يري البعض أن شبابنا الجامعي يعاني من مشكلة كبري وهي غياب الجسر الذي يربط بين دراستهم الجامعية وسوق العمل الواقعي, ففي كل عام تخرج الجامعة آلاف من الشباب الحاصلين علي شهادات في تخصصات مختلفة, ولكن القليل جدا منهم من يستطيع بالفعل أن يعمل في نفس مجال وتخصص دراسته, وهنا يبرز سؤال مهم يدور حول الأسباب, فهل هذه المشكلة سببها أنفسهم الذين لا يحاولون أن يرفعوا من إمكاناتهم ويثقفون أنفسهم ذاتيا.
عن هذه المشكلة قال د. زين الدين الخطيب عميد كلية الآداب جامعة طنطا: إن هذه الأزمة يعاني منها تعليمنا العالي منذ فترة طويلة فهناك فجوة واضحة بين التعليم الجامعي المصري وسوق العمل الخارجي, حيث تتبلور هذه الأزمة بالتحديد في الجامعات العلمية التي لابد أن يرتبط فيها الطالب بالسوق الخارجي بجانب دراسته, وربما تكون الأعداد الهائلة للطلاب تحول دون ذلك الربط ولكن من المؤكد أن وزارة التعليم العالي تعمل علي دراسة أسباب هذه الأزمة ومحاولة حلها.
وأكد د. صلاح عليوة مدير مراكز تطوير التكنولوجيا التابعة لإحدي الشركات العالمية العاملة في مصر علي أهمية التدريب والتطوير كجزء من منظومة التنمية البشرية, حيث أشار لإحدي مشروعات التعلم في مصر, ألا وهو مشروع معهد التعلم المصري تحت رعاية السيدة سوزان مبارك ودورها في تدريب ومساعدة المدرسين علي تعليم كيفية تطوير المشاريع التعليمية باستخدام البرامج المتخصصة وذلك لإعداد الطلاب للنجاح في القرن الحادي والعشرين.
أما عن أداء الشباب فقال شادي جمال طالب بكلية العلوم: إننا كشباب لابد أن نسعي لتطوير أنفسنا دون الاعتماد علي جهة معينة حتي نستطيع أن نحقق أحلامنا التي لا تتحقق إلا بمجهودتنا الشخصية.
ويري مايكل سعد طالب بكلية الطب أن الكورسات الخاصة هي السبيل الوحيد الآن حتي يستطيع الشباب أن يرفع من قدراته ويكون أكثر مسايرة لمتطلبات سوق العمل الحالية.
كما أضاف مجدي أنيس مدرس رياضيات باللغة الإنجليزية في إحدي المدارس الشهيرة أن مشاركتي في كورسات اللغة الإنجليزية ساعدني كثيرا في عملي وبشكل فعلي في اكتساب مهارات اللغة كالكتابة والمحادثة وغيرها من المهارات مما أفاد في الاطلاع علي الجديد في مجال تخصصي, كذلك في تعليم التلاميذ, وبالإضافة لهذه الفوائد أتاحت لي هذه الكورسات تكويني أصدقاء جدد, يحدث بيننا تواصل من آن لآخر.
وتري يوستينا عبد الملاك بكالوريوس تجارة أن معظم الشركات الخاصة غير الحكومية أصبحت لا تهتم بشهادتك الدراسية بقدر ما تهتم بشهادات الكورسات التي حصلت عليها بنفسك, وهذا ما جعل الشباب يهتم إلي حد ما بهذه الكورسات ولو أثناء الدراسة.
ويشير أحمد أبو المجد حاصل علي بكالوريوس تجارة ويعمل في مجال تداول الأوراق المالية إلي أن حصوله علي كورسات في مجال تخصصه أفاده كثيرا, حيث قال: أشارك حاليا في دورة تدريبية في صلب مجال تخصصي, وهي بدورها أضافت لي معرفة أعمق وأشمل بالنسبة للبورصة والتحليل المالي, كما أتاحت لي أيضا التعرف علي زملاء جدد في نفس المجال وبالتالي انعكس ذلك في اتساع مجال علاقاتي.
كما يري أحمد أن التدريب بشكل مستمر يساعد بشكل جيد في مسألة الرقي الوظيفي.
وعلي النقيض يري بيتر محب طالب بكلية الآداب أن سوق العمل في مصر الآن أصبح لا يعتمد علي الكفاءات والإمكانات البشرية بقدر ما يعتمد علي الوساطة والمعارف الشخصية التي تمكنت من الوصول إلي أي وظيفة تريدها.
وقالت فيولا عزيز بكالوريوس خدمة اجتماعية يجب علينا كشباب بعد إتمام الدراسة السعي لتنمية قدراتنا من خلال الكورسات المختلفة, حيث إنها شرط أساسي في تنافسية الاختيار منذ كتابة الـ207 (السيرة الذاتية), كما أصبحت كورسات المهارات كالاتصال والقيادة والتفاوض في غاية الأهمية بجانب الكمبيوتر واللغات, حيث كان يقال من قبل إن الشخص الأمي من لا يعرف القراءة والكتابة, أما الآن فنقول إن الأمي من لا يعرف التعامل مع الكمبيوتر وتطبيقاته علي الأقل المرتبطة بتخصص العمل.