تسود حالة من الغموض مصير القمة العربية العشرين – التي يفترض أن تبدأ يوم السبت المقبل في العاصمة السورية دمشق – وسط توقعات كبيرة بتضاؤل مستوي المشاركة العربية في القمة ورهنها بوجود تطور حقيقي في الأزمة اللبنانية, وتحديدا حسم قضية انتخاب رئيس لبناني جديد خلال جلسة المجلس التشريعي التي ستجري بعد غد الثلاثاء.
ووفقا للمصادر الدبلوماسية السورية, فإن الإعلان النهائي عن الزعماء العرب الذين سيشاركون في القمة لن يتم إلا قبل يوم واحد من القمة, وتشير هذه المصادر إلي أن المحادثات والاتصالات مازالت مستمرة بزخم من أجل حث الزعماء العرب علي المشاركة, وخاصة السعودية التي تربط عدة دول عربية مستوي تمثيلها بمستوي التمثيل السعودي.
في السياق ذاته تبدأ غدا الاثنين في دمشق أولي اجتماعات المندوبين للإعداد لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري, ومن المتوقع أن تشارك معظم الدول العربية في هذه الاجتماعات التي تستمر لمدة يومين, ووفقا لبرنامج القمة المعلن, فإن اجتماعا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي علي مستوي وزراء الاقتصاد والتجارة الخارجية سيلي اجتماع المندوبين, وكل ذلك تمهيدا لاجتماع وزراء الخارجية العرب الخميس القادم للدراسة ووضع البيان الختامي الذي سيقره الزعماء العرب بنهاية قمتهم.
من جهة أخري تهيمن الآن مسألة مشاركة لبنان في القمة العربية, علي الحركة السياسية في بيروت خاصة مع وصول الأزمة السياسية هناك إلي حائط مسدود بعد تلويح الأغلبية النيابية باحتمال ”توسيع” الحكومة الحالية وربما قبول استقالات الوزراء الشيعة, مما دفع ”حزب الله” إلي التحذير من اندفاع جنوني نحو الهاوية, ويأتي هذا وسط تراجع فرص انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الجلسة النيابية السابعة عشر المحددة بعد غد الثلاثاء.
وتفيد المصادر اللبنانية أن رئيس الوزراء فؤاد السنيورة تلقي نصائح عربية مختلفة بعدم مقاطعة القمة, وتدرس الحكومة اللبنانية حاليا اتخاذ أحد الموقفين إما بمقاطعة القمة علي أساس أنه لا توجد جدوي من المشاركة في ظل تعطيل المبادرة العربية التي تنص علي انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد, والموقف الآخر يدعو إلي مشاركة محدودة بانتداب ممثل حكومي تقتصر مهمته علي إلقاء كلمة لبنان والانسحاب من أعمال القمة. وفي هذه الحالة قد يكون رئيس الوفد اللبناني وزيرا, بدلا من الاكتفاء بتكليف أحد السفراء, نظرا لأهمية المناقشات التي ستشهدها القمة خاصة بالنسبة للأزمة اللبنانية.
وأكد الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل أن هذه المشاركة يقررها مجلس الوزراء, مكررا أنه من غير الجائز أن يكون كرسي لبنان شاغرا. وأضاف قائلا: أن القمة مؤسسة وليست ملكا لسورية أو غيرها. ونحن جزء لا يتجزأ من هذه القمة, ومن المفيد أن يستفيد لبنان من هذا المنبر وأن يقول رأيه.
وتبذل مصر والسعودية جهودا كبيرة خلال الساعات المقبلة لضمان مشاركة لبنان في القمة وحل الأزمة الدستورية القائمة هناك, في الوقت الذي نفت فيه مصادر دبلوماسية مصرية تلقي إشارات إيجابية من الجانب السوري يمكن أن تساهم في حل الأزمة اللبنانية.
من جانبه قال البطريرك الماروني نصر الله صفير إن الوضع في لبنان أصبح تقريبا مثل فلسطين نظرا للأوضاع السائدة. وأشار صفير إلي أنه يعارض التعديل الحكومي المقترح بتوسيع الحكومة خشية أن يكون ذلك تجاوزا للفراغ الرئاسي وتكريسا له فيما يفترض أن تبقي الأولوية المطلقة لانتخاب رئيس الجمهورية.