شهدت محافظة الوادي في السنوات الأخيرة تغييرا ملحوظا بشأن استقطاب العديد من الاستثمارات سواء في القطاع الخاص أو العام بعدما أطلق اللواء أحمد مختار محافظ الوادي الجديد الشرارة الأولي لاستعادة رحلة الطيران من القاهرة إلي الوادي والعكس التي فتحت قنوات الاتصال بين المحافظة والمستثمرين وسهلت لهم التعرف علي المحافظة علي أرض الواقع وتدفقت الزيارات من المستثمرين والوزراء والمسئولين لتدور عجلة التنمية والاستثمار بالمحافظة علي قدم وساق ..وأمام هذه الانتفاضة الاقتصادية ظهرت بعض التحديات,لذا حرصنا علي الذهاب إلي اللواء أحمد مختار محافظ الوادي الجديد للتعرف علي سبل مواجهة هذه التحديات وكان لنا معه هذا الحوار…
0 في الفترة الأخيرة شهدت المحافظة انتفاضة اقتصادية غير مسبوقة ظهرت علي أثرها تحديات في شكل متطلبات عاجلة أو معوقات استثمار,فما تعليقك؟
00 هذه التحديات تتضمن متطلبات المواطنين والمستثمرين وهي أيضا احتياجات المحافظة,منها علي سبيل المثال الطرق العرضية التي يعتبرها المستثمرون والمواطنون شريان الاستثمار والتجارة وتتمثل في طريق الخارجة-سوهاج الذي سيتم إنشاؤه من خلال وزارة الاستثمار بحق الامتياز, وكذلك طريق الداخلة منفلوط بأسيوط الذي سيتم إنشاؤه بالتعاون مع وزارة النقل بحق الامتياز وأيضا طريق الفرافرة ديروط المخطط إنشاؤه,فضلا عن إضافة رحلة طيران تخدم التنمية والاستثمار وجميعها متطلبات عاجلة نود أن تري النتور لخدمة أبناء المحافظة.
0 وهل أصبحت الإدارة اللامركزية مطلبا عاجلا؟
00 بالطبع في بعض الأحيان تتعارض مصالح المحافظة مع ضوابط الإدارة المركزية -فإذا وجدنا عددا من المنازل يسكنها المواطنون بقرية الكويت بالخارجة آلت للسقوط ووافقنا علي إعادة بنائها بمنحة مشروع ابني بيتك بعد أن تقوم الهيئة العامة للتعمير والتنمية الزراعية بتمليك المواطنين لمنازلهم القديمة – ولكن للأسف الهيئة رفضت تمليكهم فأصبحنا نعمل في اتجاه والهيئة تعمل اتجاه آخر وأيضا توجد مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية بمواصفات متميزة تابعة لملكية الهيئة العامة للتعمير والتنمية الزراعية ويرغب كثير من المستثمرين في الاستفادة منها وكذلك توجد أراض زراعية يستأجرها المواطنون من الهيئة ويرغبون في امتلاكها وأمام تلك المشكلات تصبح الإدارة اللامركزية مطلبا عاجلا لسرعة الوصول إلي حلول جذرية لصالح المواطنين.
بالرغم من الجهود المبذولة من المحافظة لدفع عجلة الاستثمار إلا أن الوادي الجديد مازال لا يري الاستثمار الحقيقي حتي الآن,فما الأسباب؟
**هناك جهات مركزية مسئولة عن تأخر الاستثمار في الوادي الجديد…وبعض الموافقات الخاصة بالآثار والبيئة والهيئة العامة للاستثمار أيضا لها دور في تأخر الاستثمار بالمحافظة وارتباط تلك الموافقات بالجهات اللمركزية الأمر الذي يعوق تنفيذ المشروعات الصناعية العملاقة مثل مصنع الأسمنت وما يعادله من مصانع تحتاج إلي تدخل عاجل لتقديم تسهيلات كبيرة لاتتوافق مع الجهات المركزية التي تضع الضوابط والشروط حماية للاستثمار في المحافظات الأخري إلا أن هذه الضوابط لاتتناسب مع محافظة الوادي الجديد أيضا بعض الجهات المركزية تضع محافظة الوادي الجديد في آخر أولوياتها وحرمان المحافظة من مشروع برنامج الألف مصنع علي سبيل المثال يعتبر شاهدا علي صحة أقوالي.
