بدأ المواطنون التجمع والانطلاق من كل مكان في وسط المدينة.. شارع 26 يوليو- طلعت حرب- باب اللوق. مجموعات صغيرة من المتظاهرين انضمت إلي بعضها البعض رغم الأعداد الهائلة من القنابل المسيلة للدموع التي أطلقتها قوات الأمن علي المتظاهرين.
استمر الحال بين كروفر بين الطرفين من الواحدة ظهرا حتي الساعة الخامسة مساء كان المتظاهرون خلالها يهتفون ضد النظام.
وسقط العديد من المتظاهرين مغشيا عليهم بسبب دخان القنابل والرصاص المطاطي الذي يصل طول الرصاصة منه أكثر من 10سم وقطرها سم, وكانت هناك دراجات بخارية تنقل المصابين إلي جريدة الأهرام حيث العيادة الخاصة بالصحفيين بعد أن أغلقت أبواب الصيدليات والعيادات الخاصة أبوابها.
أثناء إلقاء إحدي القنابل المسيلة للدموع في باب اللوق سقطت إحداها علي شرفة أحد المنازل فاشتعلت الشرفة فجأة وتصاعدت ألسنة النيران منها..
ظل الوضع هكذا حتي انطلق خبر حظر التجول من السادسة مساء.. كانت الأوضاع تنبئ عن خراب.. المشهد يبدو محزنا جدا.. سيارات أمن مركزي محترقة, وأخري مشتعلة.. الأرض يفترشها الزجاج المكسور والأحجار, دروع قوات الأمن المركزي ملقاة في الطرقات مع خوزاتهم.
اتجهنا نحو ميدان رمسيس والمشهد مازال كما هو حتي كوبري الليمون وأول شبرا ثم خرج المتظاهرون من بطن شارع شبرا بالآلاف متجهين نحو ميدان التحرير.. ذاع خبر دخول القوات المسلحة إلي القاهرة خاصة ميدان التحرير. وكان نزول القوات المسلحة لمساعدة الشرطة وليس لمساعدتهم.
خيبة أمل
في ميدان التحرير تجمهر الشباب ووصلت أعدادهم إلي الآلاف من المواطنين احتفلوا بسيارات القوات المسلحة التي انتشرت وتم تبادل التهاني وسط زغاريد النساء وأوصلهم المتظاهرون حتي ميدان التحرير أمام المجمع.. ولكن المدهش هو استمرار إطلاق الشرطة للقنابل المسيلة للدموع.
علي بعد أمتار تصاعدت ألسنة النيران من مبني الحزب الوطني الذي اشتعل دقائق معدودات ثم كان التخوف من وصول النيران إلي المتحف المصري وضياع تاريخ مصر مما دعا مئات المتظاهرين لتحويط مبني المتحف لحمايته من النيران وخشية التخريب.
من ناحية أخري حاول بعض المتظاهرين اقتحام مبني الإذاعة لكن تصدت لهم القوات المسلحة الذي صرح بعض أفراده أنهم قادمون لحماية المنشآت وليسوا مع أو ضد أي من المتظاهرين أو الشرطة.
وانتشرت الحوادث المسلحة- والجريدة ماثلة للطبع- في ميادين وشوارع محافظات القاهرة, والإسكندرية والسويس. وقد شهد بعض شوارع هذه المحافظات عمليات نهب وحرق واسعة النطاق.