فنيا حتي عام 1984.
في نفس العام عاد للنادي الأهلي مرة أخري مديرا فنيا وعمل مساعدا لفؤاد أبوالخير المدير الفني الأسبق للمنتخب الوطني المصري الأول عام 1978.
دخل مجال الإدارة عام 1988 بانتخابه عضوا لمجلس إدارة الاتحاد المصري لكرة السلة ثم رئيسا للاتحاد ونائبا لرئيس اللجنة الأوليمبية المصرية في دورة 1996-2000 وعاد لنفس المنصبين عام 2003 ليستمر في رئاسة اتحاد السلة حتي 2012, بينما انتخب مؤخرا – بتفوق ملحوظ – رئيسا للجنة الأوليمبية المصرية ولمدة 4 أعوام ليصبح الرئيس الـ16 منذ بداية عمل اللجنة عام 1910 برئاسة الأمير عمر طوسون.
إنه اللواء محمود أحمد علي رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية ورئيس اتحاد كرة السلة الذي اختص وطني بها الحوار:
* مبروك فوزكم المشرف برئاسة اللجنة!
** أشكرك…وأتمني التوفيق من الله مع المجلس لكي نكون عند حسن ظن الجميع.
* الكثيرون لا يعلمون ما اختصاصات اللجنة وعلاقتها بالاتحادات الرياضية؟
** اللجنة هي المشرفة فنيا علي الاتحادات الأوليمبية من جهة تنفيذ خططها المقدمة, فنحن كلجنة نختص بالإشراف ومتابعة دورات الألعاب العربية, الأفريقية, البحر المتوسط, والأوليمبياد ويضاف إليها التجمع الفرانكفوني وأوليمبياد الشباب.
* ماذا عن أوليمبياد الشباب؟
** عبارة عن تجمع شبابي دون الـ18 سنة يشمل مسابقات أخري مثل الفن والثقافة… إلخ, أي ليس قاصرا علي الرياضة فقط وبدأ من الدورة الماضية بموسكو واشتركنا فيها وسوف يكون لنا تواجد في الدورة المقبلة بسنغافورة في 2010.
* نريد من سيادتكم توضيح أكثر لدور اللجنة مع الاتحادات الرياضية؟
** اللجنة الأوليمبية بها لجنة تخطيط تنسق مع الاتحادات وتراجع خططها كلها وما قدمه كل اتحاد علي مدار 4 سنوات وتناقش مسئوليه من حيث كيفية إعداد المعسكرات الداخلية والخارجية وخطة الإعداد للدورات السابق ذكرها وتطلب لها الدعم المناسب من المجلس القومي وهو الجهة الإدارية الحكومية المختصة بالصرف علي النشاط الرياضي ودورنا هو ترشيح نسبة الدعم لكل اتحاد في تقرير يقدم للمجلس القومي الذي يقوم بإرسال ميزانية كل اتحاد علي دفعات طبقا لما حددته اللجنة الأوليمبية والتي تقوم بالمتابعة من خلال لقاءات مستمرة مع مسئولي الاتحادات لمعالجة الطلبات الملحة وتحقيق الاستمرارية والسرعة في اتخاذ القرار.
* هل يمكن أداء هذا الدور بسهولة رغم كثرة عدد الاتحادات؟
** هناك 11 اتحادا ممثلا في اللجنة الأوليمبية من خلال مجلس الإدارة – رئيس ونائب وسكرتير عام و8 أعضاء – ويتبقي 14 اتحادا انضم مسئولوه كرؤساء للجان المختلفة باللجنة الأوليمبية بما يعني التواجد المستمر لكافة الاتحادات والمشاركة الفعالة في قرارات اللجنة ككل.
* ما الأدوار والمسئوليات الأخري للجنة الأوليمبية؟
** الإشراف علي المركز الأوليمبي بالمعادي والذي يوجد به مجموعة من الملاعب والصالات لمختلف الألعاب, وتتدرب به كافة المنتخبات الوطنية, خاصة الناشئين وبه فندق فخم, ويستقبل المركز اللاعبين المصريين – بأسعار رمزية مناسبة للاتحادات الوطنية وبأسعار أعلي للأجانب ويعتبر المركز أداة رئيسية لتمويل اللجنة الأوليمبية التي تملك وتشرف علي الأكاديمية الأوليمبية المختصة بالدراسات التأهيلية للمدربين من الألعاب المختلفة.
* هل تملك اللجنة محاسبة الاتحادات علي المخالفات الإدارية والمالية وتدهور النتائج؟
** لا نملك ذلك إداريا وماليا, ولكن بالنسبة لتدهور النتائج تقوم اللجنة بكتابة تقرير يوصي بعدم تدعيم الاتحادات التي حققت نتائج سيئة أو قصر اشتراكها علي عدد أقل أو عدم الموافقة علي اشتراكها في البطولات وينفذ ذلك علي أي رياضي يريد السفر خارج مصر حتي ولو كان معكسر تدريبي لأن كل ذلك لا يتم إلا بموافقة اللجنة الأوليمبية التي ترسل موافقتها للمجلس القومي للرياضة لإصدار القرار الوزاري بالسفر وبالتالي هناك تنسيق بين اختصاصات اللجنة الأوليمبية والمجلس القومي للرياضة.