0 وما المطلوب من الجهات المركزية المعنية بالاستثمار؟
00 مطلوب حوافز خاصة للاستثمار في الوادي الجديد فأوجه الاستثمار بالوادي الجديد تختلف عن أية محافظة أخري لذا لابد من تعديل قوانين وحوافز الاستثمار للمستثمرين الراغبين في إقامة مشروعاتهم في محافظات الوجه البحري عنها في الوجه القبلي عنها في المحافظات الحدودية.
0 وماذا عن تأخر محافظة الوادي الجديد في أن يكون لديها مصانع للأسمدة؟
00 هذه الإشكالية ترجع إلي أن وزارة الصناعة أغفلت حق محافظة الوادي الجديد في إقامة مصنع للأسمدة علي الرغم من تأكيد كافة الدراسات علي صلاحية المحافظة لإقامة مصانع للأسمدة وحمض الفوسفوريك في ظل توفر المادة الخام لهذه الصناعات وهي الفوسفات فالوادي الجديد تمتلك أكبر مخزون استراتيجي من خام الفوسفات يقدر بنحو 800 مليار جنيه.
0 وما رؤية سيادتكم لتطوير فوسفات أبو طرطور لصناعة الأسمدة بمصر؟
00 فوسفات الوادي الجديد هو الحل نظرا للمخزون الاستراتيجي الهائل منه فوزارة البترول جادة في إعادة استثمار هذا المشروع العملاق من خلال تكوين شركات وطنية لأستغلاله باستثمارات تصل إلي 170 مليون جنيه توفر خمسة آلاف فرصة عمل,ولك أن تتخيل أن الفوسفات الموجود بمحافظات مصر لايكفي لمدة 10 سنوات قادمة,ومن هنا يتضح لنا أن فوسفات الوادي هو الحل لصناعة الأسمدة في ظل توجهات الدولة لزراعة 3.5 مليون فدان في توشكي وسيناء وقد ظل مشروع أبو طرطور مظلوما طوال السنوات الماضية ومنها بإهدار ملايين الجنيهات وها هو المشروع حاليا يشهد طفرة تنموية من خلال جهود وزارة البترول في إنشاء ثلاث شركات وطنية,فضلا عن موافقة وزارة علي إنشاء أكاديمية للتعدين كما أن حجم التعاقدات علي خام الفوسفات شهدت زيادة ملحوظة.
0 كيف يتم الاستفادة بما تميزت به المحافظة من الصناعات الحرفية البيئية؟
00 لدينا رغبة قوية لتحويل هذه الصناعات إلي مشروع قومي لشباب المحافظة ونجحنا في تغيير الأفكار السائدة بأن الحرف البيئية هي مهنة للفقراء فقط وكانت البداية تدريب 20 شابا وفتاة بإيطاليا وإعداد برامج مع مرفق تحديث الصناعة للارتقاء بجودة الصناعات وتسويقها كنواة أولي ضمن خطة المحافظة للأستفادة من الصناعات البيئية التي يزداد الطلب عليها والتي تتميز بالطابع الواحاتي كالخوص والخزف والفخار والأرابيسك والسجاد اليدوي وغيرها.
0 وماذا عن رؤيتكم لإنهاء فكرة تمليك الأراضي للخريجين؟
00 انتهي عصر تمليك الأراضي بعد أن ثبت بالتجربة العملية عدم قدرة الشباب علي إمكانيات الزراعة الحديثة من الناحية المادية,كما أن تمليك الأرض كان سببا في تفتيت الرقعة الزراعية بالمحافظة وحاليا نسعي لإنجاح تجربة الشركات المساهمة بمعني أية مجموعة من الشباب ترغب في إستصلاح الأرض من خلال كيان موجودكشركة أو جمعية أو نقابةمستعدون فورا لتسليمهم الأرض فيصبح الشاب الواحد لايمتلك الأرض فقط بل يمتلك مشروعاص زراعيا متكاملا بكل ما يضمه من أرض ومعدات زراعية وثروة حيوانية ومصانع تكاملية وبالفغل أقمنا حتي الآن 5 شركات مساهمة لاستصلاح وزراعة 2500 فدان.