ممارسة الحقوق السياسية للمعاقين…حق أصيل كفلته المواثيق الدولية للمشاركة علي قدم المساواة مع الآخرين,بما في ذلك كفالة الحق والفرصة للأشخاص.
ذوي الإعاقة في التصويت وكذلك الترشح للانتخابات لكن الشارع مازال يبحث عن النائب الخدمي عامل الصحة, يرفض المعاق ولم يجربه نائبا بعد ورغم ذلك شهدت القوائم النهائية للمرشحين في انتخابات البرلمان القادمة أمرا لم يحدث من قبل أن تم وضع بعض الأشخاص المعاقين في قوائم الترشح لبعض الأحزاب الجديدة ففي دائرة وسط القاهرة رشح حزب الإصلاح والتنمية اثنين منهم الأول شعبان الشيخرأس القائمة وهو من مصابي الثورة-تسببت إصابته في إعاقه حركية له-كما يأتي الشيخ محسن-إعاقة بصرية-في الترتيب الخامس بالقائمة نفسها, فيما رشح حزب المصريين الأحرار الدكتورة هبة هجرس علي قائمته بالدائرة الثالثة بمحافظة القاهرة,كذلك قام حزب الوسط بوضع تغريد المنهراوي شابة من ذوي الإعاقة البصرية علي قائمته بالدائرة الأولي بمحافظة بني سويف وحزب العدل وضع مصطفي محمد كمال شاب من ذوي الإعاقة البصرية علي قائمته بالدائرة الثانية بشرق القاهرة.
في البداية توجهنا إلي الشارع لنتعرف علي أراء الناخبين في الشخص المعاق نائبا…يقول ح.د.ل:لا أستطيع قبول الفكرة ليس من باب الرفض, وحسب لكن نحن نريد نائبا يخدمنا, وهذا يتطلب قدرة علي الحركة فكيف للنائب المعاق أن يتمكن من ذلك بسهولة أيا كانت إعاقته سواء حركية أو بصرية, فهل انتظرنا عقودا ليأتينا برلمانا حقيقيا يعبر عنا لنجده برلمانا لا يمكنه مساعدتنا.
أما و.ك.غ تقول :من حق الشخص المعاق أن يرشح لكن هل سيقبله المجتمع الانتهازي الذي يبحث لمن يبيع صوته ثم يخرج من مقر الانتخابات وينسي الأمر برمته أعتقد أن المجتمع المصري لم يصل لهذه الدرجة من الوعي وعلينا التمهل للدورة القادمة.
داليا…طالبة تقول:من الصعب علي مجتمع لايقبل الشخص المعاق في مراكز قيادية ومواقع حساسة ثم نطلب منه أن يقبله نائبا.
محمود …عامل يقول: إذا كانوا كأصحاء لايخدموننا وليس لديهم الوقت والجهد الكافي لخدمة دوائرهم فكيف للشخص المعاق أن يفعلها؟
علي المجتمع قبول المعاق نائبا
ويختلف معهم في الرأي أحمد أبو بركة-المستشار القانون لحزب الحرية والعدالة- ويقول:مسألة ترشح ذوي الإعاقة للبرلمان القادم تعد أمرا طبيعيا فهم جزء من المجتمع ولهم كامل الحق في ذلك. ولكن الحكم في النهاية يجب أن يكون علي أساس خبرة وكفاءة الشخص المرشح فإذا كان لديه خبرات سابقة في العمل العام وكفاءة فالمفترض أن يتم انتخابه فالإعاقة البدنية لا تمثل عائقا في الترشح.
ويضيف أبو بركة ويقول:بالنسبة لحزب الحرية والعدالة فنحن لا نميز بين شخص وآخر سواء علي أساس الدين أو الإعاقة أو النوع, ولكن في ذات الوقت نحن لا نبحث عن شخص من ذوي الإعاقة وفقط ليكون علي قائمتنا شخص لديه إعاقة دون أن يكون لديه خبرة حقيقية تؤهله لخوض الانتخابات كمرشح مؤهل للترشح للبرلمان.