* ما دور اللجنة في النهوض بالرياضة المصرية؟
** هذا ليس من عمل اللجنة التي ما هي إلا محصلة نهائية لعمل الاتحادات والأندية, واللجنة الأوليمبية لا تصنع ميدالية بل تحاول تقديم الدعم في حدود المتاح, فاللاعب يتم بناؤه من خلال النادي إلي أن يصل لسن 21 أو 23 عاما حيث يرشح للتمثيل الدولي, واللجنة توفر له الدعم بين الفني والمادي للوصول لأعلي مستوي ممكن حتي الاتحادات بريئة من فشل اللاعبين حيث يتم الصرف والتدعيم وعمل المعسكرات التدريبية والباقي علي اللاعب, وللعلم تعداد شباب مصر من سن 10 إلي 30 سنة – سن مزاولة الرياضة – يبلغ حوالي 32 مليون مواطن منهم 16.4 ملايين ذكور, 15.7 ملايين إناث, والمسجل منهم في الاتحادات الرياضية لا يتعدوا 180 ألف لاعب.
أيضا هناك سبع ألعاب أوليمبية وهي الشراع واليخوت, الفروسية, الرماية, التجديف, الدراجات, الريشة الطائرة, القوس والسهم المسجل بهم من اللاعبين من 60 حتي 250 لاعبا بكل اتحاد.
* وما الحل في رأيك؟
** لكي تكون هناك رياضة في مصر يجب أن تكون حقا أصيلا لكل طفل في مصر فالرياضة مكان وأدوات وأيضا مدرب وقوي بشرية, لذا يجب الاستفادة من الأراضي الشاسعة حول المدن الجديدة بعمل ملاعب مفتوحة ولو بأجر رمزي جنيه مثلا.
* إذن ليس للجنة دورا في برنامج الرياضة للجميع؟
** هذا عمل الدولة كإدارات ووزارات مختلفة – وليس المجلس القومي فقط – فهذا نظام دولة وعموما لن تقوم قائمة للرياضة في مصر إلا إذا عادت الرياضة في المدارس مرة أخري.
* البعض يري أن شرط المركز والميدالية يحرم فرقا كثيرة من الاحتكاك بالبطولات الأوليمبية؟
** هذا صحيح ولكن نظرا لضغوط الإعلام والصحافة علي اللجنة الأوليمبية والمجلس القومي للرياضة بعد إخفاقات أوليمبياد بيجنج لذا كان هناك تحفظ من ناحية الاشتراك وهذا مبدأ خطير, وأنا كرئيس للجنة الأوليمبية أري أن عدم الاشتراك يصيبنا بالتقهقر في المستوي لأن زيادة الاحتكاك هو الأساس لنتائج أفضل.
*في التجمع الفرانكفوني الأخير لم نشترك سوي في 4 لعبات فقط؟
** هي اللعبات التي طلبت الاشتراك. ونحن أخذنا قرارا بالتركيز علي ست ألعاب فردية هي رفع الأثقال والملاكمة والمصارعة والجودو والتايكوندو والخماسي الحديث, بحيث يزداد الدعم لها أكثر من الألعاب الأخري والتي تمثل في حالة التأهل وهي بعيدة عن الحصول علي ميدالية والألعاب المذكورة هي التي سبق وحققت ميداليات ونتائج مشرفة.
* هل للجنة دور في إعادة المتمردين مثل نهلة رمضان وكرم جابر وبوجي؟
** اللجنة لا تتدخل في عمل الاتحادات ولا تنتظر ميدالية ممن خرج علي الأخلاق العامة أو تمرد علي مدربه وهناك نجوم لم تحافظ علي ما حققته من مكاسب معنوية ومادية واتجهت للضياع.
* حدثنا عن مشكلة الانتخابات الأخيرة وتأجيلها واللائحة الجديدة؟
** كانت هناك لائحة جري العرف علي أن الجهة الإدارية – سواء وزارة الشباب أو المجلس القومي للرياضة – تعد مشروعها وتقدمه للجنة الأوليمبية المصرية والتي تعرضه علي جمعيتها العمومية, وجري العرف علي الموافقة عليها وما هو موجود بها من بنود, وكان هناك استثناء بالنسبة للأعضاء الدوليين من الاتحادات بحيث لا ينطبق عليهم شرط الـ8 سنوات, إلي أن جاءت اللائحة الجديدة المعمول بها في المجلس القومي للرياضة, وقامت بإلغاء ذلك بحيث تطبق اللائحة علي الجميع ونظرا لوجود أشخاص كانت تبغي الاستمرار فحدث هذا التعطيل إلي أن وافقت اللجنة الأوليمبية الدولية علي المقترحات بناء علي ما تم رفعه إليها بموافقة الجمعية العمومية للجنة المصرية حيث وجدت عدم تعارضها مع الميثاق الأوليمبي.
* وماذا عن إخفاق منتخب السلة في بطولة أفريقيا مؤخرا؟
** الإخفاق جاء لابتعاد خمسة لاعبين يمثلون الهيكل الأساسي للمنتخب – أبرزهم طارق الغنام وإسماعيل أحمد – وذلك لانشغالهم بالاحتراف وأمور أخري غير المنتخب, ومع ذلك فلدينا قاعدة جيدة من الناشئين تتمثل في منتخب تحت 18 سنة الذي حصل علي المركز الـ11 في كأس العالم من ضمن 18 فريقا وكذلك منتخب تحت 16 سنة الذي تأهل لكأس العالم عقب الفوز ببطولة أفريقيا لهذه المرحلة السنية.