(أنا هو القيامة والحياة غلا 3:1)
قيامة السيد المسيح حدث معجزي يفوق كل تصور لأنها من أعماقه إذ قال أنا هو القيامة والحياة- وكما رسم أمام أعيننا يسوع المسيح وإياه مصلوبا قام أيضا ورأيناه بعيوننا ولمسته أيدينا (أع 2: 32) فقيامة السيد المسيح أظهرت أنه هو القيامة:-
إذ في حديثه لتلاميذه قال لا يستطيع أحد أن يأتي إلي الآب إلا بي (يو 14:6) فالمسيح القائم هو الطريق الوحيد إلي الآب (أنا هو الطريق والحق والحياة).
وما أعجب أن يكتب بيلاطس قضية المسيح المصلوب أنه ملك اليهود وأعلنت قيامة المسيح عن الملك الظافر فالزلزلة وهروب الحراس من أمام القبر ونزول الملائكة تحمل أعلام النصر وهي تبشر بقيامة يسوع المسيح الشاهد الأمين البكر من الأموات (رؤ 1:5).
لقد صارت قيامة المسيح تعزية الكنيسة والذي سمعه القديس يوحنا كنت ميتا وها أنا حي إلي أبد الآبدين (رؤ 1:18).
فالسيد المسيح بقيامته أقامنا معه:-
لقد كنا بالطبيعة أبناء الغضب ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح يسوع وأقامنا مع (أف 2:5).
إن قيامة الإنسان مع المسيح ينالها منذ يوم ولادته الجديدة بالمعمودية من الماء والروح مدفونين معه بالمعمودية (رو 6:4). ففيها ندفن طبيعتنا الحقيقية ونجحد الشيطان ونقوم إنسانا الجديد لأنه إن كنا قد صرنا متحدين معه بشبه موته نصير أيضا بقيامته (رو 6:5) ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات لذلك تصير قوة القيامة ربحا للكنيسة ومن نصيب أبناء النور فهي تعمل في الكنيسة من خلال فاعلية الأسرار لينال كل منا نصيبه في قيامة الرب (في 3:10) إنها اختبار فردي ورؤية شخصية لذلك فمع أن المسيح بعدقيامته ظهر للرسل جميعهم مجتمعين وظهر لأكثر من خمسمائة أخ لكنه أيضا كانت له ظهورات لأفراد بصفة فردية وشخصية بل وخاصة أحيانا مثل ظهوره للمجدلية ويعقوب ولبطرس ثم بعد ذلك لبولس وهو في طريقه إلي دمشق إنها ظهورات تمثل الاختبار الشخصي لقيامة الرب والذي تغطيه الأناجيل ويقدمه المسيح ليختبره كل واحد يقترب منه فيسمع صوت المسيح وهو يهمس في قلبه هات إصبعك إلي هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا.
والقيامة وهبتنا الخلود:
إن الحياة التي وهبتنا إياها القيامة ليست حياة جامدة محصورة بل حياة تمتد فينا إلي الأبديةلأننا نلناها من ذلك إلي أبد الآبدين فبعد أن سرت سموم الموت في جوهر بشريتنا وحكم علينا بالموت ووقف ملاك يحرس الطريق إلي شجرة الحياة.. وبالقيامة بعد غلبة المسيح وما أن دخل إلي الفردوس ومعه اللص اليمين ورآه الملاك حتي تراجع وصار الطريق إليها مفتوحا (رؤ2:7).
وقد تأمل القديس بولس وقال كما أن الموت الذي صارإلينا من أبينا آدم الأول لم يكن غريباعنا بل صار إلينا نسبتنا إلي آدم كذلك الحياة التي صارت إلينا بالمسيح لم تكن غريبة عنا بل صارت إلينا بالنسبة لتجسده منا ذلك الذي أنعم به لنا.
لقد صرنا الآن ننال الحياة الأبدية باتحادنا برئيس الحياة بقيامة المسيح خرجنا من نفق الموت المظلم ونلنا طريق الحياة- وتتجدد فينا كل حين حياة القيامة فليس في هذا الدهر فقط بل تمتد تلك الحياة فينا إلي الخلود الأبدي,وقد وهبنا ذلك الاستحقاق في مجييء ربنا يسوع المسيح الثاني الذي فيه سوف يدين العالم أنه متي أظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو (ايو 3:2).
القيامة دعوة لكل من قيدته الخطية وتملكته الشهوات وأفقدته الحس الروحي.. هي دعوة حياة للذين أذلهم الجسد واستعبدهم الشيطان تحت سلطانه فسقطوا في هوة ظلمة من اليأس وليس لهم رجاء.. هي دعوة حب وهي دعوة من المسيح الذي غلب الموت وهو يمد يديه إلينا يريد أن يقيمنا معه فيبدد ظلمتنا بنوره ويزيل أحزاننا ونردد مع الرسول بولس استيقظ أيها النائم وقم من الأموات فيضئ لك المسيح (أف 5:14).