الفيس بوك.. طفرة تكنولوجية كان لها تأثير اجتماعي وثقافي علي الشباب في مصر, امتد هذا التأثير ليشمل النواحي السياسية أيضا, وما بين التطور التكنولوجي والحراك الاجتماعي والسياسي تباينت الآراء حول أهمية وخطورة وتأثير الفيس بوك علي الشباب في مصر.
في هذا الإطار عقد مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية مؤتمرا حول تأثير الفيس بوك علي الشباب تناول المؤتمر الملامح العامة لخريطة الفيس بوك في مصر ووجوده كإعلام بديل حيث تطرق المفكر السيد يسين مستشار المركز إلي أنه لا يمكن أن يكون الفيس بوك إعلاما بديلا عن الصحافة التي عهدناها طوال العقود السابقة, أيضا هاجم يسين الانخراط في الفيس بوك وتساءل مستنكرا هل يمكن أن يؤدي لدعم التطور الديموقراطي في مصر, هل من يستخدمونه يمثلون مجموع الشباب المصري؟!, وتحفظ علي الأسلوب المتبع في المدونات من حيث ركاكة اللغة واستخدام ألفاظ غير مناسبة.
أما د. عمرو الشوبكي الباحث في مركز الأهرام للدراسات والأستاذ بجامعة القاهرة فركز علي خصوصية التجربة المصرية علي الفيس بوك حيث إنها مختلفة عن كل تجارب العالم من حيث الاستخدام السياسي لأن هذا الموقع ينجح في مجتمع آخر به نضج سياسي وثقافي وقدر من الحراك الذي تتبلور فيه مصالح اجتماعية واقتصادية,إذا فلابد من البيئة المواتية والشروط الموضوعية لنجاحه منها القيادة الكاريزمية.
أشار الشوبكي إلي أنه مثال استخدام أوباما للفيس بوك في الحملة الانتخابية الخاصة به كان مثالا نموذجيا لنجاح هذه التجربة في مناخ مختلف عن المناخ المصري, وعندما جاءت حركة 6 أبريل لتفعل ذات الشيء نجحت في المرة الأولي لاستنادها إلي مشكلة علي أرض الواقع – إضرابات عمال المحلة – وفي المرة الثانية هذا العام عندما استندت حركة 6 أبريل فقط للعالم الافتراضي وانسحب عمال المحلة فشلت الحركة. لأن المناخ المصري غير موات.
اختتم المؤتمر بجلسة الدكتور علي الدين هلال التي تضمنت شهادات حية من المدونين وصناع المجموعات جروب علي موقع الفيس بوك, والذين قاموا بمبادرات جيدة في محاولة لتغيير المجتمع واختلفت اهتماماتهم ما بين السياسة والبيئة وتحسين مستوي المعيشة.
أما الدكتور هلال فقال: الفيس بوك وسيلة فقد تكون للتنمية الثقافية أو الاجتماعية أو السياسية,وقد تكون وسيلة لغير ذلك فكل تكنولوجيا حسب استخدامها ولكن الملاحظ أن العالم أصبح مليئا بالاحتكاك الثقافي والديني الذي يمكن أن يكون الاختلاف والاتفاق فيه مظهرا من مظاهر الخصب والنماء وهذا الموقع يمكن أن يفعل ذلك.
تطرق هلال إلي الهجوم الذي يشنه البعض علي شباب الفيس بوك من حيث إنهم منفصلون عن مجتمعهم يتعرضون لثوابت الأمة ويهددون أهداف الوطن فقال: كل جيل ابن ظروفه وابن ثقافته وابن الأحداث السياسية الكبري التي يمر بها المجتمع في حياته, ومن الطبيعي أن ينظر الجيل القديم للجيل الأحدث نظرة انتقادية لأن صراع الأجيال يبرز بشدة في أوقات التغيير خاصة التغيير التكنولوجي الذي من شأنه توسيع الفجوة, لذلك علي الشباب المهتم بالتطور التكنولوجي الجديد مراعاة تقييم التوازن بين الحق في التعبير والحرية وبين الواجب والأسلوب المستخدم, كذلك علي الأجيال القديمة أن تتفهم حق الشباب في الخطأ فالخطأ هو الذي يعلم الصواب ثم يصنع القرار.
استكمل هلال: نحن جزء من تطور عالمي لا يمكن أن نعرف أين مصر منه إلا إذا وضعنا تطورها في شيء ما في إطار عالمي. مع الوضع في الاعتبار أن الفضاء الافتراضي (الإنترنت) لا يمكن أن يكون بديلا عن العالم الواقعي فأوباما عندما استخدم الفيس بوك في حملته الدعائية لم يعتمد عليه بشكل مطلق وإنما استخدم الاتصال المواجهي ونزل للناس وهذا سر نجاحه, لذلك علينا أن نضع كل ما سبق في أذهاننا وإلا نكون نظرنا إلي الأشجار (مزايا الإنترنت) وتركنا الغاب الفوائد والأهداف الرئيسية المرجوة من استخدامه كوسيلة لتنمية المجتمعات والتواصل بين البشر.