أحتفلت الكنائس المصرية اليوم الأحد بعيد رأس السنة المصرية ” القبطية ” والذى يطلق عليه عيد النيروز والذى يتوافق مع 11 سبتمبر من كل عام حيث يتضمن القداس الإلهى صلوات خاصة من أجل السلام والزرع والمياه وتروى قصص استشهاد القديسين فى عهد دقلديانوس الذى سفك دماء آلاف الشهداء. واعتاد الأقباط فى هذا اليوم الاحتفال بوضع البلح الأحمر والجوافة على موائد الطعام حيث يرمز البلح الأحمر لدماء الشهداء .
ويذكر أن النيروز كلمة فارسية استخدمها الفرس عندما دخلوا مصر وأرادوا أن يحتفظوا بالتقويم المصرى القديم. ومعناها (اليوم الجديد). وكان هذا اليوم عند الفراعنة هو تاج الأعياد لأنه يرتبط بحياة مصر الزراعية وكانوا يحتفلون به إحتفالاً رائعاً بإعتباره عيد الفيضان الذى يحى أرض مصر.
واستمر أجدادنا المصريون القدامى يحيون هذا العيد حتى عهد الأمبراطور الرومانى دقلديانوس الذى تولى الحكم سنه 284 للميلاد. وفى ذلك العهد ذاق الأقباط مر العذاب. وذبح منهم أعداداً كبيرة قدرت بمليون شهيد وهنا فكر أجدادنا أن يجعلوا رأس سنتهم الزراعية رأساً لتقويم جديد أسموه (تقويم الشهداء) والتقويم القبطى تخليداً لدماء الشهداء .
وفى منطقة الزاريب بمدينة الخصوص أقام القمص متياس نصر كاهن كنيسة العذراء بعزبة النخل إحتفالية ضخمة بكنيسة العذراء ومارمينا للإحتفال برأس السنة المصرية بحضور ما لا يقل عن ألفين شخص وشارك فيها نخبة من السياسيين والمفكرين المسلمين وإئتلاف شباب الثورة وأطلق على الإحتفالية ” مصريون نحن ” وقدم خلالها كورال الكنيسة تراتيل منها ” بارك يارب بلادى وأحفظ يارب بلادنا وأنا مصرى ويا شباب النيل وصلاة من أجل السلام “
وحضر الإحتفالية د. منير مجاهد منسق مصريون ضد التميز الدينى ود. جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان ود. وليم ويصا الكاتب والصحفى و سامى حرك عضو جمعية التنوير و د. إيهاب رمزى والقيادات الأمنية للمدينة .
وقال القمص متياس نصر أن الكنيسة أعتادت تنظيم هذه الإحتفالية من كل عام وفى هذا العام أطلقنا عليها السنة المصرية لأنه أول عيد للنيروز بعد ثورة 25 يناير ونحن نرسل برسالة أن مصر للمصريين ولذا شارك العديد من المسلمين فى الإحتفالية ، كما تم تعليق صور شهداء الكشح وإمبابة و المقطم والعمرانية وغيرهم على جدران الإحتفالية للتذكير بهم والتحذير من خطورة الطائفية وأشار القمص متياس إنه يقدم رسالة بأن مصر الحضارة لها تاريخ وسوف تظل صامدة ضد من يسعى هدم تاريخها وتدمير التماثيل بإسم الدين ومحو تاريخ عريق نفخر به وتمنى أن تكون هذه الإحتفالية لكل المصريين لأنه أصل التاريخ المصرى وكانت على أساسها تبدأ مواسم الزراعة وتمنى أن يكون عيد قومى للمصريين تشارك فيه طوائف الشعب المصرى.
قال د. منير مجاهد منسق مصريون ضد التمييز الدينى إن المجموعة دعت منذ ثلاث سنوات للإحتفال برأس السنة المصرية مثل الإحتفال بشم النسيم وهذه أعياد تؤكد التاريخ المصرى و وحدة المصريين ضد القوة الظلمية التى تسعى للإلغاء شم النسيم أو هدم التماثيل ولا يتعارض مع الإسلام ولم يسبق فى تاريخ الإسلام أن قام أحد بهدم تمثال مثل ما تحاول بعض القوى الظلمية الأن ويجب التذكر أن الفلاحين مسلمين ومسيحيين لا يستخدموا فى الزراعة سوى التقويم رأس السنة القبطية.
أما د. وليم ويصا يرى أن الدولة المصرية عودتنا منذ عقود طويلة بأنها لا تهتم بشؤون الأقباط أو أعيادهم وأن ما قدمه القمص متياس فى إحتفالية رأس السنة القبطية هو تعزيز للإنتماء المصرى وتاريخه العريق الذى يتحدث عنه العالم ويتذكره فى الوقت الذى تحاول بعض القوى الجاهلة إلغاء هذا التاريخ وهو جزء من الأرض المصرية
—
إ س
11 سبتمبر 2011