أما بالنسبة لمدي تقبل المجتمع لفكرة انتخاب شخص من ذوي الإعاقة ليمثلهم في البرلمان يقول أبو بركة:طالما الشخص المرشح لديه خبرة ويستطيع أن يقدم شيئا لدائرته فعلي النفس انتخابه.فالمجتمع حاليا مؤهل وأصبح لديه الوعي الكافي ليعرف من هو الشخص الذي يستحق دون أن ينظر إلي إعاقته البدنية فالبرلمان القادم سيكون مختلفا بكل تأكيد وسيكون البرلمان المصري الحقيقي حيث إننا لأول مرة ننتخب بحرية وهناك تمثيل لكافة أطياف المجتمع, لذلك فبطبيعة الحال سيصبح البرلمان مختلفا عن المجالس السابقة وطبيعة المرحلة ستفرض الدور التشريعي للبرلمان بشكل أساسي.
بعيدا عن الدور الخدمي الذي يلهث وراءه بعض الناخبين ويأملون فيه لذلك يرفضون المعاق.
إنهم يتحدثون عن أنفسهم
الدكتورة هبة هجرس مرشحة حزب المصريين الأحرار عن الدائرة الثالثة بمحافظة القاهرة, وقالت وجدنا إن الأحزاب الجديدة لديها توجهات مختلفة لم تكن مطروحة من قبل وكان حزب المصريين الأحرار أول من شعر بأهمية دور الأشخاص ذوي الإعاقة وقام في شهر مايو الماضي بعقد مؤتمر تحت شعار:من حقك تأخذ كل حقوقك لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة وضرورة مشاركتهم في الحياة السياسية لتعزيز حصول ذوي الإعاقة علي حقوقهم ومشاركتهم بالمجتمع عملا بمبدأ تكافؤ الفرص والمساواة كما قام الحزب بتشكيل لجنة دائمة لمناقشة مطالبهم وحقوقهم والسعي لتحقيقها.
استطردت د.هبة قائلة:الأشخاص المعاقون في مصر-الذين لديهم صوت انتخابي- يقدر عددهم بـ 4.5مليون شخص معاق,يمثلون قوة لايستهام بها تحتج من يعبر عنها داخل البرلمان ويمكنها أعطت تغيير الخريطة الانتخابية لذلك قمت بالانضمام إلي الحزب بناء علي طلبهم لتفعيل قضايا الإعاقة داخله.
أما فيما يتعلق بالترشيح علي مقاعد مجلس الشعب فقال د.هبة:أنا حاصلة علي دكتوراه في السياسات الاجتماعية, اهتم بشكل خاص بقضايا الإعاقة. ولذلك سوف اهتم بالسعي لتحقيق العدالة الاجتماعية بكافة صورها ومنها قضايا المرأة والطفل وذوي الإعاقة وأعتقد أن خبراتي في العمل العام جعلت الحزب يدرك أنني يمكنني أن أقدم شيئا جديدا في حال فوزي بمقعد في مجلس الشعب وما شجعنا علي الترشح أمران:الأول أننا أيقننا أن قضية الإعاقة حان الوقت لتحويلها من قضية اجتماعية لقضية سياسية, والأمر الثاني هو أن الأحزاب الجديدة نفسها بدأت تعي أهمية الكتلة التصويتية لذوي الإعاقة وضرورة تمثيلهم في البرلمان كجزء من المجتمع.
لاشئ لنا بدوننا
أما مصطفي كمال- مرشح لذوي الإعاقة علي قائم حزب العدل عن الدائرة الثانية بمحافظة القاهرة فتحدث عن تجربته في الترشح قائلا:أعمل في مجال الإعاقة من خلال شبكة دعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وغيرها من الجهات ثم توجهنا للعمل مع الأحزاب لتضمين قضايا الإعاقة فيها وتعاونت معهم فوجئت بهم يعرضون علي الترشح علي قائمة حزب العدل منذ فترة وبعد ذلك جددوا العرض مرة أخري فقبلت الترشح فيجب أن يكون هناك تمثيل في البرلمان لنا وحتي ولو لم نفوز بالمقاعد فمجرد ترشحنا يعد مكسبا لنا لأنه يزيد من وعي الناس بوجودنا في المجتمع كجزء منه.
لا كوتة
وأكد مصطفي كمال علي أنه لا شئ لنا بدوننا فمن المهم أن نكون ممثلين في البرلمان والمعيار الأساسي هو مالدينا من خبرات ويستطيع من خلالها أن تمثل دوائرنا فنحن كمرشحين لسنا كوتة لذوي الإعاقة بل مرشحين عن الدوائر العادية فلايمكن لكل شخص لديه إعاقة أن يقوم بالرشح للانتخابات ولكن من لديهم خبرة في هذا المجال وكيفية التعامل معه وتحديه وقهره فقط هم من يمكن الترشح.