اسكت أنا راجع من الشغل تعبان… ارحميني طول النهار كلام كلام.. أنت ما بتتعبيش من الكلام هكذا يستقبل الكثير من الأزواج أية محاولة من الزوجة لإقامة حديث معه مفضلين أنطوائهم وصمتهم في المنزل عن الثرثرة والأحاديث عديمة القيمة مع زوجاتهم, غير مدركين أن الصمت له تأثير سلبي علي علاقتهم, وأن تبادل الحوار يعد من أقصر الطرق إلي قلبها, فالكلمات البسيطة تشعرها إنها موضع اهتمامه وحبه وتمنع تسرب الملل إلي حياتهما, ولأهمية الحوار مهما كان بسيطا في الحياة الزوجية قامت وطني بعرض آراء بعض الأزواج والزوجات وحملت تلك الآراء إلي أحد المتخصصين لتنفيذها ووضعها في الإطار الصحيح.
وأجمعت معظم الزوجات علي شعورهن بالاستياء من بسبب انطواء الزوج وصمته وعدم رغبته في الإنصات إلي الدرجة التي تجعله في أحيان كثيرة يترك المنزل هروبا مما يسميه بالثرثرة.
وأشارت تلك الزوجات إلي أهمية الحوار من وجهة نظرهن مع الزوج لأنه يعد وسيلة للتعبير عن الأفكار والعواطف والانفعالات والتخفيف من حدة التوترات النفسية والهموم والأعباء التي تعاني منها المرأة طيلة يومها, سواء كان ذلك مع أولادها في المنزل أو مع زملائها ورؤسائها في العمل,
كما تشعرن كثير من الزوجات بأن عدم إنصات الزوج باهتمام وشوق لما تقولهن مهما كان عديم القيمة من وجهة نظر الزوج والتسفيه مما تقولهن عن طريق مقاطعتهن وعدم تجاوبه مع فكرهن وأحاسيسهن هو دليل قاطع علي عدم حبه لهن وتعلقه بهن.
وفي الوقت نفسه نفي كثير من الأزواج إدعاءات الزوجات بعدم تقديرهم لمشاعرهن وحبهم لهن مبررين عدم إنصاتهم بأن زوجاتهن كثيرات الكلام والثرثرة, كما أنه في أحيان كثيرة يشوب صوتهن رتابة وملل تغنيان عن الحديث معهن إلي الدرجة التي تجعلهم يهربون من المنزل.
هذا إلي جانب أن حديثهن دائما يدور في إطار واحد لا يتغير وغالبا ما يكون منصب علي محاولة إقناعهن بأن أحد أفراد العائلة سواء كان أحد الوالدين أو الإخوة أو الأقارب لا يستحق سوي الازدراء, وأن نيته سيئة ويدبر المؤامرات لهدم تلك الحياة الزوجية السعيدة.
هذا إلي جانب أن حديث الزوجة غالبا لا يهتم بذكر الحقائق فيما تتعرض له من مواقف دون حذف أو إضافة أو تزييف مما يهز من ثقتهن من كلامهن وينفرهم من سماع ما يقال من أحاديث.
وبسؤال الدكتور نبيل نصري مدير مركز العائلة المقدسة للمشورة الأسرية بكنيسة العذراء بأرض الجولف عن كيفية إنجاح الحوار بين الزوجين من أجل حياة زوجية سعيدة. أجاب قائلا: لكي ينجح الحوار بين الزوجين, علي الزوجة أن تتجنب الضغط علي الزوج ليتكلم معها حين تجده غير مستعد للحديث, وأن لا تسئ تفسير هذا.
وعلي الجانب الآخر يجب علي الزوج أن يتفهم حاجة الزوجة للكلام لأنها وسيلتها لتقليل الضغط النفسي داخلها, وإلي أذن مصغية لأحاسيسها وألمها, ويجب عليه أن يتفهمها ويقبلها كما هي, لأنه مما لا شك فيه أن بها من المميزات أكثر بكثير من تلك الثرثرة التي قد يكون الاستمرار في الإصغاء إليها يضعفها.
هذا إلي جانب تجنب الاعتراض أو التكذيب لما تقوله الزوجة مع منحه حرية تقبل أو رفض ما يشاء من الأمور, ولكن دون الإفصاح, وذلك من أجل مساعدة الزوجة لتخريج انفعالاتها لراحتها النفسية وليس من أجل الحكم علي الأمور, لأن الزوجة تحتاج أن تحكي عدد من المرات يتناسب طرديا مع شدة توترها وانفعالاتها وليس مطلوبا من الرجل في هذا الوقت أن يتقمص دور حلال المشاكل لأن كل ما تريده المرأة أن ينصت زوجها إلي أحاسيسها ويقدر حجم معاناتها ولا يؤلمها أكثر من الاستخفاف أو الاستهانة بمشاعرها أو مشاكلها مهما كانت بسيطة حتي لو كان إفساد طبخة أو إحباطها في تسريحة شعرها, فهي أمور مهمة جدا للمرأة وربما لا تكون هكذا بالنسبة للرجل.
وينهي د. نصري حديثه قائلا: إن خلاصة القول يجب علي الزوجة أن تحترم فترات صمت زوجها وتخفف من أحاديثها الكثيرة والتفاصيل التي لا تنتهي, وأن يحاول الزوج أن ينصت أكثر لزوجته ويحترم مشاعرها مهما بدت تافهة له, وأن لا يطيل فترات صمته لأنها تدفع ثمنها زوجته من أعصابها.